بقلم الدكتورة فتيحة بن كتيلة الجزائر
الحياة مليئة بالمواقف التي تهدد الحياة وتنغص رفاهيتها وبهجتها ، ومن هذه المواقف الأمراض المزمنة كمرض السرطان ، الذي صار شبحا يهدد الحياة ومن من أبرز الأحداث الحياتية الضاغطة التي لها علاقة بالإصابة بالاضطرابات النفسية والجسمية .
ومرض سرطان الثدي يصنف في مقدمة الأمراض السرطانية التي تصيب النساء في البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء وحسب ما صرحت به منظمة الصحة العالمية في( 2014)فرغم وجود الأساليب الوقائية للحد من بعض مخاطر سرطان الثدي إلا أن تلك الأساليب لا يمكنها التخلص من معظم الحالات إذ توجد حالات لا يجرى تشخيصها إلا في مراحل متأخرة .
وسرطان الثدي يهدد حياة المرأة المريضة إذ يسبب لها حالة من الخوف والتوتر والقلق والحزن ، إذ يصعب رؤية بطلة سرطان الثدي مستقرة نفسيا ، بل تجدها دوما في اضطراب نفسي مستمر جراء التفكير الدائم بالمرض والنتائج المتوقعة ، ويؤثر علي علاقتها الاجتماعية وتفاعلها مع المحيطين بها نتيجة الحساسية الزائدة ، وشعورها بالخجل والفشل نتيجة استئصال أحد ثدييها أو كليهما وتؤثر سلبا علي علاقته الزوجية إن كانت متزوجة ، وتكون فجوة بينها وبين زوجها بسبب شعور المريضة بفقدان الثقة بالنفس ورفض الذات نتيجة لتشوه صورة الجسدعندها ،كما تواجه البطلة عدة مشكلات اجتماعية التي قد تدخلها في حالة عدم المقدرة على المواجهة والهروب من نظرات الشفقة من الآخرين ، تسبب لها العزلة والشعور بالوحدة والاغتراب ، لذا ينبغي على الأسرة والمحيطين بالمريضة أن يظهروا لها الدعم النفسي والاجتماعي والمساندة النفسية لها .
فالدعم الاجتماعي له دور هام في في تحسن الصحة النفسية والعاطفية للفرد، وذلك في التغلب على الضغوط النفسية والاجتماعية التي تنتج عن ظروف ومشكلات ومصاعب الحياة، وكذلك يحقق الاستقرار النفسي، والرضا عن الحياة، بالإضافة إلى السعادة التي يحققها وما يقدمه من تأثيرات إيجابية على الفرد. وتعد الأسرة، والأهل، والزملاء، والأقارب، والجيران، وغيرهم من
أعضاء المجتمع الذين لهم حيز مهم في حياة الفرد مصادر غير رسمية من البيئة الاجتماعية، يستطيع الفرد اللجوء إليها في أي وقت طلباً للمساعدة. ويتكون الدعمالاجتماعي من المساعدة،والمؤازرةالمادية،والعاطفية،والمعنوية،والمعلوماتية،والمجتمعية التي يحصل عليها الفرد من خلال تعاملاته وعلاقاته الاجتماعية مع الأفراد المحيطين به،
وقد وعرف هاوس ) (House, 1990الدعم الاجتماعي بأنه: مصدر أساسي يعمل على
تخفيف الآثار النفسية والجسدية الضارة الناجمة من الأنواع المختلفة من الضغوطات البيئية خلال دوره في إزالة وتقليل العوامل السلبية، وتحسين الصحة النفسية، وتوفير مصادر تساعد في وقاية الفرد وعزله عن تلك التأثيرات السلبية.
ويشتمل الدعم الاجتماعي على مجموعة من الأبعاد والتي نذكرها فيم يلي :
أولاً: الدعم العاطفي:
ويكون في تقديم المودة والطمأنينة للفرد، والحب، والاهتمام، والإحساس بمشاعره، والثقة به.
ثانياً: الدعم المادي:
ويتضمن تقديم المساعدات المادية المباشرة، وغير المباشرة، والخدمات الضرورية للفرد.
ثالثاً: الدعم المعلوماتي:
ويشير إلى تقديم المعلومات والنصائح التي تساعد الفرد على فهم مشكلاته، والقدرة على التعامل معها، ثم حلها،
رابعا : شبكة الدعم الاجتماعي :
وتتمثل في دعم الابطال من جهات غير رسمية كالأهل ، الأصدقاء ، الجيران
خا مساً: تشجيع الآخرين:
ويتضمن شعور الفرد بمديح الآخرين وتقديرهم واحترامهم، وتشجيعهم له، وأنه موضع محبتهم ومقبول لديهم. فلا نظهر الشفقة ولانسال المريض كثيرا أسئلة قد تجرحه.والبيئة الاجتماعية تؤدي دوراً مهماً في تحديد قدرة مرضى السرطان للتعايش مع مرضهم،
إذ يمكن أن تعزز البيئة الاجتماعية الصحة، وتعمل على حماية الأشخاص من الآثار الضارة لأحداث الحياة الضاغطة، مثل السرطان، بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود مستويات عالية من الدعم الاجتماعي يعمل على حمايةالشخص من الآثار السلبية لأحداث الحياة الضاغطة؛ فقد كشفت بعض الدراسات أن أبطال السرطان الذين كانوا قادرين على الحفاظ على علاقات وثيقة مع الآخرين، بدوا أكثر تكيفاً على نحو أفضل مع مرضهم وعلاجه من أولئك الذين ليس لديهم علاقات داعمة .
ومنه نرجو من عائلات المريضات بالسرطان الاهتمام بالدعم النفسي والاجتماعي ومساعدة المريضة لتجاوز هذا الخطر بتوفير الراحة النفسية لتسهل عملية الشفاء والتشافي لأنه لا يخفى علينا أهمية الراحة النفسية في العلاج .
ما وراء تسمية أكتوبر “الشهر الوردي”