عاممقالات

متى نفيق من سباتنا العميق…



.

متى نفيق من سباتنا العميق…

كتب / خطاب معوض خطاب

إتفاقية سايكس _ بيكو ..

1011 سنة و ما زال مسلسل التقسيم مستمرا …


يقول الله تعالى في كتابه الكريم (واعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا) و نحن جميعا نتفنن في قطع الحبل الذي يربطنا معا ، يقول الحديث النبوي الشريف (لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين) و نحن أدمنا اللدغ و لا نتعلم أبدا ، يقول المثل في بلادنا (الباب اللي يجيلك منه الريح سده و استريح) و نحن وقفنا في مهب الريح و خلعنا جميع الأبواب .

من 101 سنة بالتمام و الكمال و في (16 مايو 1916م) اتفقت بريطانيا و فرنسا على تقسيم التورتة بينهما حيث وقعت الإمبراطورية العثمانية التي شبهوها بالرجل المريض فاتفقت بريطانيا و فرنسا على تقسيم الأراضى العربية و الشرق الأوسط بينهما (و معهما روسيا القيصرية التي أرادت الإنقضاض على الأراضى التركية وقتها) .

كانت الإتفاقية سرية و تم الكشف عنها بعد قيام الثورة الروسية على حكم القياصرة ، سميت الإتفاقية باسم (سايكس _ بيكو) على اسم البريطانى (مارك سايكس) و الفرنسي (فرانسوا جورج بيكو) و كانت الإتفاقية أساسا لوعد بلفور بتكوين وطن قومى لليهود بفلسطين و كانت فرنسا حاضرة بالمنطقة بنفوذها الإقتصادي و الثقافي في الشرق و بريطانيا كانت تحتل مصر و وعدت بريطانيا العرب بالحصول على الإستقلال لكنها غدرت بالجميع و نكثت بوعودها حيث حصلت فرنسا طبقا للإتفاقية على سوريا و لبنان و منطقة الموصل بالعراق و حصلت بريطانيا على باقي منطقة الهلال الخصيب .

اليوم و بعد مرور 101 سنة على هذه الإتفاقية التى يصفها العرب بأنها بداية البلاء نجد أنفسنا أمام إتفاقية (سايكس _ بيكو) جديدة لتقسيم الوطن العربى المقسم أصلا فالحروب و الصراعات و الخلافات داخل الدول العربية تهدد بتقسيم هذه الدول إلى دويلات صغيرة و الغريب و الصادم أن التقسيم الحالي يتم بأياد عربية و تمويل عربي و إن كان التخطيط أجنبيا ، فالخلافات المذهبية و الطائفية تنتشر داخل البلد الواحد و لا نجد أحدا يحرص على الوحدة أبدا و لا أحد يحرص على الشعوب المقهورة المغلوبة على أمرها التي يتم التضحية بها لتنفيذ مخططات لا تخدم إلا الأعداء .

تبدلت الأدوار و العدو المستفيد واحد فبريطانيا و فرنسا قادة العالم في الماضي أصبحتا تبحثان عن دور و مكاسب لهما مع قادة العالم اليوم أمريكا و روسيا فهل نفيق من سباتنا العميق قبل فوات الأوان ! ؟ هل نعلم أننا الآن نوضع تحت المقصلة لتنفيذ ما يريح أعداءنا التاريخيين منا و يجعلهم يعيشون في راحة بينما نحن كعرب أصبحنا نعاني من الحروب و الدمار و التشرذم و التشتت و الضياع و غرقنا في خلافات لا نهاية لها و لو لم ننتبه لقضت علينا جميعا ! ؟

المصادر :
جريدة الشرق الأوسط العدد 13683 .
جريدة المصرى اليوم العدد 4354 .
جريدة الأهرام العدد 472788 .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock