عاممقالات

“شماعة الألم فستانها أمل”
بقلم آية راضي
في الحياة لا يوجد صدف..لم يخلق الله شئ بلا سبب..و لم يضع الداء إلا و كان له دواء ، من المواقف الحياتية التي تمر بنا يوميا نتعلم ، نتألم ، نسعد ، نفشل ، و ننجح.
لم يكن يوما موقف الفشل و الألم بلا سبب لم يضعه الله في حياتك ليكن عقبة و إنما كان إنذار و بداية توجهك لتقف مع نفسك لحظة و تتمعن في ما تفعل و كيف تمضي بك الحياة فتجد تقصيراً منك تجاه شئ معين كانت نتيجته ذلك الألم الذي خلقت منه لنفسك شماعة لتحطمك و تهزم معنوياتك و تكن الكسرة التي توقفك عن السير و مواكبة الحياة.
تعطينا الحياة فرصة و نعلم أن الفرصة تأتي مرة واحدة فقط و لكن يعطيك الله فرص يوميا لتغتنمها ؛ يعطيك خمس فروض تكن فيها معه ، يمنحك نعمة الدعاء و التوسل إليه ، أيضا يعطيك الصعاب فتقف و تفكر في حالك الذي أنت عليه ، و يعطيك النعم التي تجعلك تشكره علي السراء و الضراء…من يتعلم من فرصة الحياة و يتقرب إلي الله و يستغل فضل فرصه علينا يجد أنه لا شئ سيئ أبدا في الحياة..نحن من نضع مفهوم السيئ و النافع.
وضعنا مفهوم أن هذا الشئ قد أصابنا بالضرر و الإساءة عندما فقدنا شئ..شخص..فكرة..هدف..حلم و لكن لماذا لم نضع في إعتبارنا في ذلك الكرب أنه “رب خيراً مضي كان شراً لو أتي”.
فيعلم الله ما لم تعلمه أنت عن نفسك و يعلم غيب اليوم و الغد الحاضر و يعلم ما يدور بنفسك فمن نعمة الله عليك أنه عندما يراك تميل..يبتليك فتكن الطامة التي تعيد وعيك إليك فيراها المؤمن فضل من الله فيحمده علي الضراء مهما كانت.
عندما رأيت أنت الخير في تلك الفكرة أو ذاك الشخص لم تعلم أن الله يخبئ لك الافضل في غيرهم و أن ذلك الجمال الذي تراه إذا كان لك يوماً ما سينقلب ضدك و أن الله ينذرك أنك توجه إهتمامك في شئ إن لم يضرك فهو لن ينفعك فتنتبه و توجه أملك في شئ آخر.
و في الحياة نمر بصعوبات تصنع منا إما شخص ضعيف أو شخص قوي بإيمانه و حلمه.
من الطبيعي عندما تفقد هدفك و حلمك تحزن و لكن كما قلت لا شئ يحدث لك بلا سبب ، فيأخذها القوي علي أنها منحة من الله و ليست محنة..منحة تجعله يتفكر و يصلح من شأنه..منحة تجعل منه شخص أقوي يقف من جديد و يعافر حتي يصل إلي هدفه و كأن في كل محنة يتعلم خطأ و يصلحه فيظهر له خطأ آخر فيصلحه و يقاوم و يقاوم حتي يصل إلي مناه..فما بال هذا الشخص لم ينتهي أمله ؟ لم يفقد صبره !! لم ينسي حلمه..
فقد علم أن الله يجازي الصابرين أجرهم و علم أن بعد كل عسراً..يسر ؛ هذا الشخص تحمل الصعاب و لم يفقد ثقته بربه و لم تهتز ثقته بنفسه و حبه لهدفه جعله يقاوم و لا يضع في قاموسه معني للمستحيل..ذلك الشخص الذي تعلم من الحياة معني المحن و أدرك أنه لا معني لشئ سيئ في حياته ما دام يستطيع إستغلاله و تحويله لصاروخ ليصل لحلمه..تخلق الفكرة من عقله فإذا ماتت يستطيع عقله أن يولد فكرة غيرها فلا يموت العقل بموت الفكرة و لا يموت الهدف بضياع فكرة..هو فكر فقط في النجاح و إستدعي الأفكار الإيجابيه لعقله الباطن فلم يري معني للفشل ، جعل فكرة “سأنجح..سأصل” أمامه جعلها الفكرة الرئيسية السائدة علي تفكيره..إستشعر مدي سعادته عندما يصل إلي ما تمني بعد تعب و معافرة ، جعل من المحنة التي يجعلها البعض شماعة ليعلق عليها أهدافه و أحلامه التي لم يصل إليها بسبب عوائق..شماعة علق عليها النجاح و السعادة و كأنها تحمل أجمل ثيابه التي تعب جاهداً ليحصل عليها و يقف أمام العالم ذات يوم ليقول خلقت المحنة التي عجز الكثير علي أن يجتازاها نجاحي..صنعت شخص قوي.
يمكن أن يكن هذا الشخص هو ديل كارنيجي الذي كان طفلاً فقيراً يرعي الماشية و يقطف الفريز مقابل أجر زهيد و الآن أصبح لديه أكبر مؤسسة تدريب في العالم و من كتاباته كتاب “دع القلق و إبدأ الحياة” الذييغير من مجري تفكيرك إيجابيا بدرجة كبيرة ، أو توماس إيدسون الذي لم يكمل تعليمه في المدرسة و درس ثلاثة أشهر فقط كانوا يقولون عليه إنه أبله و لكنه أثبت للعالم عكس ذلك و له العديد من الإختراعات أشهرها لمبة الكهرباء ، أو تشارلز ديكنز الذي كافح طيلة حياته حتي أصبح كاتباً مشهوراً برواياته العالمية الخالدة ، أو التي كانت تعمل بائعة ورد حتي حققت حلمها و أصبحت رئيسة لدولة عظمي ، أو أنت يوماً ما.
فلم يفعل هؤلاء أكثر من أنهم إجتازوا الصعاب و جعلوا منها دفعات و لم يفقدوا ثقتهم بأنفسهم عندما فقدوها في شئ ما فعلوه و فشل و إنما أدركوا أن هذا لم يكن طريق النجاح و وجهوا قدراتهم إلي هدفهم و تمسكوا به.
أنت أيضا كنت بطل جعلت من شماعة الأحلام التي لم تصل إلي زورق عبر بك للأمان عندما تمسكت بفكرتك رغم سخرية البعض منها و عندما سعيت لهدفك رغم صعوبته ،عندما فشلت و لكن وقفت مجددا و قررت أن تنجح،عندما تمسكت بمن تحب و لم تدع للظروف و الحياة قدرة أن تفرقكما، عندما قلت لم أعد صغيراً أو لم أصبح كبيراً و سأكتفي بما حققت ، عندما واجهت الصعوبات بكل شجاعة..عندما أخذت خطوة للأمام و لم تعد بعدها للخلف و لم ترعبك فكرة الصعاب و دخلت معركة كنت فيها البطل و جعلت من شماعة الألم..أمل مزين محلي بتعبك و جهدك.
جعلت من نفسك شخص يتمني أن يراه كل منا في نفسه…حولت نقطة كانت من الممكن أن تكون النهاية الحزينة إلي بداية أفضل.
“من حيث تنتهي..تبدأ” ﻷن هدفك لن ينتهي بإنتهاء الفكرة أو الرغبة أو النجاح و إنما سينتهي عندما تفني أنت..ما دمت حيا ستظل فكرتك حية و هدفك باق و إن رآه البعض سراب….ستصل

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock