أخبار وفنعام

طلب الرئيس “السيسي” بتحديث الخطاب الديني هو أمر صحي.. ونرحب بالنقد البناء

كتب: سامح عبده
قال عضو هيئة كبار علماء الأزهر، الدكتور أحمد عمر هاشم، إن الأزهر الشريف يقوم بدوره في عملية تحديث وتصويب الخطاب الديني، مؤكدا أن تحديث الخطاب الديني هو أحد الأمور التي أمر بها الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن الأزهر يقوم بواجبه ورسالته ودوره تجاه دينه ووطنه وأمته.
وأضاف هاشم خلال مقابلة معه لبرنامج “ساعة من مصر” على فضائية “الغد” الاخبارية، مع الإعلامي محمد المغربي، أن الأزهر حمى الله به مصر والدين الإسلامي والأمة، وأن علومه مستنبطه من القرآن والسنة، لافتا إلى أن الفترة الأخيرة شهدت ظهور بعض التيارات التي فهمت الإسلام بشكل خاطئ وظنت أن تعاليمه تحض على القتل، وهناك جماعات تكفيرية أخذت بعض الأحاديث والنصوص الدينية وفسرتها وفقا لأهواءها.
وأوضح هاشم أن تجديد الخطاب الديني لا يعني تغيير نصوص القرآن أو السنة، ولكن تحديث الفكر على غرار ما قام به الإمام الغزالي، مشيرا إلى أن الأزهر يقوم بالفعل بتحديث خطابه إذ توجد العديد من التعديلات في الكتب الحالية التي يتم تدريسها.
وأشار هاشم إلى أن قرارات الأزهر ليست صناعة شيخ الأزهر وحده أو الوكيل أو رئيس الجامعة، بل هناك المجلس الأعلى للأزهر ومجمع البحوث الإسلامية وهيئة كبار العلماء، وكل تلك الكيانات تدرس جيدا القرارات التي تمر عليها قبل صدروها.
وشدد على أن الأفكار المتطرفة لا تواجه إلا بالفكر المعتدل، لافتا إلى تجربة التحاور مع تلك الجماعات خلال الثمانيات والتسعينات، إذ بدأ الحوار معهم في السجون ثم الجامعات وغيرها، لافتا إلى أنه تبين أن غالبيتهم ليسوا من خريجي الأزهر ولا ينتمون إلى أية مؤسسة تعليمية أو دينية، مؤكدا أنه نادرا ما نجد أحد المنتسبين للأزهر في تلك الجماعات هم من الشباب المغرر بهم.
وأكد هاشم أن الأزهر ليس مسئولا عن صناعة تلك الجماعات الإرهابية، وأنها من صناعة أعداء الأمة وأعداء الإسلام الذين أخذوا بعض النصوص والتعاليم ليغرروا بها الكثير من الشباب لمحاربة الإسلام.
ورأى هاشم أن ظهور تلك الجماعات المتطرفة والجماعات الملحدة في بلد الأزهر الشريف هو أمر غير منطقي، مشددا على أن الإلحاد هو صناعة أجنبية تم دسهم إلى الأمة، وأن هناك من يتآمر على مصر وعلى الإسلام، قائلا إن الحرب على الأزهر هي حرباً على الإسلام.
وتابع أن الخلافات التي نشبت مع رموز مثل رفاعة الطهطاوي وطه حسين ومحمد عبده جاءت في اطار انهم بشر، مدافعا عن الإمام البخاري موضحا أنه جمع ما يقرب من 600 ألف حديث وتم تدوين ما يزيد عن 9 آلاف حديث صحيح بعد تحري الدقة.
وعن سبب عدم تكفير الأزهر لتنظيم “داعش”، استطرد أن الحكم بالتكفير ليس على داعش وحدها بل على كل من قتل نفسا بغير حق فهو مخلد في النار ومن يُخلد في النار فهو كافر، لافتا إلى أن من قال لا إله إلا الله لا نستطيع أن نكفره لكن من قالها واستحل دماء المسلمين فقد خرج عن الإسلام.
وتناول هاشم الهجوم على مؤسسة الأزهر، مشددا على أن من يهاجمون الأزهر ويتهمونه بالتقصير هو أمر خاطئ، مشيرا إلى أن طلب الرئيس عبدالفتاح السيسي للأزهر بتحديث الخطاب الديني هو أمر صحي لأنه نقد بنّاء، مرحبا بالنقد البناء، إلا أن النقد الهدام ليس في صالح الأزهر أو مصر والإسلام عموما، مشيرا إلى أن الرئاسة طالبت بتجديد الخطاب الديني حباً في الأزهر ولأنها لا تريد أن يكون هناك تقصيرا وأن ينهض بالدعوة للرد على المسئين على الإسلام واستمثار نصوصه في الإرهاب.
ونفي هاشم بشكل قاطع وجود أي إساءة لغير المسلمين في مناهج الأزهر، وأن ما يتردد هو أمور تروج لها دول خسيسية، مؤكدا أنها شائعات ليس لها أساس من الصحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock