أدم وحواء

الطلاق….. أسبابه ومراحله

الطلاق هو أبغض الحلال عند الله ،وشبحٌ يهدد استقرار الأسرة ويفكك المجتمعات ، يحطم نفسية الأزواج ويشتت الأولاد ، لكنه ورغم كل ذلك قد يكون بر الأمان الذي يبحث عنه أحد الزوجين ، فانفصالٌ بمعروف خيرٌ من بيتٍ يسوده القلق والتوتر والشِجار

ونلاحظ في السنوات الأخيرة ارتفاعا كبيرا في نسب الطلاق ، حيث تشير الإحصائيات أن نسب الطلاق في الدول العربية تفوق نسب الزواج ، ولم تعد هذه الظاهرة مقتصرة على حديثي الزواج ، بل تعدتها إلى الأزواج القدامى

وهذه قائمة بأعلى 5 دول عربية في معدلات الطلاق

. الكويت أعلى معدلات الطلاق 48%

. مصر 40%

.الآردن 37,2%

. لبنان 34%

.السعودية 22%

عندما تصبح الحياة الزوجية أشبه بالجحيم، ويصبح التقاء الزوجين كالتقاء البنزين مع النار ، يقع الانفصال

تتعدد الأسباب التي تدفع الشريكين إلى اتخاذ قرار الطلاق

اقرأ ايضا الطلاق أزمة زادت في الآونة الأخيرة

ومن أهم أسباب الطلاق

1 – الخيانة

أحد أهم الأسباب الواضحة والرئيسية وراء الطلاق ، فالخيانة الزوجية تزعزع الثقة بين الطرفين ، إذ أن الثقة هي المرتكز الرئيسي في العلاقة الزوجية ، وفي حال انعدام الثقة يفقد أحد الطرفين الشعور بالأمان ، وتهتز صورة الطرف الآخر في نظره ، فتنهار العلاقة

2- الخلافات المادية

فاختلاف الآراء حول كيفية إدراة الشؤون المالية بين الطرفين ، واختلاف الأولويات المادية لدى كلٍ منهما ، تشعل نيران المشاكل وتؤدي الى الطلاق

3- الإهمال وقلة التواصل

جعل الله تعالى الزواج سكينة ، يسكن فيه كلا الطرفين إلى الآخر ، ولكن الإهمال وعدم الاكتراث بمشاعر الآخر يؤدي إلى الجفاء وتسرب الملل في الحياة الزوجية ، مما يؤدي إلى الانفصال العاطفي ثم الطلاق

4- سوء المعاملة والعنف المنزلي

ولا يقتصر العنف على العنف الجسدي فحسب ( على الرغم من أنه أحد أهم أسباب الطلاق ) و هناك العنف اللفظي ، الذي يؤدي إلى انعدام الاحترام والتقدير بين الزوجين ، ويصبح كابوساً مزعجاً ينغص الحياة الزوجية ، فيصبح الطلاق الملاذ الأمن

رغم تعدد الأسباب واختلاف المجتمعات ، إلا أن الانفصال لا يحدث في يومٍ وليلة ، فهو يمر بخمسة مراحل بالتدريج ، حيث يبدأ بساط الترابط بالانسحاب تدريجياً.

المرحلة الأولى للطلاق هي الانفصال الفكري ، ويعني الاختلاف في وجهات النظر والأهداف والأفكار ، وعدم وجود لغة حوار مشتركة بين الطرفين ، إذ أن الحوار البناء والمحترم بين الزوجين يمكن أن يصلح أي خلاف ، ولكن مع غياب الحوار ولغة التواصل ،يكون الانفصال الفكري قد وقع ، وينتقل الزوجين إلى المرحلة الثانية وهي الانفصال العاطفي ، فوقود العواطف هو المشاركة في كل شؤون الحياة ، لكن عند انقطاع المشاركة تقل العاطفة ويقل الحب ، و تبدأ المرحلة الثالثة ، وهي الانفصال الجسدي ، في هذه المرحلة يكبر الشرخ في العلاقة الزوجية وتزيد الخلافات ، وتصبح فترات الخصام والفراق طويلة ، حتى يقع الانفصال الشرعي بلفظ الطلاق ، ومن رحمة الله تعالى ، لا تكون هذه المرحلة الأخيرة ، فقد امر الله تعالى الزوجة ان تقضي العدة في بيت الزوجية ، لعل لقاء الزوجين في هذه الفترة يحدث أمراً في نفسهما ويرقق قلبهما فيتراجعا عن هذا القرار ، وفي حال عدم التراجع تبدأ بداية النهاية ويقع الانفصال النفسي وهو المرحلة الأخيرة ، فيتسرب الكره والبغض إلى النفوس فيمسح من القلوب كل أيام العشرة

وفي الختام ، أود أن أقول ، إن استحالة الحياة بين الزوجين يصبح الانفصال هو الحل الوحيد ، فيا حبذا لو يكون كما أمر الله تعالى ، تسريحٌ بإحسان ، إحسانٌ يكنّ لأيام العشرة احتراماً ومودة ، لا سيما في حال وجود أطفال هم أكبر الضحايا أثناء وبعد معركة الانفصال .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock