أدم وحواءصحتك بالدنياعام

التربية الجنسية لذوي الاحتياجات الخاصة



 التربية الجنسية لذوي الاحتياجات الخاصة

 من إعداد وتقديم الأستاذة بن كتيلة فتيحة الجزائر

يعتبر الحديث عن التربية الجنسية في مجتمعنا من ثقافة العيب والكتمان رغم الحاجة الماسة للتطرق لها ومحاولة فهمها ومعالجتها هذا من جهة ومن جهة أخرى ما يجعلنا نتطرق إلى هذا الموضوع كثرة ما نسمع من قصص وتجارب الإساءة الجنسية لذوي الاحتياجات الخاصة ومشاكل بلوغهم وحق الزواج وقضايا استئصال الرحم (للإناث. وتعقيم المعاقين الذكور (إخصائهم.

نطرح سؤال هنا ماهي التربية الجنسية ؟

مفهوم التربية الجنسية العام : تعريف الفرد بنمطه الجنسي والنمط نوع الجنس( ذكر أو أنثى ) وليس العملية الجنسية .

مفهوم التربية الجنسية الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة 
نوع من التربية يمد ذوي الإعاقة بالمعلومات والخبرات والاتجاهات الصالحة إزاء نموهم الجنسي والمسائل الجنسية بقدر مايسمح لهم نموهم الجسمي والعقلي والاجتماعي والنفسي في إطار من التعاليم الدينية والاجتماعية والأخلاقية ، مما يؤهل الفرد المعاق لحسن التوافق في المواقف الجنسية المختلفة الأمر الذي يضمن له الصحة النفسية والجسمية والدمج الاجتماعي .

لماذا التربية الجنسية لذوي الاحتياجات الخاصة ؟

تشير العديد من الدراسات أن معظم المعاقين بغض النظر عن نوع الإعاقة يتعرضون للاعتداء الجنسي أو الإساءة الجنسية حيث يوجد 90 بالمائة من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة يتعرضون للإساءة الجنسية في حياتهم .
وأكثر الفئات تعرضا هم ذوي لإعاقة العقلية وذلك لعدم إدراكهم ومعرفتهم إلى أن ما تعرضوا له من إساءة جنسية هو فعل غير شرعي أو غير قانوني وبذلك لا يخبرون.

لذا يجب العمل على :

1)حماية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من الإساءة الجنسية وخاصة فئة الإعاقة العقلية لسهولة انقيادها والتغرير بهم بأبسط الأمور نظرا لتدني قدراتهم العقلية .

2- )الحفاظ على سمعة الأسرة التي تضم طفلا معاقا وحفاظا على سمعة إخوانه أخواته ، فكم من أسرة تعرض طفلها للإساءة الجنسية شكل هذا الحدث مشكلة لسمعة الأسرة .

(3- المحافظة على الصحة العامة من تفشي الأمراض الجنسية الخطيرة مثل الزهري والايدز .
4- )غرس مفهوم ثقافة العيب لدى الطفل المعاق وتعليمه خصوصية أعضائه التناسلية .

(5 – تنبيه المجتمع وتوعيته بحقوق هؤلاء الأطفال ومنها الجنسية مما يسهم في التقليل من تعرضهم للإساءة الجنسية 

( 6 – تنمية الثقة بالنفس لدى الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة مما يشكل دافعا له بالاندماج بالبيئة المحلية .

(7- خلق بيئة أمنه فالبيئة الآمنة هي أساس التطور والتقدم والتقبل والإنجاز .

والمبرر الأهم لهذه التربية هو أننا نتعامل مع إنسان له الحق بالعيش الكريم والحفاظ على أبسط حقوقه في هذا المجال.

 التربية الجنسية لذوي الاحتياجات الخاصة


ومن الأفكار الخاطئة الشائعة عند بعض الوالدين والمربين ما يلي:

 أن التربية الجنسية تزيد من فضول الأطفال والمراهقين وتزيد من اهتمامهم بالأمور الجنسية.
 أن التربية الجنسية تؤدي إلي التجريب والإفراط في السلوك الجنسي المتحرر من المسئولية. 
ودائما نقوا أن كل ممنوع مرغوب ، وإذا تكتم الآباء عن هذه التربية بحث الأبناء عنها خارج الإطار التربوي مما يجعلهم يكتسبون خبرات سيئة وأفكار خاطئة ومغلوطة .

وقد يطرح الآباء السؤال التالي :هل هناك اختلاف بين ذوي الاحتياجات الخاصة والعاديين في النمو أو الدافع الجنسي ؟

في الواقع ليس هناك فروق في النمو أو الدوافع الجنسية بين الأشخاص العاديين وذوي الاحتياجات الخاصة ، إذ يسير النمو الجنسي لدي ذوي الاحتياجات الخاصة بنفس المعدل الذي يسير به لدي العاديين ، وهذا على خلاف ما يعتقد كثير من الآباء والمربين ، أو ربما أنهم يقنعون أنفسهم بذلك حتى يتخلصوا من تلك المشاعر والأفكار والهواجس التي تسيطر عليهم عند التفكير في تلك الأمور . الأمر الذي يتسبب في حدوث العديد من المشكلات التي يصعب مواجهتها مستقبلاً .

وعلي العموم فإن الوالدين والمربين يجب أن يعرفوا ويعترفوا بما يلي:


 الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لا يظلون أطفالا بل يكبرون ويبلغون جنسياً.

 رغم أن التغيرات الفسيولوجية المشاهدة في البلوغ الجنسي تقع في مرحلة المراهقة، إلا أن القوي الجنسية الضرورية تعمل في نفس الفرد منذ الطفولة.

 الغريزة الجنسية لها قوتها ولا يمكن تجاهلها لدي ذوي الاحتياجات الخاصة . 

 ظهور الدوافع والميول الجنسية عملية حيوية سوية لابد أن تقع خلال نمو ذوي الاحتياجات الخاصة ونضجهم o المراهقون ذوي الاحتياجات الخاصة كالعاديين يكونون عادة شديدو الاهتمام بالأمور الجنسية .

نفهم من هذا أنه لا يوجد فرق في التربية الجنسية بين العاديين وذوي الاحتياجات الخاصة 

من الذي يقوم بالتربية الجنسية لذوي الاحتياجات الخاصة ؟

 الوالدان: إذا توافرت النية وصدق العزم واتسع الوقت وتوافرت المعلومات العلمية، ووجهت إليهم عناية خاصة بقصد إعدادهم للقيام بدورهم في التربية الجنسية .

 المربون: المعلمين أو الأخصائيون الاجتماعيون والنفسيون في المدرسة .

 علماء النفس: خاصة المرشدون والمعالجون النفسيون. وهؤلاء عليهم رسالة مزدوجة وقائية وعلاجية، مع الأطفال والمراهقين والأزواج ذوي الاحتياجات الخاصة، لذا يجب علي المرشد النفسي بصفة خاصة أن يقوم بدور فعال في التربية الجنسية .

 الأطباء: في عملهم العلاجي وبعض المحاضرات .

 علماء الدين: في الوعظ والإرشاد الديني .


 التربية الجنسية لذوي الاحتياجات الخاصة

ما هي أهمية التربية الجنسية : 

1) تزود ذوي الاحتياجات الخاصة بالمعلومات الصحيحة للازمة عن ماهية النشاط الجنسي.

2)تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة الألفاظ العلمية المتصلة بأعضاء التناسل والسلوك الجنسي.

3)إكساب ذوي الاحتياجات الخاصة التعاليم الدينية والمعايير الاجتماعية والقيم الأخلاقية الخاصة بالسلوك الجنسي.

4)وقاية ذوي الاحتياجات الخاصة من أخطار التجارب الجنسية غير المسؤولة التي يحاول فيها استكشاف المجهول أو المحضور .

5)يتعلم ذوي الاحتياجات الخاصة العناية بالذات .خاصة عند البلوغ اذا تعرف الفتاة الدورة الشهرية .​

7) تشجيع ذوي الاحتياجات الخاصة على تنمية الضوابط الإرادية لدوافعهم ورغباتهم الجنسية وشعورهم بالمسؤولية الفردية والاجتماعية.

ما الصفات والخصائص التي يجب توافرها في من يقوم بالتربية الجنسية لذوي الاحتياجات الخاصة ؟


 أن يكون ملماً بالخصائص النفسية والجسمية والعقلية لكل فئة من فئات ذوي الاحتياجات الخاصة التي يوجه لها التربية الجنسية .

 الإلمام بخصائص النمو في جميع مراحله والحقائق العلمية الخاصة بالتناسل والحمل والولادة… الخ .

 فهم مشكلات المراهقة والقدرة علي المساعدة في حلها.

 متابعة الدراسات الخاصة بالموضوع .

 الالتزام بالاتجاه العلمي الخاص الهادئ عند الاستماع إلي التساؤلات وعند الإجابة عنها .
حسن اختيار الألفاظ والبعد عن الألفاظ العامية .

الاستفادة بالوسائل المعينة المساعدة .

 أن يكون شعاره” التوجيه الرشيد والتعبير السديد”.

 اتساع الأفق ورحابة الصدر وطول البال والحكمة.

 المرونة والخلو من التزمت والآراء والاتجاهات الجامدة.

 أن يكون قدوة حسنة للناشئين . 

. متى تبدأ التربية الجنسية لذوي الاحتياجات الخاصة ؟

يجب أن تكون التربية الجنسية عملية مستمرة، ولا تقتصر على سن معينة، بل تبدأ من الطفولة ثم تستمر خلالها وفي مرحلة المراهقة حتى الرشد وقبل الزواج وأثناءه وبعده.

