أخبار وفن

“كتبت عن المهمشين فشهروني” خطاب معوض خطاب حبيب المهمشين

 

حاورته /عبير حافظ

كاتبنا الذي اعتاد تسليط الضوء على الحقائق المنسية أما اليوم نحن من نسلط عليه الضوء لندلف معاً لأماكن خاصة بحياته والتي لم يتطرق لها أحد من قبل..

تارة يقولون باحث وتارة أخرى يقولون مؤرخ، يا تُرى أنت مَن فيهما ومالفارق بينهما نريد توضيح من حضرتك؟

بداية المؤرخ هو من يؤرخ لأحداث وقعت خلال فترة أو حقبة زمنية عاشها، ولهذا أفخر بأنني باحث في التراث المصري عبر العصور المختلفة.

كيف تتأكد من المعلومة وماهي مصادرك؟

حبنما أكتب عن أي موضوع أستعين بما لدي من كتب ومجلات وصحف قديمة، وأحيانا ألجا للكتب وبعض المواقع الكبيرة على شبكة الإنترنت خصوصا للحصول على الصور ويكون هذا في أضيق الحدود، أما عن التأكد من صدق المعلومة فهذا ما أعاني منه كثيرا بسبب تضارب معظم المصادر في ذكر المعلومات خصوصا المواقع الإلكترونية، ولذلك ألجأ أحيانا إلى التواصل مع أسر بعض الشخصيات التي أكتب عنها من أجل الحصول على المعلومات من مصادرها الموثوقة.

معروف عنكَ انك تختلف حتي مع المعلومات الثابتة المتداولة فتقتلها بحثاً حتى تصل للحقيقة وتُثبت لنا العكس

كيف تكتشف الخطأ؟

على قدر المستطاع أقارن بين المصادر المتاحة لي فأنا لا أعتمد على مصدر واحد أو اثنين، ومن هنا يتبين ويتضح لي معظم الأخطاء، وكذلك من خلال التواصل مع أسر من أكتب عنهم أصحح كثيرا من المعلومات المغلوطة المنتشرة والمنشورة عنهم.

هل تختار الشخصيات التي تقرر توثيق الحقائق عنها وسرد تاريخها ام هي التي تختارك وتجذبك ، ماهي المقاييس؟

في الحقيقة الشخصيات هي التي تجذبني وتشدني إليها، فأنا أخذت عهدا على نفسي أن أكتب عن المهمشين والمنسيين وكذلك عن الحوانب المهمشة من حياة المشاهير والعظماء.

هل كل قديم يصلح للبحث وهل فعلاً القديم هو الذهب دائما؟

هذه حقيقة، فدوما القديم هو الذهب والأصل والأصالة، وكما يقال: “على الأصل دور”، وأنا أهوى البحث في كل ما له علاقة بالتراث المصري، وبالتأكيد هذا المجال خصب وهو يستهويني ويأسرني.

مالذي يستهوي خطاب معوض أكثر
المهمش من الأماكن أم الشخصيات؟

مع حبي للشخصيات المهمشة ومحاولتي الكتابة عنها حتى أعرف الناس بهم، إلا أنني أهيم شوقا إلى شوارع وحارات القاهرة القديمة، والتي أنسى نفسي عند زيارتها وعندما أكتب عنها أشهر وكأنني أكتب عن محبوبتي.

هل وجدت في نفسكَ شيئاً منذ الصغر كان يشير الي ميلك للبحث؟ نريد أن نعرف؟

في البداية شغفت بالحكايات التي كان يحكيها لي كل من والدي ووالدتي، وحينما دخلت المدرسة أحببت القراءة وشجعني المدرسون على ذلك، حتى أدمنتها لدرجة أنني كنت أقرأ أي ورقة تصل إليها يدي.

في أي عمر بدأ خطاب معوض مشواره مع البحث؟

كانت البداية حينما تواصل معي الباحث في التراث المصري الأستاذ أيمن عثمان صاحب “موسوعة تراث مصري” وطلب مني أن أكون محررا في صفحة “تراث مصري” على الفيسبوك، وكان ذلك في سنة 2015.

ماهي اول شخصية كتبت عنها؟

أول شخصية كتبت عنها كان الملك حور محب، وأتذكر جيدا المقال الذي كتبته عنه وكان عنوانه “حور محب محارب الفساد”.

اول مكان وما اقربهما لقلبك؟

أول مكان كتبت عنه هو شارع المعز، وبالتأكيد شارع المعز هو الأقرب إلى قلبي، فمنذ قمت بزيارته للمرة الأولى منذ سنوات بعيدة وأنا أسير هذا المكان الثري بكل ما هو جميل وأصيل، وحتى اليوم أحرص غلى زيارته كلما أتيحت الفرصة لذلك.

لو لم تكن كاتباً ماذا كنت تتمنى أن تكون؟

بكل صدق ما تمنيت إلا أن أكون كاتبا، فطوال حياتي وأنا أحلم بذلك.

مَن هو الداعم لخطاب معوض والذي تدين له بالفضل؟

بفضل الله تعالى وقف معي الكثيرون ودعموني منذ بدأت الكتابة وما زال دعمهم لي مستمرا لم يتقطع، وحقيقة أدين بالفضل لأساتذتي وأصدقائي الذين وقفوا معي منذ سنوات ولا أستطيع حصرهم فهم كثيرون، ولهم جميعا مني كل تقدير واحترام.

وهل اكتشفك أحدهم أم كنت سبقا لنفسك وللجميع؟

لا أستطيع أن أنكر فضل الأستاذ أيمن عثمان الباحث في التراث المصري الذي كان أول من طلب مني الكتابة على صفحة “تراث مصري” ثم حثني أن أكتب على صفحتي الشخصية على الفيسبوك وشجعني بعد ذلك على أن أجمع كتاباتي في كتاب ورقي.

لاحظت أن حضرتك عندما ترد على اسئلة مُقدمى البرامج التي تحل عليها ضيفاً انك تتحدث بحماس
وكأنك تريد إقناع المتلقي بفكرتك ورسالتك.. هل انطباعي صحيح؟ نريد توضيح هذاالامر من حضرتك

هذا صحيح بالطبع، والحقيقة أنني حينما أتحدث في أي لقاء تليفزيوني أشعر وكأنني أتحدث عن المحبوب، فخلال الأيام التي تسبق أي لقاء تليفزيوني أعيش حالة خاصة جدا من خلال البحث عن الشخصية أو المكان الذي سأتحدث عنه، وطوال هذا الأيام لا أنشغل إلا بالبحث والقراءة عنه وأعيش معه أياما لا أنشغل إلا به، وحماسي خلال الحديث عنه يأتي نابعا من العِشْرَة التي دامت بيننا أياما أحسبها حياة حقيقية وليست مجرد قراءة واطلاع عن حدث أو شخصية أو مكان.

إلى أي مدى أنتَ راضٍ عن نفسك وعن انتاجك من البحث؟

بالطبع مهما بحثت أو كتبت فلست راضيا عن نفسي ودوما أقول لنفسي كان من الممكن أن أبحث أكثر وأكتب أفصل مما كتبت، ولذلك فأنا مهما كتبت ما زلت أبحث وأكتب وأظنني لن أشبع من البحث والكتابة مهما بحثت أو كتبت.

حدثنا عن بداية حضرتك مع البرامج التلفزيونية؟ وماهي أقربها لقلبك؟

البداية كانت من خلال الإذاعة المصرية وبرنامج “ذاكرة النسيان” الذي يذاع على إذاعة صوت العرب، ثم قناة العائلة الفضائية وبرنامج “حياتنا”، والحقيقة أنني رغم استضافتي في قنوات فضائية عديدة إلا أنني أعتز كثيرا بالحلقات التي قدمتها وأقدمها من خلال برامج قناة النيل الثقافية التي أشرف وأفخر بالظهور كثيرا على شاشتها.

لو كنت مذيعاً ليوم واحد ماهو السؤال الذي ستسأله لخطاب معوض ولم يسأله له أحد قط؟

لعله هذا السؤال، وهو: “لماذا تهوى الكتابة عن المهمشين؟”، والإجابة أنني من هؤلاء المهمشين، وحينما أكتب عنهم أشعر أنني أكتب عن نفسي.

ماهو انطباعك كمشاهد عندما ترى نفسك متحدثاً عن إحدى شخصياتك ؟

بكل صدق أشعر بالرضا والفرحة لأنني كتبت أو تحدثت عن شخصية عظيمة تم تهميشها عن عمد أو تقصير وإهمال.

ماهي الصفاات المشتركة والتي لاحظتها بين جمبع المهمشين؟
كلهم مبدعون وكلهم مظلومون ومهمشون.

وأخيراً ماهو السؤال الذي لم يتبادر إلى ذهني وتود إضافته ويكون شيئاً تصرح به لأول مرة؟

بالنسبة للسؤال هو هل كنت تتوقع يوما أن تصدر 5 كتب وأن تتم استضافتك في القنتوات الفضائية يوما؟ وأما الإجابة فهي أنني تمنيت وحلمت كثيرا أن أكون كاتبا ولكنني في الحقيقة ما توقعت أن يتحقق هذا الحلم، وكذلك لم أتوقع أن أدخل مبنى ماسبيرو أو أي قناة فضائية يوما فضلا عن الظهور في البرامج التليفزيونية المختلفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock