عاممقالات

تاريخ الغردقة وصراع المراعى

بقلم المهندس مصطفى عبداللاه
ايمن بحر
كان البحر الاحمر مقسم الى ثلاث مناطق رعوية. وهى المنطقة الشمالية ومنطقة الوسط والمنطقة الجنوبية وكانت قبيلة المعازة تعيش فى المنطقة الشمالية وتبداء هذه المنطقة من شمال البحر الاحمر حتى الغردقة وتسكن قبيلة العبابدة منطقة وسط البحر الاحمر وهى من الغردقة حتى برانيس ولهذا سميت هضبة العبابدة فى وسط البحر الاحمر بهذا الاسم وكان البشارية يعيشون من برانيس حتى السودان.
وكانت الحياة مستقرة حتى اتى الجفاف على الصحراء الشرقية منذ اكثر من ثلاث مائة عام فبداء الصراع على اماكن الرعى بين العبابدة والمعاذة ونشبت الخلافات فترة من الزمن حتى تم الاتفاق بين الطرفين على اماكن الرعى والماء فكان جبال ووديان الغردقة حتى حدود منطقة قرب كيلو ٨٥ للمعاذة وكان الساحل للعبابدة . ولكن كانت المعاملات متوترة بين الطرفين نوعا ما حتى اتى احد رجال العبابدة وهو راشد ابوخلوف وهو الصياد الرحالة راعى الابل الذى ورث من ابيه التنقل بين الغردقة واوادى النيل لخدمة عشيرته من العبابدة وكان راشد هو سفير العبابدة عند المعاذة وكان صديقا لهم فى مجالسهم و افراحهم وكان راشد عندما يسافر الى وادى النيل لنقل الاسماك وجلب المؤن من الوادى يمر على اصدقائه من المعاذة و عادت العلاقة بين العبابدة والمعاذة علاقة ود كسابق عهدها حتى الان . 
( وسوميه بشرم راشد علي اسمه في جنوب الغردقه )ولكن ذاد الجفاف واختلفة المعيشة حتى دبت حياه جديدة مع اكتشاف الكبريت فى شمال الغردقة وتغير الحال وتغيرة المهن وهاجر من هاجر وبقى من بقى
ثم جأت العمال من انحاء مصر المعمورة بعد اكتشاف البترول والفسوفات واصبحت المملكة المصرية مسؤلة عن الماء فى هذا الوقت فتوالت الهجرات على الغردقة على شكل افراد وعائلات صغيرة وعمال وتحولت الغردقة من اماكن رعى واستحواذ الى قرية صغيرة فى مطلع سنة ١٩٠٠ ثم صارة الغردقة مدينة الخير الى ما هو عليه الان بعد دخول النشاط السياحى. ولم يعد خلافات على المراعى بين العبابدة والمعاذة واختلفة القوانين الحاكمة للمنطقة فالحياة المدنية تحتكم الى قوانين مختلفة عن قوانين البادية .وبرغم هذا قد جد خلاف صغير ولكن لم يكن هذه المرة عن المراعى وانما كان عن التنقيب عن الذهب .ولم يدم الخلاف كثرا و احتكم فيه الطرفين الى مجلس عرب يحضره شيوخ القبائل من انحاء جمهورية مصر العربية وارتضى الطرفين فيه لحكم مشايخ القبائل بكل احترام ولم نعد نسمع عن صراع المراعى .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock