شعر وحكاياتعام

خرابُ الضّوء

خرابُ الضّوء

شعر : مصطفى الحاج حسين .
تصرخُ بوجهي المسافاتُ
لا تبتعد
وأعدُّ جراح الأرض
في دمعتي
شاسعٌ هذا الاختناق
يسحقُ رياح الحنين
وتخطو بي لهفتي العاتية
صوب انكساري
وأطلّ على رؤى الشّروق
يسبقني غيم الرّماد
يتلقفني جمر الهاوية
ويطعنني ظلّي بخنجر السّراب
أرتمي في حضنِ العطشِ
ليشربني دمي في صحنِ العدم
يتلوّى الجوع في لغتي
تنزفني القصيدة
فوق بحّة الرّمل الشفيف
أنا حطبُ الشّوق
يغرسُ في نبضي المدى
زوابع الافتراء
ومذنبات السّديم العاثرة
لا يبرحني السّقوط
في وحلِ الجحيمِ
أتلظّى بانهمارِ الأفقِ
القابعُ في غصّةِ ارتحالي
ياأيّها التّيهُ أجرني
من رمضاءِ لهاثي
أبحثُ عن أرضٍ
تتحمّلُ ثقلَ أوجاعي
عن بوابةٍ تتّسعُ
لخيبتي
وعن سماءٍ تظلّل
تشرّدي
وعن جدوى لهذا الموت
الجّامح في بلادي
كخنزيرٍ أسود
صارَ الغيمُ يحمل جثثاً !
صارَ البحرُ مرتعاً للدمِ !
والأشجارُ تثمرُ جماجمنا !
وأصبحَ الخرابُ يطفو
على زبدِ الضّوء !
وغدا النّدى شراشف القتلى !
أحتكم للفناءِ
على هذا الصّمتِ الآبقِ !
صمتٍ على ذبحِ البهاءِ !
صمتٍ يكمّمُ أفواهَ الثّكالى !
صمتٍ يلجمُ احتجاجَ التّرابِ !
دمنا يرفرفُ فوقَ الشّفق
دمنا يصيحُ بوجهِ الملأ
أوقفوا القتلَ ياسادةَ التّوحش
أيها النّبلاء ! *
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock