شعر وحكاياتعام
صباح ورائحه الحلم
صباح ورائحه الحلم
……………………
عزيز موسى
-وكان ان يحبو بداخلنا الحلم الاخضر محمل برائحه البحر وصراخ الموج وانين الصخر تحت الضربات المتلاحقه..وكان ان تحلق النوارس فوق رؤوسنا تمسك بمناقيرها زمام المراكب وتنفخ فى الاشرعه فتكون دليلا” فى السفر ومؤنسا” فى ظلام الرحله..
وحين تتناثر فى الافق جزر الامل البعيد تحتضن العيون ذلك المشهد وتستنشق الانوف رائحه اليود فنعرف ان فى باطن الجزر الخير الوفير …ترسوا المراكب ويسقط احدنا ويتبعه اخر..تفرد الشباك ثم تغوص..وتغوص…تطول الرحله اياما” وليالىّ كثيرة…تتقلب فيها الصبايا على جمر الانتظار..وتصرخ الرغبه فى نفوس النساء المستشرفات الافق المتطلعات لعودتنا…كنت قد تركت من تحلم بعودتى..يقتلها الانتظار وهى تتوارى خلف نافذتها فى انتظار ان اعود رجلا” كما تريد..تطلق عينيها عبر الافق تحاول ان تلتقطنا ونحن نقاط سوداء فوق هذا البساط الازرق ..وكلما نظرت انا ناحيه الشاطئ حيث تجلس اشعر بها رغم استحاله رؤيتها اشعر بعينيها تحوطنى وانفاسها تعبق المكان من حولى أمد كفى التقط كفها من الهواء..وأظل ادور انا وهى…ارانى معها على جزيرة بعيدة وحيدين فريدين ليس الا هى… ليس الا انا …
تدفع الريح مراكبنا واشرعتنا فى رحله العودة ..الكل مشغول يحصى الخير ويسأل عن كميه الرزق..ترسوا المراكب…تقفز الاقدام..تسكن على الرمل…تنوء الاكتاف بما تحمل..تنطلق الفرحه من أفواه اخرسها الانتظار…تتحرر الزغاريد…وتوزع الاحضان..وتنتشر القبلات..ولايخلو المشهد من دمعه هنا او هناك..
وحيدا اضع قدمى..لا احد يستقبلنى..هى فى مكانها خلف النافذة…تعانقنى عيناها..أصعد اليها فى لهفه…يفتح الباب بفعل الا شواق التى تستقبلنى وتنتظرنى..أعدو نحوها…ابتسم…تبتسم…تمد يديها التقطها..تتحدث العيون…تنطق بكل شوق الايام الفائته…تقرأ فى عينى حكايه…وأقرأ فى عينيها اللهفه..نغيب فى عناق الايدى وحديث العيون…ادفع كرسيها المتحرك وأغلق النافذة..
مدير قسم الادب والشعر
علا السنجري