أين تقدم التربية الجنسية لذوي الاحتياجات الخاصة ؟

يجب أن تكون التربية الجنسية في المنزل وفي المدرسة وفي الجامعة وفي المسجد وفي مؤسسات تنظيم الأسرة، بحيث تتكامل هذه الجهات. فمثلا يجب أن تسد المدرسة الثغرات التي تتبقي من التربية الجنسية في المنزل.

ما هي الوسائل المعينة في التربية الجنسية لذوي الاحتياجات الخاصة ؟

الاستعانة ببعض الأفلام العلمية المتخصصة في النمو والتناسل يليها فترة مناقشة. ويحسن استخدام ما يتيسر من الصور والرسوم والنماذج الطبية 

كيف نجيب عن أسئلة واستفسارات الخاصة بالمعلومات الجنسية لذوي الاحتياجات الخاصة ؟

ينبغي عند الإجابة عن تلك التساؤلات أن يراعي ما يلي :

 أن تكون الإجابة على قدر السؤال .

 أن تتناسب ألألفاظ مع مرحلة نمو الفرد وقدرته على الفهم. 

 يجب الالتزام بالصدق والبساطة والدقة العلمية.

 من الضروري الالتزام بالموضوعية والهدوء الانفعالي. 

ينبغي أن تكون الإجابات واعية ووافية.

ما هي مصادر اكتشاف الانحرافات الجنسية لدي ذوي الاحتياجات الخاصة ؟

 من خلال المشاكسات التي تحدث بين الطلاب.

 ملاحظات المعلمون .

 إدارة المدرسة وما يرد إليها من شكاوي.

 بعض الطلاب وما يعرفونه من معلومات عن زملائهم. 

 مظهر الطالب وسلوكه وعدم استقراره أو ارتباكه وعدم توافقه مع البيئة المدرسية.

 ولي الأمر.

ما هي أسباب الانحرافات الجنسية لدي ذوي الاحتياجات الخاصة ؟

 ضعف الرقابة والتربية لدي بعض أسر ذوي الاحتياجات الخاصة ، أو الظروف الاقتصادية.

وجود مشكلة خارج المدرسة تتيح فرصة الممارسة غير السليمة .

 تحرشات الآخرين وفحش الألفاظ التي يتلقاها الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة .

 انكسار الحاجز النفسي لدي الطفل بممارسة الجنسية المثلية عفويا مع قريب أو صديق لظرف جمع بينهما وفي وقت غفلة وفراغ.

 تبادل الصور والأفلام غير الأخلاقية.
 استغلال سذاجة بعض الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة من قبل كبار السن أو المراهقين .

 ضعف الخبرة في جوانب التربية الجنسية لدي ذوي الاحتياجات الخاصة .

 رفقاء السوء الذين يعانون من المشكلة.

 المظهر الخارجي كالوسامة وقصات الشعر وبعض الملابس.

 تقليد ومحاكاة ذوي الاحتياجات الخاصة للآخرين وخصوصا من الصغار.

ما هي الأساليب الخاطئة في التعامل مع الانحرافات الجنسية لدي ذوي الاحتياجات الخاصة ؟

 عدم التعرف علي الأسباب الحقيقية التي أدت إلي المشكلة

 التشهير بالمتعدى عليه وفضح أمره مما قد يزيد فرصة الممارسة.

 عدم الاستعانة بمختص في علاج المشكلة.

التهاون في علاج المشكلة مما قد يؤدي إلي استفحال الحالة.

 عدم علاج المشكلات الأخلاقية البسيطة عند ظهورها.

 عدم الاتصال بولي الأمر لمعرفة الظروف التي يمر بها الطالب.

كيف يمكن التقليل من التعرض للإساءة الجنسية :

1) تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة الأمور المتعلقة بالجنس،

2) تهيئة بيئة تفاعل يسودها الأمن والسلامة والطمأنينة حتى تسمح للهم بالبوح لما يتعرضون له.

3) على الأسرة أو المربية مراقبة الطفل إذا تأخر في دورات المياه .

4) عدم السماح لهم النوم مع الأبوين.

5) تعليمهم عدم تغير ملابسهم أمام الناس.

6)تعليمهم أسس النظافة الشخصية والعناية الشخصية بأعضائهم التناسلية .

(7تعليم الإناث المعلومات الأولية الخاصة بدورتهن الشهرية وقواعد النظافة والعناية الشخصية المتعلقة بها.

• 8 ) إخضاع الإناث فوق 30 عاماً للفحص الدوري للوقاية من سرطان الثدي أو الكشف المبكر عنه، إن وجد.

• 9) توعية الذكور حول أهمية الفحص الطبي في حال وجود بثور أو تكتلات أو أورام حول أو على أعضائهم التناسلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock