حتى الفيزيتا
بقلم نجلاء الراوي
قد نتفهم أن أرتفاع الأسعار يرجع إلى تعويم الجنيه ، ومازلنا لا نفهم حقيقة علاقة أرتفاع أسعار جميع السلع بالدولار ، تفسيره الوحيد أنه من باب الإستغلال وجشع وطمع من التجار ، لكن الذي يصعب فهمه وتقبله أن يتم الإستغلال والجشع من بعض الأطباء اللذين يحملون رسالة مضمونها الرحمة، ليتخلوا عنها في ظل ظروف إقتصادية طاحنة تقتضى بهم التخفيف عن كاهل المريض ، لكن ما حدث عكس ذلك فقام العديد منهم الضرب بالرحمة عرض الحائط ، وقاموا بركب موجة الغلاء ورفع ثمن الفيزيتا دون أدنى رحمة لما يعانيه المريض من ألم المرض ، ومن الهم الذي يحمله أثناء ذهابه للطبيب هل سيستطع توفير ثمن الدواء أم لا ، ليفاجيء المريض فى عيادة الطبيب بأن ثمن الكشف نفسه أصبح يسبب المرض ، ويحتاج إلى مبلغ وقدره بما يساوى مرتب شهراً كاملاً لموظف إن لم يزيد عليه ، فيضطر إلى الإنصراف في التو واللحظة من عيادة الطبيب المحترم ، ليذهب لأقرب صيدلية لقياس ضغطه الذي أرتفع للسماء ،
نحتاج أن نفهم لماذا بعض الأطباء قاموا بمضاعفة ثمن الفيزيتا ، هل أرتفع علمهم مثلا مع أرتفاع الدولار ، أم أن هذا العلم الذي ينتفع منه المريض أصبح مثل السلع في الأسواق والسوبر ماركت ويتنافس معهم فى السعر ، وأن عيادتهم أصبحت للمريض المقتدر ، وغير المقتدر يبحث له عن كشك على قد الحال ! أو يذهب للكشف فى عيادات المستشفيات الحكومية التى تضج بطوابير المرضي ،لكى يعانى معهم فهم لم يحالفهم الحظ وأستطاعوا توفير مبلغاً وقدره من المال للكشف فى العيادات الخاصة ،
عندما تدخل لعيادة طبيب وتجد ورقة كراسة رخيصة مكتوب عليها ثمن باهظ للفيزيتا ومعلقة على الحائط فهذا لايليق بمهنة الطب ، عندما يقارن الطبيب مهنته بالسلع فهذا لا يليق ، عندما لا يرحم الطبيب المريض الذي أصبح حصوله على الدواء مع أرتفاع ثمنه معاناة بذاتها فهذا لايليق ، عندما تكون الفيزيتا فى الأصل ليست بالثمن القليل ،ومعظم الأطباء يجمعون بين عمل أساسي فى إحدى المستشفيات وعيادتهم الخاصة ، وبعضهم يمتلك أكثر من عيادة وجميعهم يزدحمون بالمرضى ، بما يعني أن أرتفاع الدولار لا يؤثر علي الأطباء ، لنجد بعضهم يرفع ثمن الكشف بشكل مبالغ فيه، دون أي مراعاة للمريض وظروفه فهذا لا يليق مطلقاً، نرجو إعادة النظر من الأطباء الذين قاموا برفع ثمن الفيزيتا من أجل الرحمة بالمريض، ولن نشير عليهم بمبادرة إنسانية ، أن يتفق كل طبيب مع المستشقيات الحكومية بتحويل حالة أو حالتين يومياً أو أسبوعياَ للكشف مجاناً فى عيادته الخاصة ،تخفيفاَ عن كاهل المريض والمستشفيات الحكومية التى تكتظ بالمرضي،ما نرجوه هو الرحمة التى هي جزء لا يتجزأ رسالة الطبيب .