عاممقالات

الطيور المهاجرة و مخاطرها


مقدمه:
تحت ضغط رغبة داخلية يقوم ملايين من الطيور بالهجرة مرتين في العام قاطعين مسافات هائلة عبر الصحاري وقمم الجبال العالية والمحيطات. بدقة عالية للغاية تصل هذه الطيور الى هدفها في وقت واحد يتطابق مع الوقت التي وصلت فيه في العام السابق. 
وأنت تسبح ببصرك في الفضاء الفسيح “قد تستوقفك أسراب من الطيور المهاجرة وتشعر بأن هناك أسرارًا كثيرة تكمن وراءها.. لا تملك أن تعرفها .. فتكتفي بأن تقول في نفسك .. .. .. سبحان من أبدع وسوى وتتذكر قول الله سبحانه وتعالي ( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ) (الملك:19). ففي كل ربيع وصيف تنطلق ثلث أنواع الطيور في العالم مهاجرة في رحلات مختلفة المسافات والاتجاهات، فالطيور في نصف الكرة الشمالي تسلك مسارًا شماليًا جنوبيًا في الخريف، وتسلك الاتجاه المعاكس في الربيع، وتهاجر الطيور في شمال أوروبا إما عبر تركيا أو مضيق جبل طارق ..ويذهب كثير منها جنوبًا نحو أفريقيا كطيور القوق cuckoos ، الهدهد hoopoes، السمنة field farces .. وغيرهم. 
و هي رحلة موسمية تقوم بها أسراب من الطيور قاطعين مسافات هائلة. بعض الأنواع تصل المسافة التي تقطعها في هجرتها إلى 50 الف كيلومتر في السنة، البعض الآخر تستمر بالطيران بدون انقطاع لمدة تصل إلى 100 ساعة وبالرغم من ان هذه الارقام تثير الاندهاش إلا ان منظومة تحديد الاتجاهات عند الطيور هي التي اعطاها العلماء اغلب اهتماماتهم. بعض الأنواع لها القدرة على الطيران لمسافات طويلة، ليلا ونهارا، دون توقف. هذه القدرة هامة للغاية للتمكن من عبور الصحاري الكبرى الممتدة لالاف الكيلومترات بدون طعام أو ماء. قبل بدء رحلتهم لعبور الصحراء تقوم الطيور بأكل طعام غني بالدهون مثل حبوب الذرة.
لماذا تهاجر الطيور؟
تهاجر الطيور للبحث عن ظروف معيشية أفضل ومناخ للراحة والاستجمام .. وأيضاً للتزاوج والتوالد. ولا تنتظر الطيور بالطبع قله الطعام حتى تطير وألا فإنها لن تستطيع أن تقطع مثل هذه المسافات بدون الطاقة اللازمة.فبعض الطيور تضاعف من وزنها قبل السفر مثل الطيور المغردة وتخزن الدهون تحت الأجنحة .. أما الطيور الكبيرة الحجم كالأوز geeze فهي لا تستطيع أن تزيد من وزنها إلا قليلا وإلا فلن تستطيع الطيران. 
كل ما تريد في عالم الطير.. 
وتتباين الطيور بشدة في أسلوب هجرتها أيضاً .. فالطيور تهاجر من الشمال إلي الجنوب وقد تهاجر من الجنوب الي الشمال .. الطيور قد تهاجر بين الشرق والغرب أو بين الوديان والجبال. قد تتبع مساراً واحداً في الهجرة والعودة أو قد تتبع واحداً في الهجرة وآخر في العودة مثل الطيور المفردة التي قد تجدها عند وادي النيل في طريقها إلي وسط أفريقيا ولا تري في الربيع أثناء عودتها. قد تهاجر الطيور في النهار أوقد تفضل الليل .. قد تقطع مسافات قصيرة في هجرتها وقد تسافر مسافات خيالية .. مثل طائر خطاف البحر القطبي (سنونو) arcticterns الذي يهاجر في نهاية الصيف إلي القطب الجنوبي قاطعاً مسافة تقدر بـ 14.500 كم. كما يستطيع طائر القطرس albatross أن يطير حول العالم في 80 يوم فقط عبر المحيط .. بل قد يطير “الدخلة” من نوع الطيور المغردة wralber ثلاثة أيام ونصف متصلة لا بلامس فيها أرضا .. تخيل معي أنك تجري بأقصى سرعة عندك لمدة 84 يوم دون أن تأكل أو تشرب أو تستريح. 
