شعر وحكاياتعام

الطريق




الطريق …

شعر : مصطفى الحاج حسين .

ما تبقّى منّي
لا يكفي للوصولِ إليكِ

سأسقطُ في منتصفِ الطّريقِ

ولكنّي سآتي

أعرفُ دربَكِ طويلاً

وشاقاً

وإنّ تلالاً من التّعبِ

تنتظرُني

عطشاً لأئباً

ولهاثاً شرساً

سراباً صفيقاً

ومتاهاتٍ تفتحُ فمَها

أرضاً مِن تعثُّرٍ

وسماءً مِنِ اختناقٍ

سيحاصرُني الهلاكُ

فوقَ مرتفعاتِ الوهنِ

وتحتَ انحداراتِ التّيهِ

وعندَ منعطفاتِ النُّضوبِ

ستهاجمُني الشّمسُ بضراوةٍ

سيقضمُ منّي اللّيلُ أطرافي

ويوخزُ الشَّوكُ لهفتي الحافيةَ

سينهالُ عليَّ ثقلُ المدى

والنّدى مبتعدٌ عنّي

أمشي فوقَ إيقاعِ انهياري

أجرُّ أوجاعاً ما بارحَتني

تسبقُني أحلامي الهائجةُ

خطواتي تزدردُها الرّيحُ

أتعثّرُ بِعَرَقي النّازفِ من روحي

الغيمُ من فوقي

ولّى الأدبارَ

لا شيءَ أتعكّزُ عليه

أو يسندُني

إلاّ سقوطي

ويدُ الانحدار

أهيمُ بلظى الدّمعاتِ

المسافةُ بيني وبينَكِ

تضاهي

مابين جهنَّمَ والجّنةِ

وأنا أحثُّ شهقتي

قبلَ أن يترنّحَ الدّربُ

وينطفىءُ ضوئي بغتةً

يا مَسقَطَ رأسي الحنون *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock