أخبار وفنعام

شيخ العرب همام … آخر ملوك الصعيد …

كتب / خطاب معوض خطاب

شيخ العرب همام …
آخر ملوك الصعيد …

شيخ العرب همام ولد سنة 1709م ، كان شخصية نادرة و إستثنائية فى تاريخ مصر الحديث ، فقد صنع تاريخا خلد اسمه حتى يومنا هذا ، هو همام بن يوسف بن أحمد ابن محمد بن همام بن أبى صبيح سيبة الملقب بشيخ العرب و عظيم الصعيد الهوارى المتصف بالكرم و التواضع و الشجاعة و الإعتزاز بالكرامة و و الدم الحامى و هى الصفات التى ورثها عن أجداده .
الهوارة كانوا ينظرون إلى المماليك على أنهم مجرد عبيد و إن كانوا حكاما للبلاد ، و كانت هذه النظرة الدونية تستفز المماليك مما كان يؤدى فى كثير من الأحيان إلى وقوع مصادمات بين المماليك و الهوارة ، فقد كان المماليك يفرضون على المصريين أن يدفعوا لهم ما يطلبونه من غلال و أموال إلا أن الهوارة كانوا يتمردون على أوامر المماليك و لا ينصاعون لها بل كانوا لا يعترفون بالمماليك حكاما لهم من الأساس ، حتى وصل بهم الأمر أن طردوا نائب حاكم الوجه القبلى المملوكي من منصبه ، و رغم الأثمان الباهظة التى كان يدفعها الهوارة نتيجة ثورتهم و عدم رضرخهم لحكم المماليك إلا أنهم لم يرضخوا أبدا لتحكم المماليك فيهم .
نشأ شيخ العرب همام وسط هذا الصراع ، فقد كان والده زعيما لهوارة أواخر القرن السابع عشر و كان جده أحد زعماء الثورة على حكم المماليك ، تولى شيخ العرب همام زعامة الهوارة بل زعامة الصعيد بعد وفاة أبيه ، و تمكن من توسيع و مد سلطانه على كافة أقاليم الصعيد من المنيا إلى أسوان متخذا من فرشوط بقنا عاصمة لحكمه مما جعل الصعيد فى عهده بمثابة دولة داخل الدولة .
قام شيخ العرب همام بإنشاء الدواوين لإدارة شئون الأراضى الواقعة تحت سيطرته و اهتم بصيانة الترع و الجسور و تمكن من تكوين جيش قوى تألف من قوة عسكرية كبيرة من الهوارة و انضم إليهم المماليك الفارين من حكم على بك الكبير شيخ البلد أو الحاكم الفعلى للقاهرة .
اشتد النزاع بين على بك الكبير و شيخ العرب همام ، على بك الكبير يريد إخضاع الهوارة و الصعيد لحكمه و سلطانه بينما شيخ العرب همام الذى استطاع أن يسيطر على الصعيد لا يقبل ذلك ، قامت بينهما عدة معارك ، فى البداية كان النصر حليف شيخ العرب همام إلا أن على بك الكبير و باستخدام سلاح الخيانة استطاع الإنتصار فى النهاية و هزيمة شيخ العرب الذى خرج من فرشوط متأثرا بخيانة أقرب الناس إليه (إسماعيل ابن عمه) أكثر من تأثره بهزيمته حيث مات سنة 1769م بعيدا عن أرضه و أهله و العجيب و الغريب أن يتذوق على بك الكبير أيضا كأس الخيانة فكانت نهايته على يد محمد بك أبى الذهب أقرب الناس إليه .
ذكر شيخ العرب همام فى أكثر من كتاب ، فقد ذكره رفاعة الظهطاوى فى كتاب : تخليص الإبريز في تلخيص باريز ، كما ذكره عبدالرحمن الجبرتي في كتابه : عجائب الآثار في التراجم و الأخبار حيث وصفه بأنه : الجناب الأجل و الكهف الأظل ، الجليل المعظم و الملاذ المفخم ، الأصيل الملكى ملجأ الفقراء و محط الرجال الفضلاء و الكبراء ، عظيم بلاد الصعيد و من كل خيره يعم القريب و البعيد و كتب عنه د.لويس عوض في كتابه عنه واصفا ما قام به بأنه ثورة لها أهداف وطنية و إجتماعية ، و كتبت عنه د.ليلى عبداللطيف في دراستها (الصعيد في عهد شيخ العرب همام) : لقد أحال الشيخ همام الصعيد من منبت للفتن و مسرح للصراع بين الأمراء المماليك المهزومين أمام زملائهم فى القاهرة و مطارديهم إلى منطقة إستقرار و رخاء و أمن و إزدهار و بهذا وضع أساس مجده و خلد ذكراه .

المصادر :

جريدة الدستور الأصلى 3 سبتمبر 2010م .
جريدة المصري اليوم العدد 2276 .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock