شعر وحكاياتعام

خفافيش الحرب …

شعر : مصطفى الحاج حسين . 


مايحدثُ الآنَ 
قد تسمّيهِ إبادة 
أو تطهير عرقي 
أو اجتياح عاصفة الكرهِ 
لدولةِ النّور سوريا 
وكأنَّ الموتَ أرادَ أن يتباهى 
أمامَ من لا يحبونهُ 
فراحَ يدكُّ عمارات السّكينة 
ويعضُّ على صوتها العذبِ 
الدمارُ يعيدُ رسمَ الخريطة 
حسبَ ما صمّمها مهندسوا الكارثة 
ورّطوا الطّاغيَ بشربِ الدّمِ 
واوقعوا الغزلان بحفرةِ المكيدة 
أحرقوا زرقةَ السّماء 
وأفرغوا الأرض من أحشائها 
لا حياة 
إلّا للقتلى 
وجثثِ النّازحينَ 
أفرغوا ساحاتها 
من بهجةِ الضّجيجِ 
واشعلوها من وجهِ فرحتها 
يظنُّ القاتلُ أنّه منتصرٌ 
ويعتقدُ القتيلُ 
أنّه محقٌّ في ميتتهِ 
ماعادَ الصّراخ يغتسل 
ولا الدّمع يكفي ليتّسع لأنداءها 
موتٌ أثر موت 
يدكُّّ شهقتها النّاضبة 
القاتلُ 
يدعمهُ من يدعمَ الذّبيح 
والقتيلُ يلجأ 
لمن يدعمَ ذابحهِ 
والموتُ يدورُ 
في فلكِ الهلاكِ 
وسورية 
تنتظرُ الغمامَ الأبيض 
وحمام الرّبيع 
لا مأمنَ للخصوبةِ في البلادِ 
لا أمانَ في أزقّتها 
إلّا لخفافيشِ الحرب * 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock