أدم وحواءعام

عقوق الأبناء ( ١-٢ )



عقوق الأبناء ( ١-٢ )

كتبت : رانيا الرباط

( عن تلك الأم المسكينة التى ضربها ابنها حتى الموت ارضاءً لزوجته …تغمدكى الله بواسع رحمته يا سيدتى وأسكنك فسيح جناته…تخيلت أناتك وحوار ذاتك وسط العبرات )


ضياع القيمة ولن اقول هنا غياب القيمة لان الغياب يحمل في طياته أمل العودة او الرجوع في وقت ما لكن الضياع يعنى الفقدان للأبد؛والقيمة التى أعنيها هنا هى قيمة الأم والغياب هو غياب الدين،الاخلاق ،المشاعر،والعقل لابن جاحد أذهبت شهوته عقله فتلاعبت به امرأة أدمنها فنسي من حوله وقايض حبها بالغالي والنفيس فقطع طريقاً كان ممهداً لدخول الجنة وحاد باستهتاره عن الطريق ؛غياب التراحم الذي يجرد الانسانية من انسانيتها فنجد تعاملات الابن مع امه علي ان كل ما تفعله واجب عليها وان كل ما تجتهد فيه لارضاءه ما هو الا فرض عين وحق مكتسب له بل و ان كل وكم الجهد الذي تبذله في نظره اقل مما تفعله امهات اخريات في مقارنة محبطة ومحزنة وغير منصفة لتلك الام المطحونة بين عمل يستنفذ نصف وقتها وجهدنا وبين منزل واطفال وزوج يستنفذون النصف الباقي منها وهى تفعل ذلك بمحبة وباعلاء لقيمة الاسرة وبامل ان لها سندا وعزوه تحميها من شر الايام لتكتشف وسط جحود ابناءها واهمال وعدم تقدير زوجها انها في مهب الريح لا سند ولا عزوه بعد ان ادخلها التزامها الدينى والاخلاقي والعاطفي في دوامة مغلقة من المتطلبات التى لا تستطيع يوما التوقف عن الايفاء بها فهل نحن حقا في زمن عقوق الابناء؟ هل نحن في زمن يتراجع فيه الانسان لتسوده غرائزه الحيوانية مرة اخرى ؟ في اى زمن نحن ونحن نرى ابناً يضرب امه وابناً يحجر علي والده واولاد يعقون والديهم ويستنكفون حتى عن إلقاء التحية عليهم ؟لماذا تتكاثر في زماننا سحب التبلد من الاحساس ؛ولماذا تغطي سمائنا غيوم الاستهتار والاستخسار وعدم العطاء ؟هل ظلمنا ابنائنا حينما أردناهم أفضل منا وكنا في حقيقة الأمر نظلم أنفسنا ؟هل طعنا أنفسنا بخنجر محبتهم ونحرنا ذاتنا علي محرابهم حتى سحقت احذيتهم مشاعرنا ؟هل أذللنا أنفسنا بعشقنا لهم فتجافوا عن مبادلتنا المحبة؟ لماذا نحصد شراً وقد زرعنا الخير وكيف نقطف كرهاً وقد كانت المحبة غرستنا ؟لماذا تكبر ابناءنا علينا حين أحنينا ظهورنا ليصعدوا عليها؟ لماذا يتجاهلوننا في عمر بلغنا أرذله أنسانا فيه الزهايمر كل شيء به سواهم ؟ كيف نصبر علي بناءهم خطوة خطوة لسنوات ويهون عليهم استخدام المعول لهدمنا في لحظات بكلمة قاسية تدمينا أو بتصرف جاحد يذهلنا !!! كيف ننسي دعاءنا لأنفسنا من كثرة أنشغالنا للدعاء لهم في صلاتنا لنكون أول شيء يكفرون به حين يشبون ؟!! كيف نجملهم فيقبحوننا؟؟؟ آآآه كم نهتم فيهملون، وكم نفتديهم فيخونون، وكم نتذكرهم فلنا ينسون؟!!
( وللحديث وللألم بقية ).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock