عاممقالات

ملكة الشموع



ملكة الشموع

بقلم : إخلاص عبد المحسن
نادرا ما تجد من يعمل في مجال دراسته فكثيرا من الشباب لا ينتظر الوظيفه و يبدأ بعمل البزنس أو المشروع التجاري الخاص به 
لاسيما إن كان هذا النشاط الذي سيمارسه من الهوايات المفضله لديه
في هذا الوقت يصبح العمل ممتعا و شيقا و يعمل الشاب أو الفتاه بشغف و حب
فاتن أحمد كانت من تلك الفتيات اللائي بنين أنفسهن بأنفسهن
لم تنتظر أن تطرق الوظيفه بابها بل سعت بنفسها و فكرت كيف تشغل وقتها بشيء مفيد و مسلي و مربح في نفس الوقت
فبعد أن تخرجت من كلية الآداب و درست تمهيدي ماجستير إعلام
شعرت بفراغ كبير فرأت أن الشموع هي المخرج الوحيد من ذلك الشعور
فبدأت بالنزول للسوق للتعرف على أنواع الخامات و أسعارها 
و بدأت بتنفيذ أول قطعة شمع من عمل يدها و التي أبهرت الجميع بجمال تصميمها
فالشموع التي تصممها و تنفذها فاتن ليست كشموع الإناره المعتاده
لكنها شموع مفرغه من نوع خاص ، يرسم عليها و يكتب عليها و تطبع عليها الملصقات و الصور الشخصيه و يوضع بها وحدات إضاءه كهربائيه أو شموع صغيره
( تي كاندل ) لإبراز الجمال المرسوم على الشمعه
فهذا النوع من الشموع يدوم للأبد
تصنعه فاتن للمناسبات السعيده كالزواج و الخطبه و حفلات التخرج و أعياد الميلاد و النجاح و السبوع و عيد الأم و غيرهم من المناسبات
فلكل مناسبه طابع خاص في الإحتفال بها و بالتالي تصميمات مبتكره و مذهله من صنع ملكة الشموع فاتن عبد الوارث التي اجتهدت حتى صنعت لها إسما في عالم الشموع يكتب بحروف من ذهب
تقوم فاتن بنحت الشموع و عمل فوانيس منها و أيضا تصمم توزيعات للسبوع و الأعراس و أعياد الميلاد بالإضافه للشموع المفرغه بالصور و الملصقات و الأبيات الشعريه و الآيات القرآنيه
فالشمعه تساوي قطعة ديكور فنيه تضفي جمالا على أي ركن توضع به
إستخدمت القش في تزيين الشمع و الرسم عليه و تأثرت بالطابع الشرقي فوضعت الكفوف و العيون على شموعها المبهجه
صدرت منتجاتها للإمارات و إيطاليا و التي لاقت رواجا كبيرا
فازت بجائزة أفضل ثالثة رائدة أعمال على مستوى الجمهوريه في مسابقة كان قد أقامها قصر الثقافه البريطاني بالتعاون مع شركة شل و قد أشاد السفير جون كاسن بالجهود التي بذلتها و بالمنتجات الرائعه من الشموع المميزه التي أبهرته هو و جميع الحضور
اشتركت فاتن في العديد من المعارض المختلفه و قابلت صعوبات في التسويق 
و نظرا لارتفاع رسوم الاشتراك أصبحت تمارس نشاطها التجاري عن طريق صفحتها على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك
و بدورها تطالب الدوله بالنظر في موضوع رواد الأعمال اليدويه و توفير معرض دائم لهم 
لم يتوقف حلم فاتن عند هذا الحد فهي لا تتوانى لحظه في السعي لتحقيق أهدافها و طموحاتها و تعمل دائما على تطوير نفسها و مواهبها 
فكل لحظه من العمر هي نعمه و أمانه و لا يجب أن نفرط فيها أو نضيعها بل علينا أن نجتهد و أن نسعى و نحن موقنون بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock