كتب/خطاب معوض خطاب
هو واحد من جيل العظماء الذين تعلمنا منهم، فقد عُرِفَ بثقافته العالية وأخلاقه الرفيعة، إنه الفنان الكبير الدكتور عادل هاشم الذي يعد واحدا من أفضل الفنانين المبدعين الموهوبين ومن المعدودين الذين أجادوا نطق اللغة العربية الفصحى، وقد جسد عددا كبيرا من الشخصيات التاريخية والهامة في المسلسلات الرمضانية ومنها شخصية رجل المخابرات السيد راجح في مسلسل “رأفت الهجان”، وشخصية علي مبارك باشا في مسلسل “بوابة الحلواني” والملك الصالح نجم الدين أيوب في مسلسل “الفرسان” والأمير نور الدين محمود في مسلسل “نسر الشرق” والمستكفي أبو ولادة في مسلسل “ابن حزم”.
ولأن الدكتور عادل هاشم الذي مرت ذكرى رحيله الثانية أول أمس الأربعاء 15 مارس 2023 كان واحدا من المتمكنين في التحدث بالعربية الفصحى فقد كلفته وزارة الثقافة المصرية بالسفر للجزائر في بداية السبعينيات لتدريب المذيعين والمذيعات هناك على التحدث بالعربية، في إطار خطة التعريب التي أقرها الرئيس الجزائري هواري بو مدين في ذلك الوقت، كما عمل هناك أستاذا في معهد التمثيل ومخرجا بالإذاعة والتليفزيون خلال الفترة من سنة 1970 حتى سنة 1972، وجريدة البيان الإماراتية قدمت تقريرا عن الفنان الكبير د. عادل هاشم في عددها المنشور بتاريخ 27 أغسطس 2002، استعرضت فيه أهم المحطات التي مر بها حياته الفنية، وتحدث يومها مع الجريدة ساردا تاريخه الفني من بدايته، وذكر في حواره مع الجريدة أن أول مسرحية من إخراجه كانت مسرحية “الدنس” التي كانت مسرحية من فصل واحد، من بطولة النجم الصاعد وقتها محمود ياسين الذي كانت هذه المسرحية أول أعماله الفنية.
وقد ولد الفنان الدكتور عادل محمد هاشم في يوم 19 فبراير سنة 1939، وتوفي مساء الاثنين الموافق 15 مارس سنة 2021، وكان والده يعمل مفتشا في الرقابة على المصنفات الفنية ومن هواة الشعر والزجل كما كان يتحدث الفصحى بطلاقة، وهو الذي زرع حب اللغة العربية فيه منذ الصغر، فنشأ وتربى على حب اللغة العربية وحب الاستماع إلى الإذاعة، خاصة إذاعة القرآن الكريم وبرنامج حديث الأربعاء الذي كان يقدمه الدكتور طه حسين، وشارك في العديد من المسرحيات تمثيلا وإخراجا خلال المرحلة الابتدائية والثانوية، والتحق بكلية الحقوق تلبية لرغبة والده، لكنه تركها بسبب انشغاله بالتمثيل وانتقل لمعهد الخدمة الاجتماعية وحصل على البكالوريوس في سنة 1962.
وتقدم للاختبار بالمسرح القومي بعد تخرجه عندما طلب وقتها وجوها جديدة، وكان هو واحدا من بين 17 فردا تم قبولهم من بين المتقدمين الذين بلغ عددهم 450 شخصا، وقد جسد عددا من الأدوار في أعمال مسرحية متميزة مثل مسرحية “السبنسة” لسعد الدين وهبه ومسرحية “ماكبث” لوليم شكسبير إخراج نبيل الألفي ومسرحية “الجلاد والمحكوم عليه” لفتحي رضوان و”المحروسة” و”القضية” و”الفتى مهران”، كما عمل مساعدا للإخراج المسرحي مع عدد كبير من المبدعين، وتظل فترة عمله مع الفنان والمخرج المسرحي كرم مطاوع هي الأبرز حيث عمل مساعدا له في حوالي 90 مسرحية، كان أولها مسرحية “الفرافير” من تأليف الدكتور يوسف إدريس، كما أخرج الفنان الدكتور عادل هاشم عددا كبيرا من المسرحيات منها “سجن النساء” و”بلا أقنعة” للكاتبة فتحية العسال، و”مجنون ليلى” لأمير الشعراء أحمد شوقي، و”البهلوان” للدكتور يوسف إدريس و”الزلزال” للدكتور مصطفى محمود.
والفنان عادل هاشم عمل بالسينما وله فيها عدد من الأدوار الهامة، ومن أشهر الأفلام التي شارك بها “رجل لهذا الزمان” و”إعدام قاضي” و”131 أشغال” و”حرب أطاليا” و”ناصر 56″ و”عفريت النهار”، كما شارك في بعض الأعمال الإذاعية الشهيرة والتي عرف من خلالها بصوته المميز الذي أصبح علامة لهذه الأعمال الدرامية مثل “46120 إذاعة” أو “من الجاني” والذي تغير اسمه إلى “747120 إذاعة” وهو أول برنامج تفاعلي في مصر، بالإضافة إلى برنامج “أغرب القضايا” من إخراج عبده دياب على إذاعة البرنامج العام، وله برنامج من إخراج أماني أحمد قدمه لسنوات على إذاعة صوت العرب اسمه “شدو المحبين”.
والجدير بالذكر أن الفنان الكبير الدكتور عادل هاشم قد حصل على شهادة دكتوراه في علم الاجتماع المسرحي من فرنسا التي قضى بها 10 سنوات من عمره خلال الفترة من سنة 1972 حتى سنة 1982، وعمل هناك مذيعا وممثلا ومشرفا على البرامج العربية في إذاعة باريس العربية ومونت كارلو.
اقرأ المزيد شيماء شمام” حسبي الله ونعم الوكيل في الفنانين , ووضع الإعلام في تونس ضبابي ومؤلم