ويختلف وقت الهجرة بين الأنواع المختلفة، بل يختلف في إطار النوع الواحد بين الصغير والكبير، الذكر والأنثى. ذكر طائر الأجيلوس agelous يهاجر قبل الأنثى بعده أسابيع ليشيد مكانا مناسبا للمعيشة لاستقبال الأنثى .. لبداية موسم التزاوج. بعض الأنواع من الطيور يهاجر فيها الكبير قبل الصغير .. بل وأحياناً الصغير يسبق الكبير في وقت هجرته.
انواع الطيور المهاجره:
هناك ما يقرب من 10.000 نوع من الطيور تتباين في طرق معيشتها وأشكالها وأحجامها بداية من النعامة والتي يصل وزنها إلي 150 كم نهاية إلي الطنان humming bird (2.2جرام) الذي يستهلك في طيرانه طاقة كبيرة، لو أراد الإنسان أن يقوم بعمله لاحتاج إلي 13 كيلو من اللحوم المصنعة يومياً وإفراز 45 لتر من الماء في الساعة ليحتفظ بحرارة جسمه تحت 100 درجة مئوية.
اهم انواع الطيور المهاجره:
1- البط ( الشرشير الصيفي ) ( المارزيولا ) -2العصافير الصغيرة (الدخل ، بلبل الصحراء، عصفور التين وخلافه) -3 السمّان 4- الكروّان 5- البط ( الشرشير الشتوي ) 6- القمرى 7- البط ( الكيش ) 8- البصو 9- البط ( البلبول ) 10 – الحبارى 11 – الكركي 12 – القطا ذو الحنجرة الصفراء 13 – الدحروج الرمادي ( الأشهب ) 14- البط الغطاس بأنواعة ( الصواي – الصدأ ) 15- القطا ذو الصدر الاسود ( الكدري ) 16 – البط ( الخضري ) المالارد 17- الأوز الأغرّ والشهرمان 18 – طائر السمّن 19- القطا الصياح ( النغاق ) 20 – الدحروج ذو الصدر الأحمر ( بوطوق ) 22- الكركي السنجابي ( الأكحل ) 22- البصو المطوق 23- البط الشرشير الصيفي. 
إشارات البدء :
الهجرة مزيج من النشاط الهرموني والبواعث الخارجية كالتغيرات المناخية. النشاط الهرموني يختلف بتغير طول النهار نسبة إلي الليل كعلامة مميزة للفصول الأربعة وفي تجارب مثيرة .. لاحظ العلماء أن بعض الطيور قد تصاب بالقلق والاضطراب قرب ميعاد الهجرة نتيجة للتغيرات الهرمونية مثل طائر السنونو الذي يجتمع في مجموعات ضخمة ويقوم بحركات أكروباتية تنافسية. .. ولكأن أسراب السنونو تتواعد علي الأسلاك قبل هجرتها في نهاية سبتمبر في وقت ثابت كل عام.
كيفية تحديد الاتجاهات للطيور المهاجره:
قام 1899 قام العالم الدانماركي Christian Cornelius بوضع حلقات حديدية لاول مرة، حول اقدام الطيور، من اجل اكتشاف اين يختفون في الشتاء، ومنذ ذلك الوقت جرى تأشير 11 مليون طير. وبالرغم من انه لم تعد الا كمية قليلة من هذه الحلقات إلا انها اعطت معلومات هامة عن مكان إقامة الطيور عبر الفصول.
الحلقات في ارجل الطير كشفت طرق هجرة الطيور ولكنها لم تكشف كيفية معرفتها للاتجاه الصحيح. من اجل دراسة طريقة الطيور في تحديد الاتجاه وضع العلماء طيور مهاجرة في قبة كبيرة مغلقة. وجود الطيور في مكان مغلق لم يمنع شعورهم بالقلق الذي يبدأ في وقت الهجرة ويجبرهم على ترك اماكن اقامتهم. هذا القلق لايزول حتى ولو قام العلماء بنقل الطيور الى الطرف الاخر من الكرة الارضية. في السعي لمعرفة العوامل البيلوجية التي تقف خلف نشوء هذا القلق، قام العلماء بوضع الطيور في بيئة ذات حرارة ثابتة ولكن ضوء متغير. وحتى عندما لاتكون الطيور في بيئتها الطبيعية يبدأ القلق عندها تقريبا في نفس الوقت الذي يبدأ عند الطيور الاخرى. الان نعلم ان هذا القلق لاعلاقة له بالعوامل الخارجية وانما ينطلق بالارتباط مع ميكانيزم بيلوجي في داخل الطيور.
الطيور في القبة البيضاء المغلقة تعطي الامكانية لمعرفة الاتجاه الذي يختاره الطيور. عند بدء القلق يحدد الطير على الفور الاتجاه الذي سيذهب اليه، وعلامات اقدامه على الحائط تشير بوضوح الى اصراره. القلق ليس فقط اشارة للبدء بالرحلة وانما ايضا حافز لتحديد الاتجاه وهو يستمر بضعة ايام، ويمكن قرائته عمليا بالشكل التالي ” استمر بالطيران لمدة ستة ايام بهذا الاتجاه تصل الى المنطقة المطلوبة”.
كيف تعلم الطيور ان هذا الاتجاه الى الجنوب وذلك الى الشمال؟
من اجل الاجابة على هذ السؤال تم بناء العديد من الوسائل داخل قاعة دائرية كبيرة، مثل حقل مغناطيسي واضاءة قوية تمثل الشمس وبالامكان تغيير موقعها، كما تم انشاء قبة سماوية يمكن التحكم بمواقع النجوم فيها، وتم تجربة سماء صافية وسماء مليئة بالغيوم. لقد قاموا بنقل طيور من اماكن جغرافية بعيدة من اجل دراسة فيما إذا كان المكان الجديد قادر على ان يؤثر على قدرتهم على تعيين الاتجاهات. كلما زادت التجارب تعقيدا كلما اصبحت الصورة عن قدرات الطيور اكثر كمالا.
لقد ظهر ان الطيور تملك العديد من الطرق لإلتقاط الاشارات الضرورية لتحديد الاتجاه. في الايام الصافية تقوم الطيور بإستخدام الشمس لتحديد الاتجاه، ولكن الشمس لوحدها لاتكفي اذا تفترض قدرة الطيور على معرفة خط سير الشمس في مختلف ساعات النهار. في الليل تكون النجوم وسلة اكثر ثقة لتحديد خط السير بمساعدة نجم الشمال.
في الايام الغائمة تستخدم الطيور الحقل المغناطيسي للارض من اجل تحديد الاتجاه. ولكن لاتقرأ الطيور اتجاه الشمال الغربي كما نفعل نحن بإستخدام البوصلة وانما يشعرون بزاوية الحقل المغناطيسي مع سطح الارض. بالاقتراب من القطب المغناطيسي تصبح الخطوط المغناطيسية بإتجاه ان تكون قائمة مع سطح الارض، في حين تتوازى مع سطح الارض قرب خط الاستواء. لذلك فان خطوط الحقل المغناطيسي تعطي معلومات لاتتعرض للتغيير بسبب حالة الطقس. عندما يقوم العلماء بتقديم معلومات متعارضة بين حالة النجوم في القبة السماوية وبين الحقل المغناطيسي تختار الطيور الحقل المغناطيسي.
بعض الانواع لها القدرة على الطيران لمسافات طويلة، ليلا ونهارا، دون توقف. هذه القدرة هامة للغاية للتمكن من عبور الصحراء الكبرى مثلا، التي تمتد 2000-3000 كيلومتر بدون طعام او ماء. قبل بدء رحلتهم لعبور الصحراء تقوم الطيور بأكل طعام غني بالدهون. قام العلماء السويديين ببحث العوامل التي تحفز شهية الطيور على الاكل قبل رحلة الصحراء. لقد قاموا بتعريض نوع من الطيور الى اشعة مغناطيسية تشبه الاشعة الموجودة في شمال الصحراء الافريقية. النتائج ظهرت بسرعة. الطيور بدأت بالاكل السريع وكأنهم امام رحلة الصحراء مع انهم لازالوا في المختبر السويدي.
المعطيات الجديدة عن هجرة الطيور تظهر بوضوح ان هذه العملية تخضع لتحكم العديد من الظواهر الطبيعية. بعض الطيور مثل Cuculus canorus, لاتتعلم الطريق من والديها ولذلك فأن خارطة الطريق لابد انها موجودة في المورثات، وهذه الطيور تهاجر الى جنوب افريقيا، بغض النظر فيما اذا قام بتربيتها طيور اخرى التي تقوم بالهجرة الى غانا او إذا ربتها طيور )القبعة السوداء) وتسمى باللاتيني Parus palustris الذي تقوم بالهجرة الى جنوب انكلترا.
الباحثين الالمان استخدموا نوعين من طيور القبعات السوداء احدهم يعيش في جنوب المانيا والاخر في النمسا من اجل اثبات ان القلق الذي يفرض الهجرة تتحكم فيه الجينات. هذين النوعين يصلون الى مناطق هجرتهم عبر طريقين مختلفين. النوع الالماني يبدأ الهجرة في الخريف في اتجاه الجنوب الغربي، في حين النوع النمساوي يتوجه الى الجنوب الشرقي عبر البلقان. عندما قام العلماء بتزويج النوعين بين بعضهم البعض جاءت الافرخ تحمل مورثات من كلا الطرفين وانعكس ذل على الطريق التي اختارته الافراخ، لقد اختاروا طريقا وسط بين الطريقين، واصبحوا يتجهون مباشرة الى الجنوب.
عندما قام الباحثين الالمان بتزويج طيور القبعة السوداء الالمانية مع مثيلتها من جزر افريقية تتميز بكونها لاتهاجر على الاطلاق ظهرت الافراخ بمواصفات جديدة. القبعة السوداء الالمانية يستمر وقت قلقها 450 ساعة، في حين الافراخ المشتركة لم تكن تملك الا 210 ساعة من القلق المؤهل للهجرة. بمعنى اخر نصف الوقت الموجود عند احد الاباء. هذا الامر يدل بوضوح على ان القلق الباعث على الهجرة وخريطة الطريق كلاهما موجودين مسبقا في المورثات، عند هذا النوع من الطيور.
وحتى لو كانت المورثات تملك اهمية بالغة عند هذا النوع من الطيور لتقرير مستقبل بدء الهجرة وخط السير الا ان ذلك لايعني ان الامور باكملها مُتحكم بها ببرنامج مكتوب مسبقا. لقد اظهرت هذه الطيور قدرتها على التعامل الخلاق مع اختيار الطريق واختيار وقت بدء الهجرة. قبل بضعة عشرات السنين كانت القبعة السوداء نادرة في انكلترا، ولكن منذ عام 1960 اصبحت تقضي الشتاء في جنوب انكلترا. هذه المجموعة انحدرت عن المجموعة الالمانية ولاقت نجاحا في اختيارها. ببضعة سنوات تمكنوا من ان يصبحوا مجموعة مستقلة بذاتها.
هذه المجموعة برهنت على قدرات التطور الكامنة، من اجل التلائم مع معطيات البيئة المتغيرة. خلال 20-10 جيل تحولت هذه المجموعة من طيور مهاجرة لمسافات متوسطة الى طيور مهاجرة لمسافات قصيرة. العلماء يسمون هذه الظاهرة بالتطور الاصغر. مالذي جرى لهذه الطيور خلال هذه الفترة القصيرة تجاوز كل توقعات العلماء حول شكل التطور عند فصيلة الحيوانات الفقرية
ويحاول العلماء، إضافة الجديد كل يوم في أساليبهم لتتبع هجرة الطيور .. الطريقة.. .. وقد دخل استخدام الرادار والأقمار الصناعية حديثا في توضيح طرق الهجرة وارتفاع وسرعة الأسراب المهاجرة. 
معجزة الطيران :
خلق الله الطيور بعظام خفيفة وجوفاء ولكنها بالغة القوة والمرونة نظراً لوجود دعامات داخلية عظيمة ..ويحتوى جسم الطائر على جيوب هوائية متصلة بالرئتين تسهل عملية التنفس وطفو الجسم وخفته .. كما أنها تسمح له باستنشاق مزيداً من الأوكسجين ولها طرق عديدة في طيرانها .. قد يستلزم الأمر خفق الأجنحة ببطء وثبات كالأوز الكندي canada goose. أو تخفق جناحها بقوة ثم تنحدر علي الهواء محمولة بقوته مثل النسور والصقور .. وهي تفعل ذلك حتى لا تفقد كثيراً من طاقاتها.
كيف تهتدي الطيور ؟؟؟
الهجرة – فطره ربانية وغريزة وراثية .. .. فالطيور الصغيرة تهاجر بنجاح دون مساعدة الكبيرة الخبيرة بالرحلة ذاتها – كأن خريطة ثابتة قد رسمت علي جينات هذه الطيور كما ذكرت مجلة “العلوم أون لاين”. وقد عرضت المجلة تجربة فريدة قام به العالم helbig حين زوج الطيور المغردة النمساوية والتي تهاجر باتجاه الجنوب الشرقي .. بالطيور المغردة الألمانية والتي تسلك الاتجاه الجنوبي الغربي في هجرتها إلى إفريقيا. 
1. ستندهش بأن تعرف أن الطيور الصغيرة الناتجة عن التزاوج سلكت طريقاً وسطاً بين طرق الآباء ..وهو طريق يمر بها عبر جبال الألب الوعرة لم يسلكه الآباء من قبل .. وكأن الخريطة ؟ قد جمعت بين الطريقين. 
2. تستخدم الطيور بجانب هذا .. الإبصار العادي في الاهتداء إلي طريقها فهي عادة ما تكون قوية الإبصار .. لها مجال واسع للرؤية كطائر الحمام pigeon الذي يستطيع أن يري ما وراء .. والصقر تعادل قوة بصره ثمانية أمثال الأسنان .. وهي تحدد لنفسها بعض المعالم الأرضية .. كالتلال والوديان أو الأنهار والجبال .. وتسافر بعض الطيور الملازمة للأرض بمحازاة شواطئ البحار والمحيطات كما تستخدم الحمامة حاسة الشم في طريقها. 
3. موقع الشمس وغروبها .. من أهم الطرق الخاصة بالطير .. الذي يفضل الهجرة بالنهار .. كما تستخدم الطيور المهاجرة ليلا مواقع النجوم لتبين طرق رحلاتها. 
4. تستطيع الطيور التعرف علي طريقها بحسابات لها مع المجال المغناطيسي للأرض . في معجزة عجيبة .. .. ويعترف العلماء، رغم ما توصلوا إليه من استنتاجات أنهم ما زالوا لا يعرفون إلا القليل وأن أمامهم مشوار طويل من الأبحاث لمحاولة فهم الظاهرة.
وللرحلة مخاطر :
ولا شك أن رحلة طويلة كهذه لابد وأن تكون محفوفة بالمخاطر .. فأسراب الطيور قد تواجه العواصف الشديدة ..والمطر الغزير ..والضباب .. وغيرها من التغييرات المتوقعة .. تحاول أسراب الطيور أن تهبط إلي الأرض متى أمكن هذا حتى لو لم تكن البيئة مناسبة .. والطيور الصغيرة قد تكن أكثر عرضة للاضطراب بل والموت . بعض الطيور قد تغير وجهتها إلي أرض أخري ..وقد تستطيع في بعض الأحيان أن تنظم سرعتها وتعيد ضبط مسارها الطبيعي إذا ما واجهتها الرياح العاتية .. فتقطع بعض الطيور رحلتها من الأطلنطي علي السواحل الشرقية الأمريكية .. تقابلها الرياح الشمالية الغربية التي تأخذها إلي مسار جنوبي مارة بمثلث برمودا الشهير ..وهناك تقابل الرياح الشمالية الشرقية التي تأخذها إلي مكانها إلي جنوب أمريكا . وهناك بعض المشاكل قد تحدث من وراء المجال المغناطيسي للقطب الشمالي مما قد يحول الطير إلي اتجاه معاكس عن بغيتها .. ألا أن الطيور تتغلب على هذه المشاكل بإعادة ضبط بوصلتها المغناطيسية بطريقة غير معروفة بالضبط حتى الآن. 
• إذا لم تكن قد رأيت أسراب الطيور المهاجرة من قبل فقد فاتك الخير الكثير.. فحاول أن تبحث عنها الآن فهذا موسم هجرتها، فقد تجدها قريبة منك جدًّا وأنت لا تشعر، واشكر الله عز وجل (الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى) على هذه النعمة الجليلة.
مخاطر وأضرار الطيور على سلامة العمليات الجوية وطرق الحد منها:
قطاع النقل الجوي أحد الشرايين الهامة
يعتبر قطاع النقل الجوي باعتباره أحد الشريانات الهامة التي تربط أجزاء الوطن الواحد الكبير بعضها ببعض وتربط الداخل بالخارج والتي أسهمت بالوقوف نفسه في رفع عملية التمنية ودعم الاقتصاد القومي لكن يوجد قصور في التجهيزات والإمكانيات المادية والموارد البشرية التي لها تأثير مباشر على سلامة الملاحة الجوية وحركة الطيران وأضاف بأن مصدر هذا التهديد هو الطيور أحد الشواهد الحية على قدرة الخالق البديع لحكمة وبقول الله تعالى في سورة تبارك آية( 18): «أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن انه بكل شيء بصير ».. صدق الله العظيم 
إن تلك الطيور قد تكون مصدر قلق السلامة الطيران وتزداد خطورتها عندما تستوطن وتعيش بالقرب من المطارات وفي أوقات أخرى داخل تلك المطارات باعتبار الأراضي الواسعة للمطارات أو حولها و قد تصبح بيئة أمنة لهذه الطيور مشيراً إلى أنها تعد أكثر المراحل عرضة للتهديد أثناء الاقلاع أو الهبوط.
تقييم مخاطر الطيور تجاه الطيران المدني بالإجراءات الوطنية:
أن مشكلة الطيور هي اختلاق سرعة الطيور وسرعة الطيران فالطائرة تطير بسرعة أكبر من الطيور ما يؤدي أثناء لقائها إلى حادثة اومخاطر عديدة تواجه الطيران الجوي متمثلة بالركاب والطائرة وكما أفاد أن أكثر الفترات تعرضاً للحوادث فترة الإقلاع والهبوط لعدم تواكب سرعة الطيور مع سرعة الطيران للطائرات مؤكداً أنه لابد من تقييم مخاطر الطيور إتجاه الطيران عن طريق الإجراءات الوطنية وتجميع المعلومات الكافية من خلال الإستفادة من المتخصصين في هذا المجال والتخطيط في كيفية الحد من مخاطرها واعتمادها على المستوى الدولي والمحلي لتشكيل اللجان الوطني حول ضرورة التقليل من عدد الطيور حول المطارات والسيطرة عليها للحد من المصاعب والتي تعانيها شركات الطيران والأرصاد الجوي في عملية الحد من الكوارث البيئية والتي تسببها الطيور للحفاظ على الأرواح البشرية والخسارات المادية التي تتسبب في تخريب وتدمير محركات الطائرات وقد تصل الخسائر إلى ملايين الدولارات وعرقلة مسيرة الطيران مما تضطر العديد منها إلى الهبوط أو الرجوع إلى المطارات خوفاً من الكوارث.
يجب البحث عن الأسباب التي تجذب الطيور وتنظيم آلية عمل للبحث عن المعلومات الحديثة لارصاد ها باستمرار والتحكم بالحركة وقت الإقلاع والهبوط مع الجهات ذات العلاقة منها الهيئة العامة لحماية البيئية ومعرفة خط هجرة الطيور ولهذا يجب الاهتمام بالطائرات والعنصر البشري والطاقم العامل ومنهم المهندسون والطيارون بأن يكونوا ذات كفاءة عالية لإنجاح العملية بالتنسيق مع وزارة الزراعة وحماية البنية للسيطرة على حركة الطيران ومعرفة الأخطار لسلامة حركة الطيران المدني والعسكري منوهاً بأن الطيران العسكري يمتلك محركاً واحداً فإذا تعرض للخلل تنزل الطائرات إلى المطارات بسرعة بسبب الخوف من التحطيم وخسارة الأرواح البشرية أثناء التحليق. مشيراً إلى أنه يجب أن لا تكون هناك قمامات بالمساحات المحيطة بالمطار وإزالة الحشائش التي تحتوي على حشرات تعتبر تغذية للطيور وسبب رئيسي لتواجدهم في المطارات والتعاون مع الجهات ذات العلاقة وتكثيف الجهود. وحسب إحصاءات رسمية أكد أن (18) طائرة تعرضت لأضرار كبيرة بسبب الطيور وخسائر مادية تصل إلى ملايين الدولارات.
كما ذكر حسب الإحصاءات الدولية في إدارة الطيران الأمريكية قد سجلت (33) ألف حادثة من عام 1990 إلى عام 2000 وارتفاع الحوادث مع الطيران المدني الناقل للركاب في أوروبا إلى 42 % وأفريقيا 4 % ومنطقة الكاريني وجنوب أمريكا 2 % وشمال أمريكا 32% وآسيا %19 وأجزاء أخرى وصلت إلى%1.
تحذير لسائقي الطيارات :
كما أكد ضرورة أن يكون الطيارون لكل طائرة حذرين أثناء رؤية سرب من الطيور ومحاولة تفاديها بالتحرك بسرعة أو أثناء سماع تغير صوت المحركات أثناء الطيران وإذا شعروا بخلل أثناء رحلة الإقلاع والرجوع إلى أقرب مطار لمعاينة المحركات والتأكد من سلامة الطائرة قبل الإقلاع لعدم تعريض الركاب والطائرة للحوادث والخطر والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
معظم الطيور تطير على ارتفاعات متوسطة (حوالي 600 قدم) إلا أن بعض الأنواع مثل passerines قد شوهدت علي ارتفاع 10.000 قدم، مثال آخر مثير للدهشة، هي أسراب الطيور المهاجرة من الأوز geeze أقرع الرأس والذي رصد فوق قمم جبال الهمالايا على ارتفاع 32.800 قدم. سرعة الطيور تختلف من نوع لآخر وهي تبدأ من حوالي 35 كم/ ساعة إلي 100 كم/ ساعة كأمثال بعض أنواع الأوز ..بينما يطير الفرقاط frigate بسرعة 200 كم/ س مدفوعاً بقوة الرياح. تشكل الطيور في طيرانها أشكالا بديعة، اشتهر عنها طيرانها علي شكل رقم 7 مثل البط البري والغرنوق .. ألا إنها قد تطير علي هيئات مختلفة مثل الخطوط المستقيمة أو الطيران المنفرد كما تفعل الجوارح.
لا يمكن القضاء على الطيور بل المسببات:
الطيور لن تستأذن في الطيران في الجو ولكن يمكن الحد من القمامات عن طريق التخطيط الصحيح والإدارة وتتم عملية المكافحة البيولوجية وأن لا تحرق الحشائش وتدمر البيئة المحيطة بل تستخدم الأضواء والأصوات لمكافحة الطيور في المطارات بالتنسيق مع مختلف الجهات ذات العلاقة بالخطوط الجوية والأرصاد الجوية والقوات الجوية وحماية البيئة والزراعة والملاحة الجوية والمشاكل التي تقف أمام حركة الطيران الجوية وأساليب المكافحة. مؤكداً أن هناك اتفاقيات التنوع الحيوي للطيور واتفاقيات الأنواع المهاجرة واتفاقيات الأراضي الرطبة (وامسار) ودستور حماية البيئة واجب ديني ووطني.

جمع واعداد
د/ عبد العليم سعد سليمان دسوقي
استاذ علم الحيوان الزراعي المساعد
قسم وقاية النبات

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock