عاممقالات

مدن للبوح


مدن للبوح
بقلم د/ نشوي كمال 

وإذا سألتني عن شئ ما بقلبي منذ زمن لا ابوح به .. سألتك انا عن مكان للبوح ..ماذا لو شيدت مدينه للبوح ..فأذهب إليها في رحله قصيره للبوح عما في دهاليز قلبي وعقلي ..في مدينة البوح ستجد هناك ملايين المنتظرين علي أبوابها يريدون البوح عما يجول بقلوبهم ولا يستطيعون البوح به .. 
فقد يكون ليس هناك من يرتقي بالأحساس بأوجاعنا ورغباتنا ومشاعرنا ..
فنفضل أن تدفن علي أن لا تقابل بالإهتمام.. 
فماذا لو شيد كل منا في عالمه مدن للبوح يأتي إلينا من يحتاج أن يخرج هذا الصراخ والألم المكتوم ، المشاعر التي طالما دفنت لأعوام ولا نبوح بها ، فتلك يا عزيزي مشاعر حب حقيقي قررت ألا ابوح بها لأنني أري أنه غرام مستحيل ، عزيزي كيف حكمت عليه بأنه غرام وبأنه مستحيل وأنت تسجنه في طرف قلبك لا تبوح به ظنا منك أنه مستحيل ، وهذا أنين ودوي ذكريات عابثه كسرت خواطرنا وأذت قلوبنا لا نزل لم نتخلص من عوالمها علي قلوبنا ولا تزال تظهر كحزن يطفئ أعيننا لأننا لا نريد أن نبوح بها ، فتحرقنا ولا تحترق ، فلماذا لا ندخل مدن البوح نبوح فيها ونلملم بواقينا الحزينه المستهلكه نحرقها فتحترق فلا يعود لها أثر في قلوبنا ، وتعود لمعة أعيننا ، ثقافة البوح معدومه عن بعض البشر 
فهناك من يعتبر أن البوح يشوه صورته أمام الأخرين أو يجعله يبدو ضعيفا ، وممكن أن يجعله يخسر الطرف الأخر ، هؤلاء الأشخاص الكتومين يمتلكون اعتقاد بإن لا أحد يرتقي للقدر الذي يسمحون له بالبوح المتبادل ، اعتقادا منهم أن لا أحد يشعر بهم ولا يقدر مشاعرهم أو أن البشر أصبحوا لا يستحقون ثقة البوح 
 كل هذه اساطير يقصها عليهم عقل لا يريد الاستقرار بمشاعره، وذهن صافي خالي من الأضطراب ، وقلب نظيف يخلو من الأحزان وبقايا المشاعر السلبيه ، وجسد معافي من ضغط عدم البوح ودفن نفايات كل ذكري اليمه ، فمن منا لا يملك علي الأقل صديق وفي، أخ قريب ، معلم حكيم ، حبيب رفيق ، أو حتي طفل صغير لا يستطيع الحديث لكنه يستمع إلينا جيدا ونحن نبوح ، فلتدخلوا مدن البوح إن وجدت ، وإن لم توجد شيدوا مدن للبوح ، وجملوا دنياكم بالثقه في الأخر ، مارسوا وأنتم مطمئنون ( ثقافة البوح ) . 
بقلم د/ نشوي كمال عبد الحميد

إقرأ أيضا



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock