عاممقالات

هكذا هزمت “ميرنا حب الله” سرطان الثدي

هكذا هزمت "ميرنا حب الله" سرطان الثدي

بقلم / غادة عبدالله

فيما يعتبر سرطان الثدي السرطان الأكثر انتشاراً بين النساء، تبرز التطورات الطبية في هذا المجال والاكتشافات التي تسمح بزيادة عدد الناجيات من المرض.

إضافةً إلى الدور الذي تلعبه حملات التوعية في توجيه المرأة إلى الطريق الصحيح لتتعرف إلى أساليب الوقاية وسبل مواجهة المرض بفاعلية في حال اكتشافه.

وليس بأمر سهلاً على أي امرأة أن تتقبل إصابتها بسرطان الثدي، فإلى جانب المخاوف التي تتكون لديها حول المرض وخطورته واحتمال تطوره، تتأثر أنوثتها وجمالها به، وهواجس كثيرة تتملك المرأة مع إصابتها بسرطان الثدي فيقلب عالمها رأساً على عقب وغالباً ما تعتبر هذه المرحلة هي المرحلة الخطيرة الانتقالية التي تمر فيها، و تتبدل حياتها وشخصيتها ككل.

فاليوم سوف أقدم لكم شخصية
تحمل كل معانى القوة وعدم الأستسلام ، وداخل لون عينيها عزيمة، وفي ضحكتها محبّة! عناصر تجمعت فى السيدّة “ميرنا صبّاح حب الله”، فالتفاؤل الكبير الذي يغلّف كلماتها، والثقة المفرطة بأنّ المرض لم يكن يوماً يساوي الموت أو الهزيمة، يؤكّد لنا كيف استطاعت هذه السيّدة الأنيقة محاربة سرطان الثدي والتغلّب عليه.

هكذا هزمت "ميرنا حب الله" سرطان الثدي

السيدة “ميرنا حب الله “واجهت المرض وعاشت هذه التجربة كأي امراة أخرى أصيبت بسرطان الثدي، لكن اللافت أنها تمكنت من مواجهته بشجاعة كبرى بحيث انه لم يتمكن من تحطيمها بل على العكس جعلها أكثر قوة فانطلقت من التجربة التي عاشتها بإيجابية لتساعد نساء أخريات يمرون بالتجربة نفسها من خلال انضمامها إلى الجمعية اللبنانية لمكافحة سرطان الثدي.

تتحدث “ميرنا حب الله” عن تجربتها بأنها مرت في حياتها بإيجابية تامة دون أن تؤثر عليها وعلى نظرتها إلى الحياة، بل على العكس استفادت من هذه التجربة لتساعد أخريات هن بأمس الحاجة إلى هذه المساعدة.

كثر ممن أصبن بسرطان الثدي، يشرن إلى أنهن اكتشفنه بالصدفة وأن اكتشافه شكل صدمة لهن فيما لم يتوقعن يوماً أن هذا المرض يمكن أن يصيبهن ، لكن هذه لم تكن حال “ميرنا حب الله” التي كانت تحرص دائماً وبانتظام على الخضوع الصورة الشعاعية السنوية كإجراء روتيني وضروري لتكتشف المرض في مرحلة مبكرة.

هكذا هزمت "ميرنا حب الله" سرطان الثدي



فتقول ميرنا في إحدى الحوارات بأنها…. في العام 2007 كنت في سن 42 سنة وكنت اجري الصورة الشعاعية للثدي كعادتي في كل عام وبشكل روتيني عندما تبين وجود ورم في الثدي، لم أهمل يوماً إجراء الصورة بل كنت حريصة جداً على هذا الأمرأخذت جرعة وكانت النتيجة إيجابية أي أني مصابة بسرطان الثدي،رغم أني وجدت صعوبة في التصديق في البداية، تقبلت الامر والله أعطاني القوة اللازمة لأواجه المرض بإيجابية، علماً أني كنت أعي أن إصابتي بالمرض ممكنة كما بالنسبة إلى أي إمرأة، لذلك كنت حريصة على إجراء الفحص الروتيني السنوي، ومنذ اكتشافي للمرض قررت مواجهته والتغلب عليه بشجاعة وإيمان.


وتتحدث “ميرنا حب الله” عن لحظة معرفتها بالمرض ومواجهتها لعائلتها قائله:

” لم أخف، ولم أشعر بأن الأمر يتعلّق بي، وأحسست أنّه كأي نوع آخر من الفيروسات، التي سيتغلّب جسمي عليها لا محالة، وحين واجهت اولادي الثلاثة، وفاتحتهم بحقيقة الأمر، نظر إلي ابني الأصغر وسألني”ماما شو يعني؟ رح تموتي؟” فأجبته نافية، وقلت له “لا ماما، أنا رح عيش”، ومن هذا المنطلق تؤكّد ميرنا أنّ حب الحياة هو وحده قادرٌ على محاربتنا للمرض، مهما كان خطراً.

هكذا هزمت "ميرنا حب الله" سرطان الثدي


وتكمل “ميرنا حب الله” قصتها قائلة...
خضعت لجراحة ثم إلى العلاج الكيميائي، ومدّني الله بالقوة اللازمة والإيمان أواجه مرضي فلم أجد أوقاتاً صعبة فيه بكل ما للكلمة من معنى، إلا أن المجهول يبقى صعباً لأننا لا نعرف ماذا ينتظرنا.

فعلى سبيل المثال لم أكن أعلم أني أحتاج إلى العلاج الكيميائي عندما خضعت للعملية لكن بعدها قيل لي إنه ضروري لي، فتقبلت الأمر، علماً أن حرصي على إجراء الصورة الشعاعية السنوية للثدي بانتظام ساعد في اكتشافي المرض في مرحلة أولى، وهذا ما يجب أن تحرص عليه كل امرأة».


أقرا أيضآ:

ألكسندر جراهام بل عبقري غير وجه التاريخ


“ميرنا حب الله” والعلاج الكيميائي

حيث يجد المريض عامةً في العلاج الكيميائي أصعب التجارب التي يمكن المرور بها في المرض نتيجة الآثار الجانبية الناتجة عنه، وبالنسبة إلى مريضة سرطان الثدي تحديداً وللمرأة عامةً تزيد صعوبته نظراً إلى تأثيره على جانب مهم من أنوثتها كالشعر والشكل عامةً.

فكان من الطبيعي “ميرنا حب الله” أن تتخوف من الخضوع للعلاج الكيميائي الذي لم تكن تعرف مسبقاً حاجتها إليه.

إلا أنها سرعان ما تقبلت الأمر، كأي مريضة أخرى تساقط شعرها فكانت لحظات صعبة ولكنها سرعان ما تخطت الأمر عندما أدركت أن شعرها سيتجدد بعد العلاج وسرعان ما يعود شكلها كما كان قبل المرض والعلاج.

حتى أنها لم تضع شعراً مستعاراً إلا مرة واحدة فلم تشعر بالارتياح وفضلت أن تضع وشاحاً على رأسها فكان يريحها نفسياً ولم تهتم يوماً بنظرة الناس.

هكذا هزمت "ميرنا حب الله" سرطان الثدي

تأقلمت جيداً مع هذا الواقع وتعايشت معه، فتؤكد أنها لم تشعر ولو للحظة أنها تفقد أنوثتها كما يحصل مع كثيرات. أدركت انها مرحلة تمر بها وسرعان ما تعود الأمور إلى سابق عهدها.

وقالت “ميرنا حب الله” فى حديث سابق لها : «المرأة تبقى امرأة مهما حصل وهذه تفاصيل يجب عدم التركيز عليها. ثمة تفاصيل كثيرة أخرى يمكن أن توليها المرأة اهتماماً غير مسألة شعرها، وما ساعدني في تخطي هذه المرحلة بشكل أفضل، وقوف الكل بجانبي من عائلة وأصدقائي وكانت أختي بشكل خاص رفيقتي الدائمة في هذه التجربة».

وعن دور زوجها فى محنتها مع المرض “قالت ميرنا حب الله”، كنت أمد زوجي بالقوة ليتقبل مرضى.

فقد تشعر المرأة بالضعف في تجربة من هذا النوع، فتشعر بالحاجة إلى مساندة كل من حولها، لكن في حالة ميرنا، لم تشعر ولو للحظة بالضعف بل بقيت قوية طوال فترة مرضها وتعكس قوتها هذه على من حولها.

أقرا أيضآ:

المرأة العربية تقتل طموحها من أجل الرجل


لذلك تتحدث عن زوجها في هذه المرحلة وتقول : زوجي حساس جداً ولا يعبر عن مشاعره وأحاسيسه بسهولة . قد لا يعبر بالكلمات لكن بطرق أخرى مختلفة.

في تلك المرحلة كان خائفاً فكان يسكت بسبب قلقه علي. وشخصياً لم أكن بحاجة إلى من يقويني بل بالعكس كنت أطمئنه تأكيدي له أني سأتحدث وأشفى وأتخطى هذه المرحلة.

لذلك لم يتخطَّ هذا القلق إلا بعد أن رآني أتعافى فعاد ينظر إلي بطريقة طبيعية، كما في السابق، لا بنظرة القلق والخوف التي كنت أراها في عينيه طوال فترة مرضي، أما بالنسبة إلى أطفالي وهم ولدان وبنت فكانوا ينظرون إلي بطريقة أخرى.

رأيت العتب في عيونهم عندما قصصت شعري قبل أن يتساقط وعندما سألت ابني عما إذا كان يريدني أنا أو شعري، أجاب أنه يريد الاثنين معاً.

وجدت أن الصبيين تأثرا بمرضي أكثر من ابنتي أو على الأقل بطريقة مختلفة فالفتاة عامةً تعبر عن تأثرها وانزعاجها فكانت تبكي في أحضاني،أما الصبيان فكانا شديدَي التأثر لكن بصمت دون أن يعبرا عن ذلك.

لكن من البداية أصررت على إخبار أولادي بكل التفاصيل عن مرضي وألا أخفي عنهم شيئاً، وساعد العائلة على تخطي هذه المرحلة أني كنت قوية في مرضي ولم أضعف أمامه. فرغم أني كنت أتعب أحيناً بعد العلاج، إلا أني لم أكن أظهر ذلك وبإيماني تغلبت على المرض.

هكذا هزمت "ميرنا حب الله" سرطان الثدي

وقد أنهت” ميرنا حب الله” العلاج من سبع سنوات أو أكثر بعد خضوعها للعلاجين الإشعاعي والهرموني بعد العلاج الكيميائي. وقد تابعت حياتها بشكل عادي ومارست الرياضة التي لم تتوقف عنها يوماً فى ممارستها، خصوصاً رياضة اليوغا التي كانت ترتاح لها كثيراً في فترة مرضها والتى تنصح بها كل مريضة لتشعر بالارتياح النفسي.


أقرا أيضآ:

الفنانة السورية منى واصف وتاريخها الفنى

وتقول “ميرنا حب الله” فى حديث لها ..وكما لم أكن خائفة في فترة مرضي لا أخاف الآن من عودة المرض ،والأهم أني أود أن أنصح كل سيدة بأن تفحص نفسها لتعرف جسمها وتلحظ أي تغيّر لتتمكن من كشف المرض في مرحلة مبكرة فيكون العلاج أكثر فاعلية من أجل الشفاء التام، كما أنصحها بالاطّلاع للحصول على المعلومات اللازمة لتحارب مرضها بشكل أفضل».

هكذا هزمت "ميرنا حب الله" سرطان الثدي
هكذا هزمت "ميرنا حب الله" سرطان الثدي

نقطة تحول وانطلاقة جديدة فى حياة “ميرنا حب الله” لدعم أخريات من مرضي سرطان الثدي

فتقول ميرنا ..كنت أشعر بالقوة والقدرة على دعم أخريات يعشن التجربة نفسها،على هذا الأساس أسسنا في الجمعية اللبنانية لسرطان الثدي مجموعة دعم، كنا نعرف أن المريضة تتحدث بين الغرباء بشكل مختلف وبحرية كبرى تفقدها أثناء وجودها مع عائلتها.

هي تعبّر بحرية وثقة وشجاعة، من هنا جاءت أهمية مجموعات الدعم حيث تتحدث نساء عشن أو يعشن تجارب مماثلة عنها. شخصياً بعد المرض صرت أقوى من السابق بفضل حب من حولي ودعمهم لي، وصرت أفكر بإيجابية كبرى ولا أحزن من أمور وتفاصيل لا أهمية لها.

أحب الحياة أكثر، فيما لم تتغير شخصيتي كما قد يحصل مع البعض بسبب المرض، فقد كان انعكاس هذه التجربة عليّ إيجابياً. لذلك أعطي في الجمعية أكثر فأكثر لأساعد الآخرين لأني أعرف أن من لم يعش تجربة المرض لا يساعد المريض كمن عاش التجربة نفسها، أعرف جيداً قيمة هذه التجربة وصعوبتها واحرص على مساعدة أخريات على هذا الأساس».

هكذا هزمت "ميرنا حب الله" سرطان الثدي

“شهادة ميرنا حب الله” التى حاربت المرض اللعين وتغلبت عليه على طريقتها، فارقاً كبيراً بالنسبة إلى أخريات وتمهد الطريق لهن ليقمن بالمثل يواجهن المرض بشجاعة وعزم وإرادة، والتى شكلت نقطة تحول في حياتها ، وحياة أخريات عشن أو قد يعشن يوماً تجربة من هذا النوع، فسرطان الثدي مرض كغيره من الأمراض يمكن مواجهته بالوعي والعزم والأمل.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock