شعر وحكايات

رحلةٌ الذّاكرة …بقلم رؤى عماد

أتساءل إلى أينَ سأذهب بعد أن جهزتُ حقائبي ورحلت،

تُرى هل سأصلُ إلى ضفةٍ أخرى؟

أو أنّني سأعودُ إلى ذاتِ المكانِ في غير زمانٍ.

أتساءل هل تركتُ خلفي من تسببوا في جرحٍ لا علاجَ له؟

أم أنّني أحملُهم في جيبِ الذاكرة؟

ربّما فضَّلتُ بقاءَهم معي كي أردَّ لهم الإساءةَ ولكنّ هذا ليس من طبعي فأنا مسالمةٌ حدّ الحبِّ.

أتساءلُ هل كنتُ في مكاني المناسبً أم أنّني فرَضتُ نفسي على تفاصيلِ المكانِ عنوةً؟

أعتقدُ بأنّني لستُ من هنا ولا علاقةَ لي بشيءٍ.

أتساءلُ هل انتهى وقتي وتوقفت ساعتي عن العمل أم أنّني سأحظى بالمزيد من ساعات الأملِ علَّني أنجزُ ما كُتِبَ لي ؟

مازلت أتساءلُ دون مللٍ ودون إجابةٍ ولو بسيطة.

أنتظرُ وصولَ القطارِ لا بل وصول المحطةِ فأنا في مكانٍ لا حدودَ له و لاسكة حديدية.

فضلتُ الرَّحيلَ على البقاءِ كي أنعمَ بعيشةٍ منعزلةٍ عن ضجيجِهم وصخبِ حفلاتِهم .

فأنا سأكتفي بصخبِ أفكاري وضجيجِ كلماتي كي أرتِّبها وأخلِّصُها من فوضى حقيقة حلَّت بها، ليسعفُني بذلك قلمي الذي أتى معي ورافقَني رغمَ مشقَّةِ الطَّريقِ وطولِ المسافةِ.

أوراقي أبَتْ أن تأتي فحِملُها ثقيلٌ وهذا يكفي كي تخبرَهُم عني بعد رحيلي .

فهي أخذت منّي ما تريدُ بالاتفاقِ مع قلمي لذلك قرَّرت البقاءَ وحيدةً لتجِدَ من يقرأها وينتشلها من جمودِ كلماتها كي تتطايرَ مع نسماتِ الكتب و تتلاشى مع مرورِ الأقلام .

وأنا لازلتُ مصمِّمةٌ على الرحيلِ ربَّما أجدُ ضالَّتي التي أبحثُ عنها.

للمرةِ الأولى أشعر بأن شعري يتمايلُ بحرية مع الهواء.

أشعرُ بأن عيني تفتحت لتصوّرَ جمالاً لم تعهده من قبل .

أسيرُ بسرعةٍ وبخفّةٍ أريدُ أن أقطعَ المسافةَ بوقتٌ قصير فقط لأنني أريد الوصول .

أريد معرفةَ خبايا الضَّفةِ الأخرى من بحر العالم .

أنظر إلى ساعتي مازال الوقت متأخراً كي تُشرق الشمسُ

أعودُ لأحتضِن وسادتي وأكملُ حلمي الذي تمنيت لو أنَّه حقيقة.

رؤى عماد

اقرأ المزيد أنت حر ما لم تضر

الطير الأخضر” بقلم بسمة عبيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock