إعداد وإخراج صحفي/ ريمه السعد
تحرير وحوار / نسرين محمد ..هنادي صهيوني
تدقيق لغوي/ ميرفت مهران
الحماس كبير لتقديم جزء جديد من كان يا ما كان وتناول مواضيع جديده وهامة ..
الثقافة أهم ما يملكه المخرج ثم متابعة ما يجري بالعالم
بشركة شيخاني للإنتاج المرئي تعلمنا من الوالد رحمه الله تقديم جودة النوع و ليس الكم
ليس بالضرورة نقل الواقع كما هو للشاشة
الصداقة :مثل النبته.. تنمو بالسقاية وتموت بالإهمال،
المخرج والمنتج أيمن شيخاني يعد من أبرز المخرجين السوريين، حاز على العديد من الجوائز العربية والعالمية إنتاجا وإخراج، لديه العديد من الأعمال الدرامية السورية والخليجية ومن أشهر أعماله السلسلة الشهيرة والتي ما زالت في الذاكرة “كان ياما كان”
والذي حاز على العديد من الجوائز العربية والعالمية.
أيمن شيخاني مخرج المسلسل العالمي الشهير كان يا مكان هل سنرى عملاً شبيها ينقذ أطفالنا من البرامج العنيفة التي تربى عليها هذا الجيل؟
كان ياما كان سلسله مفتوحة وقصص لا تنتهي، ابتدى للأطفال لكن الاجزاء التالية للعائلة و الشباب لازدياده عمقا .. بالحقيقة كنا قد ابتدئنا بجزء جديد العام الماضي ولكن لصعوبة التعامل مع قنوات التلفزة العربية التي يجب ان يعرض عليها العمل تم تأجيل الإنتاج .. الحماس كبير لتقديم جزء جديد والارتقاء وتناول مواضيع جديده وهامة .. بالإضافة للإمكانيات الكبيرة والتطور الواسع الحاصل بالغرافيك والخدع البصرية مما كان بأجزائه السابقة، وهو ضرورة لجيل ما بعد الحرب .
حدثنا عن تجاربك الإخراجية للأعمال الخليجية منها الاجتماعية والكوميدية ماذا أضافت لك خلال مسيرتك الفنية وماذا أضفت لها من إبداعاتك ؟
الإنتاج الخليجي له لمسة خاص ولغة بصرية فرضتها العادات والحياة اليومية الخليجية ،وهناك عدة أعمال منها “هوامير الصحراء” الذي كان نقلة نوعية بالدراما الخليجية بأجزائه الثلاثة، شاركت بإخراجه و المعالجة الدرامية، اغلب متابعيه عرب و ليسوا خليجيين فقط , كان أول عمل شبيه بال God father الذي تحدث عن عائلة من المافيا و نفوذها .. إضافة للساكنات و غيرها الكثير…
تجارب مميزه فتحت لي آفاق وعوالم جديدة واضافت خبرة جيدة خارجة عن السياق المحلي .. عدا عن الصداقات الجميلة التي كونت.
ما رأيك بالمخرجين الشباب وما الرسالة التي نوجهها لهم ؟
الإخراج ليس مهنة تقنية صناعية او حرفية ممكن لأي شخص أن يتعلمها ، بل الإبداع والتجديد والثقافة جزء وركن اساسي منها مهما بلغت جودة التكنيك لدى المخرج ..
بالنسبة للشباب لا شك أن هناك مخرجين ظهروا على الساحة لهم رؤيه وإبداع كان ملحوظا وأثبتوا حضورا كبيرا أقول لهم انتبهوا من “الركود الفكري”، احساس إنكم وصلتم قاتل
يجب أن يبقى لديكم حس التحدي والإبداع والتجديد ، الثقافة أهم ما يملكه المخرج ثم متابعة ما يجري بالعالم، التجديد “مفتاح استمرار النجاح
لم اكن لأنجح في أول عمل لي بإخراج “كان يا ما كان” لولا الدورات التي اجريتها في يونيفرسال في هوليوود, و إلى الآن أتابع عن قرب مجريات الدورات هناك كي يصلني كل ما هو جديد
اما عن حالة الغرور التي يصاب بها المخرج بعد نجاح عمله ايضا لا جدوى من الحديث فيها لأنها حاصلة بالضرورة مع كل مخرج لامس النجاح ولكن يجب على المخرج الواعي أن ينتبه ويعمل على الخروج منها بأسرع ما يمكن وإلا .. دمرته ..
ومنهم للأسف ليس له علاقة بالإخراج لن أقول لهم شيء فلن تصلهم الرسالة.
المخرج القدير الحاضر الغائب أيمن شيخاني أين هو اليوم؟
حاضر بأعمالي اكيد و ربما غائب إذا لم تتسنى الفرصة لأقدم الأفضل، بشركة شيخاني للإنتاج المرئي تعلمنا من الوالد رحمه الله تقديم جودة النوع و ليس الكم، ، اعتبر نفسي موجودا ليس بالصورة التي نريدها ، هذا نتيجة قناعة تامة بضرورة الارتقاء بما يجب أن أقدم، إذا لم يكن الجديد على مستوى عال ، فأفضل التريث مهما طال ..
فإني أحمل صفتين , مخرج ومنتج بآن واحد والتوازن مطلوب وأحيانا صعب , فقد قمنا بإنتاج كافة أعمالنا ولوحدنا دون دعم من أحد, لكن الآن التكلفة زادت والوضع الاقتصادي معروف
وكما يعرف الكثير أني مهندس معماري وعندي مكتب هندسي يأخذ بعضا من وقتي .
ما تقييمك اليوم للدراما السورية، بعد ما مرت به من تراجع وما سبب هذا التراجع برأيك ؟
جميع الصناعات تتأثر بالحروب ومنها صناعة السينما والتلفزيون والطبيعي ان نرى تراجعا في الدراما السورية بعد 10 سنين حرب اتت على معظم البلد أكلت الأخضر واليابس هجرت الكثيرين، وافقرت الناس، بالرغم من ذلك أرى أن التراجع بالدراما السورية بدأ قبل الحرب بسنوات .. والسبب يقع على شركات الإنتاج ومحطات التلفزة فالأعمال أصابتها حالة من المرض بين ما نريد كفنانين وما تريده المحطات بعد ان امسكت برقبة المنتج وبالتالي شركات الإنتاج .. هذا من جهة ،ومن جهة ثانية دخول بعض المنتجين على هذه الصناعة و غير المؤهلين فكريا لهذه المهنة .. فالمنتج الحقيقي ليس كيس دولارات .. بل هو صاحب فكر ومشروع فني ,هو إنسان مثقف يعرف ما يريده المجتمع وما ينقصه .. له خطوطه الحمراء
وله الخبرة بإيصال كلمته للكبير والصغير ..و للأسف هذا حاليا غير موجود .
اقرأ أيضا علي محمود شاهين ” على الجهات المسؤولة عن الفن والإعلام اتخاذ إجراءات رادعة حول الأعمال التي شوهت المجتمع السوري وقصة حياتي هي ملكي
هناك عدة اعمال سوقت خارجيا في هذا الموسم وكان لها ضجة إعلامية كبيرة عن الواقع السوري ما رأيك بهذه الأعمال وأبرزها كسر عضم ومع وقف التنفيذ ؟
للأسف لم اتابع الأعمال بشكل جدي ولكن انا من أنصار أن الأعمال التلفزيونية التي تدخل بيوت الناس بدون استئذان يجب أن تندرج تحت بند الترفيه، إلا أذا كانت وثائقية .. والترفيه هنا لا يعني “الحكي الفاضي او التهريجي أو تمضية وقت” كما أنه ليس بالضرورة نقل الواقع كما هو للشاشة، الهدف هنا فقط هو جمع اكبر كم من المشاهدين والمعجبين والحديث عن العمل في السوشيال ميديا هذا إذا اقرينا أن واقعنا هو كما شاهدنا .. أن نشرة أخبار عادية هي أقوى وأصدق من أي مسلسل يحاول أن يحاكي موضوع الساعة بشكل تفصيلي مكثف ودقيق،
الجميل إنها سوقت للخارج .. والجميل أيضا أنه كان لها ضجه إعلامية كبيرة .. ( والله يعطي العافية لصناع العملين أصدقاء ومعارف ).
نرى الكثير من فناني ومؤسسي الدراما السورية مهمشين ، لماذا برأيك ؟
بسبب العلاقات الخاصة بين الفنانين وأصحاب القرار الفني من محطات وشركات إنتاج ..والحظ يلعب هنا دورا كبيرا.
هل أنت مع عالم السوشال ميديا وكيف تراها بسلبياتها وإيجابياتها ؟
– هو عالم جديد لا يمكننا الاستغناء عنه او تجاهله وستزداد ضرورته في يومياتنا مع الوقت ( واظنه فعلها الآن ) .. لكن يجب ان نكون حذرين مما يوجد بداخله ..النت بات مصدر المعلومات الأول لجيل كامل ا تم إبعاده عن القراءة ،
السوشال ميديا أصبح أشبه بساحة حلبة لأنها مفتوحة للجميع لصاحب الفكر الجيد والفكر الهدام بقصد أو بدون وهنا وجدنا من يهتم بتقديم الأعمال المربحة دون دراية فحواها .. واجبنا كشركات انتاج تقديم الهادف منها والراقي ( هناك دائما طرق أخرى للربح المادي ) .
ما هو الشيء الذي تتمنى ألا تعيده لو عاد الزمن بك إلى الوراء ؟
كثيرة الأخطاء التي يمر بها الإنسان بمسيرة حياته .. وكثيره المفاصل التي نتمنى لو لم تحصل أو حصلت بطريقة مغايرة .. هكذا هي مسيرة الحياة ..
لا يمكن أن تكون حياة الإنسان كامله 100% لا تشوبها أخطاء وعثرات و كبوات منها ما يتعلم ومنها ما يمر دون فائدة .. إنها سنة الحياة .
ماذا يعني لك كل من ؟
الراحل داوود م شيخاني
سؤال كبير يحتاج كتب ولا يمكن الاجابة عليه بكلمات .. أنه ببساطه ( كل شيء .. ! ) ..
– الفن هو مصدر سعادة ورسالة ..وهو في كل مكان،
الصداقة :مثل النبته.. تنمو بالسقاية وتموت بالإهمال،
العدل :دون العدل لا حضارة ولا ثقافة و لا فن،
أما الغدر :
منذ بدء الخليقة ولد مع الإنسان .. الغدر شيء قاسي ومؤلم وكل انسان معرض للإصابة به .. طبيعة بشرية واظنها غير قابلة للعلاج .. وما اكثره في وقتنا هذا .
وفي النهاية شكرا للاهتمام بهذا اللقاء الممتع والأسئلة الخاصة والمميزة.