كتبت / صفاء القاضي
الجميلة الرقيقة ساحرة العيون زبيدة ثروت ملكة جمال فتيات مصر في الخمسينيات من مواليد الإسكندرية عام ١٩٤٠ , زبيدة ثروت تلك الفراشة الرقيقة و صاحبة الوجه الملائكي والعيون الساحرة ساحرة السينما وصاحبة أجمل عيون , هي للرقة عنوان تتوقف عندها الجاذبية منحنية , ما من بيت في العالم العربي إلا وأحب زبيدة الرقيقة و سحرت قلوب الناس بتلك البراءة والجمال تلك العيون الزرقاء الساحرة تحمل في عمقها الكثير من الحكايا والقصص والمتناقضات والأسرار , فازت بلقب ملكة جمال المراهقات ونشرت صورتها على غلاف مجلة الكواكب و استقطب وجهها البريء الذي ينبع الجمال في طلته ويشرق الربيع من بسمته الكثير والكثير من رواد الفن من مخرجين ومنتجين وذلك الذي أغضب أسرتها التي هي من أصول ملكية فهي حفيدة السلطان حسين كامل من ناحية أمها وقد أخفت زبيدة ذلك السر وخاصة بعد ثورة ١٩٥٢م حتى لا تعتبر أنها من الأسره المالكة دخلت الفن بعد صراع من الأسرة وخاصة جدها ورغم قصر مدة عملها بالفن إلا أن زبيدة أو قطة السينما المصرية كما أطلق عليها تركت لنا تراثا كبيرا من الأعمال الفنية التي جسدت التاريخ المصري , ولمست المجتمع المصري كما لمست قلوب الناس
بدأت حياتها الفنية عام ١٩٥٦ م في فيلم ” دليله ” في مشاهد معدودة , ثم فيلم يوم من عمري مع عبد الحليم حافظ ما أجملها تلك الفتاة التي تغنى بها العندليب أجمل وأرق الأغنيات الرومانسية التي عبرت عن جيل كامل و عن تاريخ الحقبة الزمنية اجتماعيا وتاريخيا في مصر , تلك الأغاني التي لم ولن تتكرر وعاشت في ركن الخلود في قلوب كل العرب
كانت بينها وبين العندليب عبدالحليم حافظ قصة عشق رومانسية كما رأيناها على الشاشة الكبيرة جسدها الواقع حقيقة ملموسة , وتقدم العندليب لخطبتها لكن والدها رفضه بشدة وأعلن سبب رفضه للعندليب قائلا لا أزوج ابنتي إلى ” مغنواتي ” وتلك هي الثقافة السائدة وقتها , واعترفت ملكة الرومانسية بعشقها للعندليب حتى أنها أوصت أن تدفن بجواره بعد وفاتها ,
ومن منا ينسى الملاك الصغير مع يوسف وهبي ويحيى شاهين و شمس لا تغيب مع كمال الشناوي وذلك الفيلم التاريخي الرائع في بيتنا رجل مع عمر الشريف إنه تجسيد رائع لظلال الحياة السياسية في المجتمع المصري وانعكاسها على الأسرة والبيت المصري الأصيل وتوالت السينما تتصفح أعمال الجميلة ملكة الرومانسية و صاحبة العيون السحرية
واعتزلت زبيدة الفن بعد وقت قصير في نهاية السبعينيات ولم تظهر بعدها إلا في حوار مع عمرو الليثي عام ٢٠١٤م , ومن متناقضات أيقونة الرقة والسحر زبيدة ثروت أن تموت بعد معاناة مع مرض سرطان الرئة بسبب شراهة التدخين حيث أنها أوصت الشباب بالإقلاع عن التدخين , زبيده حفيدة الملوك أميرة السحر ساحرة القلوب عاشقة العندليب قصة العشق التي انتهت بفراق الحبيب تتجسد ككل تلك القصص القديمه من أيام عنتره وعبله , و روميو وجوليت
مبدعة السينما التي تملك مكتبة تاريخية من الأعمال التى أثرت السينما المصرية , ملكة جمال مراهقات مصر في الخمسينيات و ملكة جمال الوجه الرومانسي الرائق دوما في السينما المصرية إنها قطة السينما المصرية التي امتلأت حياتها بالتناقضات والمفارقات ورحلت عنا زبيدة في عام٢٠١٦ م لكن لم ترحل من قلوبنا ولم تترك ذاكرتنا وكأنها معنا الآن و صوت العندليب يطرق أرواحنا وهو ينظر إلى عيونها العميقة ويقول :
بأمر الحب
افتح للهوى وسلم بأمر الحب
افتح قلبك واتكلم
بلاش نهرب بلاش نتعب
تعالى نحب ونسلم بأمر الحب
وانا وعيونك الحلوة نعيش قصة غرام حلوة
إنها ذات العيون الساحرة و قطة رومانسية تزينت بها السينما المصرية , الفنانة القديرة زبيدة ثروت
