عاممقالات

السحر …والشعوذة …وتحقيق الأحلام

 بقلم فتيحة بن كتيلة 

كثر الحديث في الأونة الأخيرة عن ظاهرة السحر والسحرة وممارسة الشعوذة بغرض معرفة المستقبل ونجاح الأبناء والحصول على السعادة الزوجية وإصلاح ذات البين لكن قد يعتقد البعض أن هذه الأمور حلال وأنه في سبيل الإصلاح . كذلك نتسائل ماهو سبب انتشار السحر بين المجمتعات العربية المسلمة وفي عصر التكنولوجيا في هذا المقال ستناول أسباب انتشار السحر والحكم الشرعي للسحر .

ينتشر السحر ويتفاوت انتشاره من زمان إلى زمان، ومن مكان إلى مكان، ومن أشخاص إلى أشخاص بحسب تفاوت الأسباب.
وفي عصرنا الحالي زاد انتشار السحر واستفخل في المجمتع لدرجة أنهصار بديل علنالطب النفسي والطب البشري .
وكل ما انتشر السحر انتشر ت الخرافة والدجلة وتغيب العقل البشري وطمس معلم العلموالتطور .
ومن هذه الأسباب:
1- الجهل: فهو على رأس الأسباب التي تمكن للخرافة والسحر والسحرة؛ فتجد من المخدوعين من يجهل حكم الشرع في الذهاب إلى الكهان والسحرة، ويجهل حُكْمَ سؤالهم وتصديقهم، ويجهل عواقب الأمور، ويجهل الأسباب الحقيقية الصحيحة للشقاء والسعادة، وتحصيل الخير.معتقدا أن هذا الساحر والمشعوذة يحل له مشاكله ويبسط عليهأبواب الرزق .
2- ضعف الإيمان والتقوى: قال الله -عز وجل- في حق الذين يؤثرون السحر: (وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (البقرة:102).
قال ابن رجب -رحمه الله- في بيان معنى هذه الآية: “والمراد أنهم آثروا السحر على التقوى والإيمان؛ لما رجوا فيه من منافع الدنيا المعجلة مع علمهم أنهم يفوتهم بذلك ثواب الآخرة.
وهذا جهل منهم وشرك بالله واعتقادا منهم أنهم يعجلون قضاء الحوائج التي تأخرت عنهم .

3- كثرة الوسائل المعينة على انتشار السحر، وسهولة الوصول إلى السحرة: ظهرت العديد من القنوات الفضائية، والصحف، والمجلات، والكتب، ومواقع الإنترنت، وشركات الاتصالات، ما يعين على انتشار السحر، وبطرق مغرية تحت مسميات الروحانيات والعلاج السريع وغيرها من أمور السحر والدجل .
4- الطمع، والرغبة في كسب المال: سواء كان ذلك من قبل الساحر وهذه القنوات ترغب في الربح السريع حين تلعب بالعقول وتجعلهم يتمسكون بقشة . وتظهر لهم الود والاهتمام . فإذا اجتمع إلى ذلك ضعفُ الإيمان أو انعدامه، وقلة المبالاة بمصدر الكسب – فلا تسل عما سيحدث من شرخ وبلاء. وتخريب البيوت وتدمير النفوس .
5- الرغبة في استشراف المستقبل: فذلك يبعث إلى البحث، والسؤال؛ فالنفس الإنسانية مولعة بمعرفة الغيب. والتنبيئ به فيلجأ الى السحرة كالأبراح وقرأة الطالع والكف والفنجان مع العلم أنه يعلم أنه لا يعلم الغيب إلا الله .
يقول ابن خلدون -رحمه الله-: “اعلم أنَّ من خواص النفوس البشرية التشوف إلى عواقب أمورهم، وعِلْمِ ما يحدث لهم من حياة وموت، وخير وشر، سيما الحوادث العامة كمعرفة ما بقي من الدنيا، ومعرفة مُدَد الدول والزواج والانجاب ضعف بشري لكن لابد من التنزه بالوزاع الديني عن مثل هذه الأمور .

6- كثرة الأمراض والأوهام النفسية فالكثير من الأشخاصمصابون بأمراض وهم وامراض نفسية و أمرض استعصى علاجها فيلجأون إلى السحر كنوع من العلاج
وقد يحقق رغبته في كونه مسحورا أو تلبسه جني والكثير من ضعاف النفوس والكسلاء يعلقون ضعفهم وفشلهم بالعين والحسد والسحر كنوع من التنفس .
فالرغبة في العلاج، والشفاء من تلك الأمراض تجعل المصاب يتعلق بأدنى شيء يوصله إلى ذلك.
7- قلة العقوبات الرادعة للسحرة: ففي كثير من البلدان يسرح فيها السحرة، ويمرحون، ويزاولون أعمالهم دون رقيب عليهم.بل يملكون محلات للمارسة السحر والشعوذة بكل احترافية وتقبل رؤسهم وكانهم عظماء الإنسانية .
بل ربما وجدوا الحماية، والتصريح لهم بفتح مراكز تعلم السحر، والكهانة.
8- مشاهدة الصغار للأفلام الكرتونية المشتملة على الخرافة: كبعض ألعاب البلايستيشن وغيرها، مما يحتوي على ممارسات المشعوذين والدجالين، مما يجعل المشاهد يستمرئ ما يراه في صغره؛ فلا يكاد ينكره حال كبره.
كظهور لعبة تشارلي التي صار التلاميذ يمارسونها في المدارس كنوع من التسلية .

يتبع في الحلقة القادمة .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock