أدم وحواء

لحظة الإدراك .. بقلم: إيناس رمضان

هناك لحظة ستغادر فيها دون وداع لن تملك الفرصة حتى تستأذن أحدا ،سترحل تاركا كل ما تحب أو تبغض ، كل ما تشتهي وكل ما تزهد،

لحظتها ستترك القلم مجبرا دون أن تسطر بيدك مشهد النهاية بل ستطوى صحيفتك فجأة، فقد انتهت فترة الاختبار وحان وقت الرحيل لتنتقل للحياة الأخرى وتبدأ مرحلة الحصاد .

هذه هي الحقيقة المطلقة ،نعم إن الموت لا يستأذن أحدا ستسقط ورقة الشجرة في موعد لا يعلمه إلا الله وإن كنت في فصل الربيع فلا تغتر.

تلك اللحظة التي تدق فيها صافرات الرحيل معلنة نبأ انتهاء رحلتك في الحياة الدنيا يسمع صداها الجميع دونك.

فهل أنت على استعداد لها ؟ وهل أعددت ما يؤهلك لاجتياز الامتحان في يسر؟؟ وهل ملأت صحيفتك كما تحب وكما يجب أن تكون ؟؟

أم إن “لحظة الإدراك” لم تنتابك قط، قد تقترب منك وأنت في غفلة عند فقد عزيز أو سماع خبر وفاة أحد فجأة دون مقدمات وما أكثر موت الفجأة فانتبه لعلها تكن عظة للأحياء !!!

أو قد يبتلى الله عبده بمحنة ما تجعله يعيد النظر في أولويات الحياة يتأمل خلالها الحكمة في كل ما منح وكل ما منع ،لحظتها تكن هدية من الله لإدراك تلك اللحظة حتى يفيق من غيبوبة الحياة الزائفة وإدراك الرسالة الحقيقية في الحياة ، وتكريس الجهد والوقت والطاقة بل العمر كله فيما خلق من أجله وإتمام رسالته وملأ صحيفته بما يشاء تاركا آثرا طيبا لا يغيب بعد الرحيل .

ليس هذا فحسب بل تعد تلك اللحظة لحظة إفاقة تؤهلك للتخلي عن الصغائر الدنيوية و المشاحنات التي تشغل الكثير من العقول، وتقدير قيمة الأشخاص من حولك وإعطاء كل ذي حق حقه.

ولا تغفل عن تقدير قيمة ذاتك ،أعلم أنك خلقت لتسمو وان سعيك في الحياة لن تجني ثماره في الحياة الدنيا لأن ما هي سوى دار ابتلاء، ستحصد جزاء صبرك وجهاد نفسك يوم أن تلقى الرحمن بنفس راضية..

أطمئن

تأملات عابرة سبيل.

اقرأ المزيد رحلةٌ الذّاكرة …بقلم رؤى عماد

جمال نصار”المسرح هو البلسم والدواء لأرواحنا المتعبة وإيماني بإمكانياتي قوي والفرصة لابد أن تأتي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock