حياة الفنانين

أحمد السيد ” الوسط الفني وسط ظالم تتحكم به العلاقات الخاصة والمصالح

اعداد وحوار / ريمه السعد

ممثل ومخرجاً مسرحياً له بصمته وكاتبا أبدع وتألق خلال مسيرة عطاء طويلة ،يعتبر أحد أعمدة الدراما الإذاعية  ،اول من كتب اللوحات التلفزيونية القصيرة بقصة كاملة و من كتب تفاصيل السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي، كتب لكبار الفنانين اعمالاً مهمة على مستوى الدراما التلفزيونية او المسرح او الإذاعة أحمد السيد ضيف سحر الحياة وتفاصيل هامة جدا عن تاريخه وحياته الفنية 

اهلا وسهلا بك الممثل والكاتب احمد السيد

حدثنا بداية عنك وعن اعمالك ومن اين كانت البداية في المجال الفني ؟

البداية كانت وانا في عمر العشر سنوات حيث طلب مني استاذي كتابة مسرحية قصيرة موضوعها كما اذكر عن بلال الحبشي والطريقة التي كان يعذب بها وبعد ان كتبتها واعجبت الأستاذ طلب منا ان نقوم بتشخصيها فقمت انا بدور بلال وساعدني بعض زملائي وهنا استهواني الحدث وتتبعت من خلال قراءاتي الكتابة المسرحية وطرق التمثيل وبعدها تم تشكيل فرقة مسرحية مدرسية وقدمنا من خلالها اكثر من عمل في مناسبات كثيرة واستمر تعلقي بالتمثيل والكتابة الى المرحلة الثانوية حيث شكلنا فرقة مسرحية تابعة لاتحاد شبيبة الثورة وبعدها تابعت طريقي في الجامعة من خلال المسرح الجامعي والمزيد من القراءات المسرحية لاكتساب الخبرة

بعد ذلك شاركت في عدة مهرجانات للهواة ككاتب وممثل ومخرج مسرحي وحصلت على عدة جوائز

بالنسبة لعملي كممثل تعرضت لكثير من الضغوط والتأنيب العائلي كي ابتعد عن هذا المجال وكانت هذه الضغوط فوق طاقتي مما دفعني في البداية الى تخفيف ممارستي للتمثيل والتركيز على الكتابة المسرحية والإخراج فكتبت عدة مسرحيات وقمت بإخراجها وحصلت على مراتب متقدمة من قبل لجان التحكيم بعد ذلك ذهبت لأداء خدمة العلم و قمت بتشكيل فرقة فنية لإحياء مناسبات الجيش بتوجيه من قائد الوحدة التي كنت اخدم بها بعد ذلك تقدمت بمسابقة اعلن عنها المسرح العسكري لقبول ممثلين ونجحت بها بمرتبة ممتازة والتحقت بالمسرح العسكري وقد كان آنذاك في قمة شهرته وكان فيه فنانين كبار أمثال محمود جبر ومنى واصف واديب شحادة ومحمد الشماط وعمالقة كبار من ذاك الزمن الجميل ودخلت حينها مرحلة الاحتراف الفني واكتسبت خبرتي من خلال احتكاكي بهؤلاء الفنانين و من خلال علاقاتي الطيبة مع كبار المخرجين والفنانين من خارج المسرح العسكري. امثال علي عقلة عرسان وفواز الساجر واسعد فضة وزملاء اصبحوا نجوم من الذين كانوا في المسرح الجامعي وعندها تقدمت لامتحان الإنتساب الى نقابة الفنانين ونجحت سنة 198٤ وبعدها أصبحت عضوا في هذه النقابة

قدمت الكثير من الاعمال الدرامية حدثنا عن اكثر الشخصيات التي كنت تقدمها ؟

في الحقيقة اعتبر نفسي غير محظوظ كممثل تلفزيوني بسبب إنكفائي على المسرح كتابة واخراجا وتمثيلا وأيضا بسبب سيطرة حيتان الدراما التلفزبونية آنذاك على الساحة ومنع أي موهبة فنية من الظهور لذلك ابتعدت عن هذا المجال قليلا ولكن بعد فترة وجيزة طلبت للعمل في فيلم سينمائي قصير واذكر اسمه غريب ( اي ون) كان من إخراج شاب موهوب اسمه محمد علي اديب ثم تتالت علي العروض بأدوار بسيطة وقليلة الى ان قررت التوجه الى الكتابة التلفزيونية مع البقاء متواجدا كممثل في بعض الاعمال وكانت تستهويني جدا الأدوار في المسلسلات التاريخية وباللغة الفصحى

تعشق الاذاعة ولازلت تعمل بها وتكتب اعمال كثيرة

ماذا تشكل الاذاعة عند الفنان احمد السيد

في الحقيقة وقبل ان أخوض في تجربتي الإذاعية المستمرة حتى الان اريد ان أقول بأن الوسط الفني وسط ظالم وتلعب به العلاقات الخاصة لعبتها فعندما يتم التركيز على ممثل نراه قد اصبح نجما رغم إمكاناته المحدودة مع الاحترام الشديد للنجوم الذين استحقوا تلك النجومية وانا بطبيعتي لا احب إهانة نفسي بطلب دور في مسلسل او التملق الى مخرج او مدير انتاج او شركة انتاج من اجل الحصول على دور لذلك كانت فرصي قليلة رغم ان كل المخرجين والفنانين هم زملائي واصدقائي المحببين وسنحت لي فرصة الدخول الى مجال الدراما الاذاعية فدخلتها كممثل وأيضا عانيت من الشللية في الاعمال الدرامية المقدمة ولكن استهوتني الكتابة للدراما الاذاعية وكلفت بكتابة مسلسلات رمضانية ومنها حزورة رمضان ومسحر رمضان وغيرها وكانت خطوة هامة جدا كي أ ثبت حضوري فيها وفعلا بفضل الله والدعم الذي تلقيته من زملائي ومن الجهات الإدارية التي توالت على الدراما الاذاعية استطعت إحداث لمسة مميزة فيها من خلال بعض الاعمال والبرامج المميزة وعشقت هذه الحالة الدرامية الممتعة فعلا واستمر هذا العشق إلى الآن حتى أصبح في رصيدي بأرشيف الدراما الإذاعية ما ينوف عن الثلاثة آلاف ساعة درامة وحوالي خمس جوائز ذهبية من مهرحانات عربية ودولية

حدثنا عن اخر اعمالك الاذاعية ؟

ما زلت اكتب برنامج محكمة الضمير ووصلنا الى الحلقة 540

وكلفت من قبل الأستاذ باسل يوسف رئيس دائرة الدراما الاذاعية في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزبون بكتابة حلقات يومية مدتها خمس دقائق تعالج الحالات التي يعاني منها المواطن بشكل درامي خفيف وقد نفذنا هذا العمل وكان من اخراج الأستاذ محسن غازي وبطولة السيدة وفاء الموصلي وعلي القاسم وقريبا سيبدأ بثها على احدى المحطات الاذاعية

وتم في دائرة الدراما الاذاعية إنجاز مسلسل إذاعي من ثلاثة وثلاثون حلقة وهو من تأليفي اسمه حب في خريف العمر وقد قام بإخراحه المخرج المميز احمد فراج وبطولة كبار الفنانين الذين اعتز بمشاركتهم

كفنان سوري هل اخذت حقك ؟

هذا السؤال بالذات يجرحني في الصميم لأنني كفنان سوري رغم كل سنوات العطاء والعمل والجوع والتشرد والحاجة الذي عانيت منها بسبب تعلقي بهذه المهنة مازلت في المقطورة الأخيرة وما يحز في نفسي ان الكثير من الزملاء نسوا هذه العطاءات وهم الان في موقع القرار وقادرين على انصافي كممثل وأيضا في عملي ككاتب فانا معروف بالوسط بأنني كتبت للكبار اعمالاً مهمة على مستوى الدراما التلفزيونية او المسرح او الإذاعة ولكن للأسف كانت الأضواء بعيدة عني وما يحز في نفسي ويؤلم روحي أنني اكتب من اجل أن أعيش بكرامتي وبالحد الأدنى وخصوصاً ان هذه الحرب دمرت كل ما بنيته في حياتي العملية وأصبحت في حالة إفلاس تام ورغم تميز كتاباتي وباعتراف الجميع لكنني اكتب فقط لأعيش بالحد الأدنى فانا اليوم لا امتلك سيارة ولا بيت ولا رصيد وكل ما املكه هو فقط موهبتي وفكري الذي لا اتاجر به رغم حاجتي

مارايك في عالم السوشيال ميديا ؟

السوشيال ميديا وسيلة تواصل حضارية ممكن من خلالها إيصال الفكرة إلى أوسع شريحة من الناس على مستوى العالم ولكن هذه الوسيلة ستكون وبالاً على المجتمع اذا تم استخدامها بطريقة خاطئة وخصوصاً في مجال الدراما وقد رأينا في الآونة الأخيرة مستوى الانحطاط والأخلاق في بعض الاعمال الدرامية التي عرضت على هذه الوسائل والهدف طبعا هو تجميع اكبر عدد ممكن من المشاهدات واللايكات من اجل الكسب المادي وهذا سلاح خطير قد يتسبب بالأذى والتشهير السيء لدرامانا لذلك وبخطوة موفقة من لجنة صناعة السينما والتلفزيون تمت السيطرة على هذه الاعمال لمنع المستهترين من تشويه درامانا والعبث بهذا المنجز الكبير وتوجيه السوشيال ميديا من اجل الرقي بأعمالنا الفنية وعدم المساس بأخلاق الاسرة والمجتمع والتوجه الراقي الى العقول الراقية

ما هي انجازاتك الكتابية طوال هذه الرحلة؟

انا كتبت حوالي 17 مسرحية نفذت بالكامل ولدي الان مسرحيتان في المسرح القومي تنتظران التنفيذ

وكتبت أيضا مسلسل الأصدقاء للفنان الكبير دري لحام ّ

وانا اول من كتب اللوحات التلفزيونية القصيرة بقصة كاملة

وانا من كتب تفاصيل السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي

ولدي عدة مسلسلات قيد التنفيذ منها انتيكا وزرقاء اليمامة ودوائر ساخنة وقطط أيلول معظمها توقف تصويرها بسبب الحرب

اما في مجال الدراما الاذاعية فلدي كما قلت حوالي ثلاثة الاف ساعة درامية بين برامج ومسلسلات وسهرات إذاعية وكان لي شرف التعامل مع كبار الفنانين والمخرجين مثل نذير عقيل وفهمي البكا ر ورفيق السبيعي وطلحت حمدي وعدنان بركات وياسين بقوش ومحمد غزاوي واحمد جنيد واحمد فراج وحسن حناوي وباسل يوسف وفراس عباس ومظهر الحكيم واماني الحكيم وغيرهم من الكبار الذين اعتز بالعمل معهم ككاتب

الاعمال المشتركة أصبحت منتشرة وبكثرة ونلاحظ مشاركة كبيرة للفنانين السوريين

مارايك بها وهل قدمت نجاحات اكثر للفنان السوري ؟

عندما أثبت الفنان السوري حضوره اللافت على مستوى الوطن العربي وترك بصمته المميزة في الدراما العربية وفي ذهن المتلقي العربي من الطبيعي ان يكون الطلب عليه في اعمال عربية مشتركة ولكن أقول لكل من يشارك في عمل مشترك كن مع الجميع ولكن لا تنسى جذورك السورية ولا تتعامل مع الإنتاج السوري ماديا مثل تعاملك مع الانتاج الخارجي الفنان السوري يشرف أي عمل مشترك ولكن دون المساس بالهوية الاصلية التي احتضنت هذا الفنان وفتحت له أبواب الشهرة والانتشار

وبعد انتهاء الحوار توجهنا للقاء بعض الفنانين وإبداء رأيهم  بالكاتب أحمد السيد

الفنانة ريم عبد العزيز 

الحقيقة احمد من الكُتاب الغاليين على قلبي ،كاتب مميز كقلمه،يعزف بالحروف ويصيغ احاسيس نجسدها بقلوبنا، عملنا سويا العديد من التمثيليات وبرنامج محكمة الضمير مع مخرجه محمد غزاوي

الكاتب احمد السيد له الأثر الأكبر في قلبي

الفنان والمخرج مظهر الحكيم

الفنان والاديب احمد السيد رافقني ورافقته من دمشق الى القاهرة كان نعم الرفيق وتكتشف الانسان بالسفر شاركني في مسلسل انشودة الامل ككاتب وممثل وشاركني في مسلسل آباء وأمهات كممثل اخرجت له في الإذاعه اعمال كثيره ورافقني كممثل له حضوره الخاص

واشتريت منه مسلسل ضخم (دوائر ساخنه ) وللظروف التي مررنا بها لم ينتج

دوبلامسي خلوق ومحب للجميع قلمه غزير نبع لا ينضب له محبتي واحترامي ….

 الفنانة مجد نعيم 

الأستاذ أحمد ينبوع متدفق من الحكايا والقصص الدرامية المتميزة والشفافة والإنسانية .. دمتَ بعطاء ينبض بالحياة والشغف

الفنانة ليلى بقدونس 

لانستطيع أن نفي الأستاذ أحمد حقه ببضعة كلمات لأن خبرته وتجربته مليئة وغنية بكل تفاصيلها الحلوة والمرة ،الأستاذ أحمد أطال الله عمره صديق الكل وكان صديقا للوالد سعدالدين بقدونس في عمله بالمسرح العسكري هو كاتب يجيد كتابة الواقع بمهارة وحرفية بلا منازع تعاملت معه من خلال كتاباته الإذاعية و أهمها على الأطلاق محكمة الضمير وهو برنامج درامي أسبوعي يقدم في كل حلقة قصة البطل فيها هو الضمير الذي لطالما يقف محاسبا ليأخذ العدل مجراه وكل ذي حق يأخذ حقه وأيضا كتب الأستاذ احمد لدراما التلفزيون وأبدع …بالإضافة الى كونه ممثل مهم وموهوب أتمنى له كل التوفيق والتألق والنجاحات والعمر المديد والصحة والعافية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock