عاممقالات

الأمير الذي أكل حذاءه








كتب . عمر الرزاز 

كم هو غريب حال الدنيا ، فقد يمتلك المرء الثروة و المال و يموت جوعا و قد تفيض خزائنه بالطعام و يضطر لأكل حذاءه من فرط الجوع ، ليس هذا دربا من الخيال و لكنها قصة حقيقية حدثت سنة 1310 م ، 


و كان بطلها الأمير سيف الدين سلار التتري المنصوري ، كان سلار من أصول تتارية و تم أسره في إحدى المعارك و اشتراه المنصور قلاوون ، و ترقى في المناصب حتى صار نائبا للسلطنة في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون ، و لكن يبدو أن الوشاة أوغروا صدر السلطان عليه ، فأمر بحبسه في سجن الجب بقلعة الجبل و مصادرة كل أمواله ، 


و في البداية اكتشفوا في داره ما اذهل الجميع من كنوز مما أثار غضب السلطان فأمر بحرمانه من الطعام ليعترف بمكان باقي أمواله ، 


و بعد فترة أرسل له السلطان ثلاثة اطباق مغطاة فلما كشفها سلار ظنا منه أنها مليئة بالطعام و جد أن في أحدها ذهب و في الثاني فضة و في الثالث لؤلؤ و جواهر في إشارة أن مالك و جواهرك لن يبقياك على قيد الحياة ، فانهار سلار و أضطر من شدة جوعه أن يأكل فردة حذاءه ، 


و بعد مضي اثنى عشر يوما لم يحتمل جسده و سقط صريعا ، مات من الجوع و كان في خزائنه قمح يكفي لإطعام القاهرة بأكملها ، و دفن في مسجده الموجود في قلعة الكبش و سبحان المعز المذل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock