أدم وحواء

ذكور ضد الرفض الأنثوي بقلم : دعاء الشعراوي

التربية السوية هي أن تربي طفل على تقبل الرفض لا على فرض رأيه علي الطرف الآخر. نعم خلق الله للرجال قوامة على النساء .ولكن هذا للرجال وليس مجرد ذكور.

فنرى ما حدث في الآونة الأخيرة من حوادث بشعة في كل الوطن العربي أساسها فكرة واحدة ألا وهي عدم تقبل الطرف الذكوري في العلاقة على الرفض الأنثوي الموجه له.

سؤال جوهري لابد من الإجابة عليه هل رفض أنثى لك يقلل من رجولتك المزعومة؟

فسيدنا عمر بن الخطاب حينما طلب أم كلثوم كزوجة رفضت ذلك:

(روى أبو جعفر محمد بن جرير الطبري رحمه الله في كتابه تاريخ الطبري قال قال المدائني: وخطب أمَّ كلثوم بنت أبي بكر وهي صغيرة، وأرسل فيها إلى عائشة، فقالت: الأمر إليك، فقالت أم كلثوم: لا حاجة لي فيه، فقالت لها عائشة: ترغبين عن أمير المؤمنين؟! قالت: نعم، إنه خشن العيش، شديد على النساء, فأرسلت عائشة إلى عمرو بن العاص فأخبرته، فقال: أكفيكِ . فأتى عمر فقال: يا أمير المؤمنين، بلغني خبر أعيذك بالله منه، قال: وما هو؟ قال: خطبت أم كلثوم بنت أبي بكر! قال: نعم، أفرغبت بي عنها؟ أم رغبت بها عني؟ قال: لا واحدة، ولكنها حدثة نشأت تحت كنف أم المؤمنين في لين ورفق، وفيك غلظة، ونحن نهابك، وما نقدر أن نردك عن خلق من أخلاقك، فكيف بها إن خالفتك في شيء، فسطوت بها! كنت قد خلفت أبا بكر في ولده بغير ما يحق عليك، قال: فكيف بعائشة وقد كلمتها؟ قال: أنا لك بها، وأدلك على خير منها، أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، تعلق منها بسبب من رسول الله صلى الله عليه وسلم)

فهذا هو السمت المتوقع من رجل له القوامة على المرأة لا ذكر تنقصه الرجولة لفرض رأيه على أي أنثى يريدها حتى لو لم ترد هي ذلك!

فموقف سيدنا عمر بن الخطاب هذا مقارنة بما يحدث الآن من مأسي في هذا الوطن. مثال علي ذلك هذا شاب لم يتعد الواحد والعشرين عاما قام بقتل زميلته بطريقة بشعة في وضح النهار وأمام الناس اجمع. فقط لأنها لم ترضى به كزوج!

فما الغريب في ذلك .حتي لو كان يحبها حباً جماً فكما يُقال من الحب ما قتل! ولكن عليك تقبل رفض الطرف الآخر للاقتران بك فهو ليس فرض عليه تقبله!

والغريب في هذا أن الذكور يتباهون بذلك التقليد الأعمى للمواقف المظلمة لكل أنثى خلقها الله حرة .فإذا بذكر آخر من بلد شقيق يقوم بتقليد ذلك الشاب وقتل زميلته لأنها لم ترض به زوجاً! وكأنه فرض واجب على كل أنثى تقبل ما يجود به مجتمع الذكور عليها شاكرة له ذلك!

فهل هذا هو أساس تربوي سوي ؟ أن تُربي طفل منذ الصغر علي أن يقبل الرفض في أي من أمور حياته ويتعلم التعامل معه بطريقة سليمة سواء رفض في دراسة ما أو عمل ما أو مشروع زواج… إلخ .كل ذلك لا يعني أنك فاشل في حياتك سواء الشخصية أو المهنية فقط تعلم تمرير الموقف والتعلم منه وعدم الوقوف إمامه طويلاً مُضيعاً في ذلك الكثير من وقتك المحدود في هذه الدنيا.

الهدف هو إنسان سوي سواء كان ذكرا أم أنثى يعي ما له من حقوق وما عليه من واجبات. ويعلم أننا هنا في مرحلة انتقالية فمكاننا الأول والأخير هو جنة الخُلد كما كان أبونا ٱدم. فقط نحن نمر في الدنيا باختبار صغير طال أيامه أو قصر ولكنه ليس بدائم. حتى نلقى الله في دار المقام

هذا ما يجب أن يرسخ بأذهاننا دائما وما يجب أن نرعاه في أطفالنا عند التربية

اقرأ المزيد على موقعنا

قصة قصيرة …. لحظة اللقاء 

فن الميكسولوجي mixology مع يوسف

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock