عاممقالات

بين 11 سبتمبر و28 يوليو ستةٌ وخمسون عاماً!

بين 11 سبتمبر و28 يوليو ستةٌ وخمسون عاماً

كتب . د. ياسر منجى 


ما زالت الذاكرة العالمية تضِجّ بأصوات ارتطام الطائرتين ببرجَي مركز التجارة العالمي، يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001، وما زالت صور دمارهما الدراماتيكي تحتل مكانها بين أشهر الصور في التاريخ، وما زالت النظريات تلو النظريات تتوالى لتفسير الحدث وفق تفسيرات تصل لدرجة التعارض.

صحيحٌ أنه لم يَعُد بمستطاع أحدٍ أن يجادل في فداحة نتائج حادث سبتمبر، وفيما ترتب عليه من إعادة تشكيلٍ للكثير من ملامح العالم، وكيفيات إدارة ملفاته على مختلف الأصعدة. لكن، ربما لا يعلم كثيرون أن هذا المشهد لم يكن الأول على الإطلاق في تاريخ نيويورك، وأن المدينة الفارهة سبق وأن شهدت حادث ارتطام طائرة أخرى بأشهر مبانيها على الإطلاق، قبل حوالي 56 عاماً من حادث سبتمبر. 

ففي الساعة 9:40 من صباح يوم السبت الموافق 28 يوليو 1945، ارتطمت قاذفة قنابل من طراز “ميتشيل B-25” بالواجهة الشمالية من مبنى “الإمباير ستيت”، أعلى مبنى في العالم آنذاك، وأشهر ناطحة سحاب – ربما إلى الآن – لتخترق الجزء الواصل ما بين الطابقين الثامن والسبعين والثمانين، مُحدِثةً حفرة قياسها خمسة أمتار ونصف في ستة أمتار.


وراح ضحية الحادث أربعة عشر شخصاً، منهم أفراد طاقم الطائرة، المكون من قائدها “وليم فرانكلين سميث” ومساعدَيه، وأحد عشر شخصاً من الموجودين بالطوابق المهشمة من البناية، فيما قُدِّرَت الخسائر المادية بحوالي مليون دولار بالقيمة السعرية آنذاك.
وانتهت التحقيقات التي أُجرِيَت وقتها إلى أن الحادث نتج عن تعذُّر الرؤية على قائد الطائرة؛ بسبب طبقات كثيفة من الضباب، كانت تحيط بالطوابق العليا من الناطحة، في توقيت مرور الطائرة بالقرب منها، مما أدى إلى ارتطامها بالبناية.


قد لا يكون “كارل ماركس” مصيباً في النصف الثاني من قولِه: “إن التاريخ يعيد نفسه، مَرّة على شكل مأساة، ومَرّة على شكل مهزلة”؛ إذ كثيراً ما تكون الاستعادات أكثر مأساوية من سوابقها، غير أنه بلا شك مُصيبٌ تماماً في النصف الأول من المقولة نفسِها؛ فكثيراً ما يعيد التاريخ نفسه…. أو يعاد صُنعُه من جديد.

فيلم وثائقي عن الحادث:



مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock