مقالات

المُطلّقَات أّمَيِّرَاتٌ مُنِّيرَاَتٌ، رائّعاَتٌ، خّلَعَنْ الجُعسوس

المُطلقات أكثرُهن، وأغّلبَهُن الطيبات، الرحيمات، العفيفات الطاهرات، المؤُنساتِ، الغاليات، العزيزات؛ وهُن الُمَعّزَزاَتِ المُكرمات المُتربيات تربيةً أخلاقيةً حسنةً في بيوت أهِلهُنْ، وُهُّنْ الماجدات، الُمؤدبات، الأَديبات، الَكريمات، الَمظُلومات عند العفنجج أي: الأخرقُ الأحمق الجافي الذي لا يتَّجه لعمل، ينظر لزوجهِ “بِشّفَنِ” عينه بغضاً، واِزّدِرَاءً لها، تكبُراً وتجّبُرَاً عليها!؛ لقد كانت قُدرة الله عز وجل ومشيئتهِ فوق كل شيء، ولا يُغني حذر من قدر، كما قال الإمام الشافعي رحمهُ الله في أبياتٍ شعرٍ جميلةً: ” وَلا حُزْنٌ يَدُومُ، وَلا سُرورٌ، ولا بؤسٌ عليكَ، ولا رخاءُ،،، وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ الْمَنَايَا،،، فلا أرضٌ تقيهِ ولا سماء،،، وأرضُ الله واسعةً،،، ولكن إذا نزلَ القضا، ضاقَ الفضاءُ،،، دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ،،، فما يُّغِني عن الموت الدواءُ”. فكان نّصَيِبهُن، وقّدرَهُنْ الزواج بأّزوُاجٍ مِن أشباه الرجال، كالجُعَسوس أي: اللئيم الخِلقة والخُلق، ويقال: اللئيم القبيح، اللئيمٌ التافهُ!؛ لا يساوي صفراً ساقطاً بين الرجال، شيمتهُ الغدرُ نذلٌ من سُلالةِ أّنذال، ومن رُعاع الناس، جميلٌ في مظهرهِ، شيطانٌ في مخبرهِ، ثعَلبٍ أصفرٍ مَكار خائنٍ، كردوم، أسوأ، من السُوء!؛ تربى في بيت أنجاس، رضع فيهِ حليب الماكرات، الغادراتِ، الفَاجرات، الخائناتِ للعهدِ، والأمانة، ولكنهم لبسوا ثياب التقوة، والتُقّية من المهد حتى الممات وقد فضوا خاتم الزوجية الغليظ بحقهِ الشرعي ولكنهُ خائنٌ مضيعٌ للأمانات. إن بّعَض الأزواجِ جاحدٌ للعشرة، خائنٌ بطبعهِ من مصغرهِ حتي الممات!؛ فّترى في بعض المجتمعات العربية، والإسلامية نوعاٌ، وحالاتٌ يشوبها الظلُم، والجُمود الفكري، والجحود في التعامل معهُنْ؛ وهذا ليس بأمِرٍ طيبٍ، ولا محمُود، وما ذنبهُن؟؛ فَهُن المؤنساتُ الغاليات، وشقائق الرجال، والشريفاتُ العفيفاتُ، المتعففات؛ وفيهُن أُنزلت سورةٌ من فوق سبعِ سماوات، هي سُورة النساء، وإن البيتُ الذي لا يوجد فيه نساء هو بيتٌ واهنٌ كبيتِ العنكبوت، سُرعان ما يصيرُ خراباً، ويلحقهُ دماراً!؛ فالأم، والبنت، والأختُ، والخالةُ، والعمة، هي سيدةٌ في المجتمع، وجامعةٌ في الوطن، ومصباح يضيء عتمة الظلام، فّلولاهُن ما كُنا، ونحنُ منهُن، ومن منا جاء من غير رحَمِ أُمهِ؟؛ فلا تُطاق العيشةُ، والحياةُ من غّيرِهُنْ، وتصبح مّرٌا وعّلقَماُ.. فما ذنبها تلك المسكينة التي أُحُلت لذلك الزوج الذي كان أصفراً لئيماً ثعلباً مكاراً؛ تّمسّكَنْ لأهلها، ولها، لابساً لباس الواعظين المتقين!؛ حتي تَمكن منها فانقلب لُثّعِبانٍ سامٍ قاتل، ونكَثْ، وحنث بعقدِ النكِاح؛ وكان شيطانا إنسياً رجيماً، وظالماً كّظُلامات مُظلمٍ، ظلوم جهول. ومن المعلوم أن أوثق، وأغلط عقد، هو الزواج الذي جعلهُ الله عز، وجل: ” ميثاقاً غليظاً!؛ قال تعالي:” وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا ۚ أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا، وَإِثْمًا مُّبِينًا، وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا”؛ فالبعض من الناس يكون زوجاً فاجراً مُعنفٍ لزوجِه، فيُعذبها، ويضربها، ويجوعها، ويُعلقها، ولا يُطلقها لعِدة سنوات، قبل أن تخلعه، أو بتفريقٍ من خلال شقاق، ونزاع، تتنازل مٌّضَطرة عن حقوقها الشرعية، فتتنازل عن مؤخر صداقها، وعفش بيتها، وتمنحهُ براءة من حقوقها المشروعة، لرغبتها في التحرر من هذا الزوج المجرم الظالم! فّيُطُلقها بعدما سرقها!؛ وهي التي كانت مُكرمةً في بيتِ أهلها، وقد كان من قبل يتمني أن يتزوجها، ويقبل الأنامل، والأيادي تّمسكناً من أجل أن يظفر بها بظفارها، وجدائلها!؛ فلما استحكم منها، وتزوجها انقلب حالهُ فأرادها خادمة، وعبدةً، لا زوجةّ!؛ فّأذلها بعدما كانت عزيزةً، فما ذنبها تلك الأميرة العفيفة؟؛ التي وقعت في زوجٍ ظاهرهُ حسناً؛ وقد اتضح أن باطنهُ سيء الأدب، والخُلق، والمعاملة!؛ فوقعت بعض الزوجات ضحيةً، وفريسةً لبعض الأزواج من الخاسئين، الخائنين مثل مُدمني تعاطي المخدرات، أو زوج رُجرج، بلا شخصية، مريضٌ نفسي عنده عقدة نفسية، ونقص في شخصيتهِ ورجولتهِ، أو جاهلٍ أعمي البصر والبصيرة، أو لا يملك القوامة كالرجال الأوفياء الأتقياء!.

فالرجال الأزواج الأوفياء يكونون في خدمة أنفسهم في بيوتهم كالطاووس في جمالهِ، وهكذا كان سيد الأنبياء، والمرسلين في بيتهِ، في خدمة أهلهِ أي زوجهِ فيخيط ثوبه، ويقصفُ نعلهُ الخ…، وكان سيدنا محمد صل الله عليه وسلم يقُول: ” خيركم خيركم لأهله “أي زوجته” وأنا خيركم لأهلي”؛ وهكذا شيم الرجال الأزواج الأدباء الأماجد الأوفياء العادلين، المتقين لا يظلمون زوجاتهن وتتسم، وتتصف أخلاقهُم، وتتحلي بالرحمة، وتتزين وتتجلي بالتسامُح، والملاطفةِ، والأدب، والخير، والجمال، والطهر والنقاء؛ فيا أيها الرجال، الرجال من أبناء الأمة العربية، والإسلامية ممن تحطون من قدر المرأة المُطلقة!؛؛ رفقاً بالقوارير، فعن أنس بن مالك قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم حاد يقال له أنجشة، وكان حسن الصوت، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (رويدك يا أنجشة، لا تكسر القوارير)؛ فلا تنظرون للمطلقة علي أنها هي الُمّذِنبة، وتؤنبونها!؛ بل العكس فُربما ابتليت بزوجٍ فاسدٍ حشاش مُدمن متعاطي للمُخدرات، أو سكيرٍ، كسيرٍ أسيرٍ لزُجاجة الخمر مسطول، ومخمور!؛؛ فلا تذبحوا المُطلقات بسكين نظراتكُم لهُن بالملامة!؛ فتظلموهَن!؛؛ إن الله عز وجل أّمَر بإنصافهن، ونُصرتهن، والعدل معُّهن، والإحسان إليهُن، حتي حين التطليق قال تعالي: ” الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”؛ ومعني التسريح بإحسان أي أداء حقوق المُطلقة كاملةً مع عدم المُضارة؛ ويجب علينا أن نكرمهُن، لأنُهن الغاليات، الكريمات، الطاهرات؛ فالطلاق لا ينتقص منهُنْ شيئاً، بل يجعلهن أكثر صموداً، وصبراً، ونجاحاً، وعزيمةً، هِّمَهُّنُ تّعُلو القمم، مُنيرات كالنجوم تتلألأ في السماء وما حالهُن إلا أنّهُنُ خّلَعن من أرجلهُنِ جاهلاً جّهُولاً ظلُوماً بّعلاً نَعلاً، نّغلاً، بَغْلاً عُتلاً.

الأديب الكاتب، والباحث الصحفي، والمفكر العربي والاسلامي، رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسطين رئيس الهيئة الفلسطينية للاجئين سابقاً عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين، عضو اتحاد المدونين العرب، والاتحاد العام لملتقى الأدباء والكتاب، والأكاديميين والمثقفين العرب عضو الاتحاد الدولي للإعلاميين العرب، وعضو الاتحاد الدولي للصحافة الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock