عاممقالات

إذا غابت الأم أنطفأ نور البيت

بقلم/ نجلاء الراوي

كم حزنت صديقة لي على فراق أمها ، هى مازلت حزينة رغم مرور سنوات طويلة . كلما رأيتها لا حديثاً بيننا يختم إلا بحديث عن محبوبتها المتوفاة ، دائماً تروي لحظات موت أمها ، كيف أحتضنتها غير مصدقة ، وحقيقة هى حتي الآن هكذا ، عندما تفتح دولاب الذكريات تجد ذكرى أمها هى الوحيدة المخبأة داخله ،
لم أرى لصديقتي يوماً دمعاً على أى من نواكب الحياة ولا عند أقسي ظروف قد تتعرض لها ، ولكنى أري دائماً دمعها يتساقط على غاليتها المتوفاة ، عند حدوث الكرب أجدها تسأل أين أنتى يا أمى ، تعلق سبب مشاكلها مع الحياة بسبب فقد أمها ، عندما تحكى لا تملك غير حكايات أمها معها ، وكم كانت حنونه عطوفة تحملت من أجلها الصعاب ، والدها مازال على قيد الحياة لا تكرهه ولكن قلبها لا يراه فحديثها عنه يملؤه اللوم لأنه في يوماً كان سبب ألم لحبيبتها المتوفاه .
لا تريد أن تعيش حياتها رغم قد وهبها الله الزوج والأبناء تحبهم وتحنوا عليهم لكن شعورها رغم كل السنين باليتم لا يتغير . 
كلما أراها اخاف على أولادى من يوم تنتهي فيه حياتي فلا يجد أحد في صندوق ذكرياتهم غير ذكرتى وحدها مخبأة .
كم غالية هي الأم التي وضع الله الجنة تحت أقدامها لأنها تتحمل من أجل أبنائها ما يستحيل أن يتحمله غيرها كل من فقد أمه لا تمت نفسك حزناً فالدعاء لها خيراً من موتك 
من له أماَ تملأ البيت نوراً أجلس تحت قدميها لن تجد في الكون من يحبك ويتمنى لك أن تكون أفضل منك غير أمك .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock