حياة الفنانينعام
“محمد حسن محمد” محترف كتابة الشعر الغنائي يتحدث عن واقع الأغنية السورية وهمومها
حوار الهام غانم عيسى
الشاعر محمد حسن محمد من الشعراء القلائل في سورية الذين احترفوا كتابة الشعرالغنائي منذ عشرين عاما” وحلق بكلماته عاليا له العديدمن المؤلفات ترجمت كتاباته وأشعاره لعدة لغات أجنبية ووصل إلى العالمية كتب اغاني لأشهرالنجوم في سورية والعالم العربي قابلناه وطرحنا عليه بعض الأسئلة التي أجاب عليها بكل شفافية كعادته.
– بداية نتابع نشاطك وكتاباتك على صفحتك الشخصيةعلى موقع فيسبوك ودائما” نقرأ لك مواضيع وكتابات عن صناعة الأغنية كيف تختصرلنا هذه الجملة?
صناعة الأغنية كأي صناعة أخرى وهي من الصناعات الرابحة إذا تم إنتاجهابشكل صحيح بعيدا” عن الغش،نحن في سورية نمتلك جميع المواد الخام لهذه الصناعة من شعراء وملحنين ومطربين وموزعين موسيقيين أثبتوا وجودهم على الساحة الفنية كما أثبت الطرب السوري وجوده منذ عشرات السنين ولكن الإختلاف بين الماضي والحاضر هو الدعم الإعلامي الذي كان يتلقاه الفنان السوري منذ عشرات السنين أيام الفن الجميل واستطاع الإعلام السوري في تلك الحقبة بين أعوام 1960 و1990 عبر ثلاثين عاما” من صناعة أهم نجوم الغناء في سورية أمثال صباح فخري وميادة الحناوي و فؤاد غازي وفهد بلان وعصمت رشيد وغيرهم وقدمهم للعالم العربي بأبهى صورة أما اليوم كل شيء تغير فالإعلام السوري ومنذ أكثرمن عشرين عاما” لم يصنع نجما” واحدا” في مجال الغناء ،نجوم اليوم هم من صنعوا أنفسهم بجهودهم وتعبهم ،أغلب نجوم اليوم ظهروا في برامج مسابقات عبرقنوات لبنانية أوعربية ولم يكن الإعلام السوري على دراية بهم حتى وصولهم إلى المراتب الأولى وكأن نجاحهم لايعنيه مطلقا” وبعد وصولهم إلى عالم النجومية قام الإعلام السوري باستيرادهم لإغناء برامجه والاستفادة منهم جماهيريا”. كما حدث سابقا” في صناعة الدامسكو السوري وهي أشهر صناعة أقمشة دمشقية في الماضي كانت سورية تدعم هذه الصناعة وتصدرها للعالم وكان هذا القماش يسمى قماش الملوك أما اليوم تقوم الدولة بتصدير الخيوط فقط واعادة استيرادها بعد تصنيعها في الخارج وبأبهظ الأثمان .
– هل تضع كل اللوم على الإعلام في عدم ظهورنجوم سوريين داخل سورية؟
أنا لم أقل لايوجد نجوما” سوريين،أنا قلت بأن الإعلام السوري لم يصنع في السنوات الأخيرة أي نجما” سوريا” نجوم الغناء الآن هم من صنعوا أنفسهم ولم يكن للإعلام السوري أي دور في دعمهم أبدا”،بالعكس تماما” البعض يؤكدلي أن الإعلام يحارب الفنان السوري من خلال استبعاده عن أهم المهرجانات والمسارح والبرامج الفنية ويقوم باستضافة الفنان اللبناني على حساب الفنان السوري،
إقرأ أيضا حنان مطاوع أنا مع تعرية الفكر لا تعرية الجسد ولا أحب الخوض في حياتس الشخصية
– كيف يستطيع الإعلام صناعة نجم وتصديره بدل استيراده؟
إعادة مهرجان الأغنية السورية في حلب ومهرجان الوفاء في اللاذقية وإقامة مهرجان للأغنية الشعبية السورية في الساحل ،إقامة مسابقات لاكتشاف النجوم الشباب واختيار لجنة تحكيم من النجوم المعروفين عربيا” أمثال وفيق حبيب وأذينة العلي والنلحن ثائرالعلي وغيرهم،إنشاء قناة أغاني خاصة ورفدها بأفضل الكفاءات الفنية بدل أن يضطرالفنان السوري من دفع آلاف الدولارات لعرض أغنيته عبرالقنوات العربية المتخصصة في هذا المجال،واطلاق قناة يوتيوب من أجل دعم هذا المشروع .
– ماذا ستستفيد الدولة من هذه المشاريع المكلفة برأيك؟
أولا” :
الفن هو مرآة الدولة وجميع الفنانين هم سفراء محبة وسلام لدولتهم ، أنا شخصيا” عرفت مصر عن طريق عبدالحليم حافظ وأم كلثوم وهاني شاكر وعمرو دياب،وعرفت السعودية عن طريق محمد عبدو وعرفت العراق عن طريق سعدون جابر وكاظم الساهر وعرفت الجزائر عن طريق الشاب خالد وغيره والعرب عرفوا سورية وأحبوها عن طريق صباح فخري وفريد الأطرش وميادة الحناوي وغيرهم،أنا أتحدث بالمجال الفني بعيدا” عن السياسة والجغرافيا فجميع الدول معروفة بالطبع ولكن أعود وأكرر الفن هومرآة الدولة،
ثانيا:
بالطبع ستسفاد الدولة من تلك المشاريع التي تحدثنا عنها بعد دعمها للفنان السوري يمكنها إجراء عقود احتكار لبعض الفنانين لمدة خمس سنوات مقابل انتاج ألبومات غنائية لهم وتصوير أعمالهم المميزة هذا غير الضريبة المالية التي تدخل إلى صندوق نقابة الفنانين وكلما كثروا النجوم زادت فائدة الدولة،
– كونك قمت بذكر نقابة الفنانين ،ماهوالدعم التي تقدمه النقابة للمطرب السوري؟
في الحقيقة كل دعم النقابة يتجه نحو الدراما على حساب الأغنية،وأنا طالبت وماأزال بفصل المهن الموسيقية عن الدراما واستحداث نقابة للمهن الموسيقية فقط ينضم إليها كل المطربين والموسيقيين وشعراء الأغنية.
إقرأ المزيد أحمد حسن العراب مثلي الأعلى ولم ولن أقدم تنازلات
– في نهاية هدا الحوار ، ماهو حلمك ؟
حلمي إقامة مهرجان الوفاء للشهداء ،يشارك فيه ألمع نجوم الغناء في سورية ويذهب ريع حفلاته لذوي الشهداء والجرحى .