عاممقالات

ليلة أحد




ليلة أحد
كتب / محمد علي

فى ليلة تشبه كثيراً ليلتنا هذة ، كان بها الحزن و البكاء كان بها الهزيمة و الإبتلاء ، ليلة غزوة أحد عندما عاد المسلمون مهزومين و جرحى ضعفاء ، عندما عاد الرسول من دون عمه و هو خير عم ، كان هناك بكل منزل من منازل المدينة عزاء …



بعد إن كان الإنتصار حليف المسلمين بغزوة أحد ، و بسبب مخالفة أوامر الرسول صلى الله عليه و سلم ، إستطاع خالد إبن الوليد و قبل أن يدخل الإسلام ، أن يحول نصر المسلمين إلى هزيمة ، و بعد أن كان قتل واحد و ثلاثين من الكفار قتل غدر أسد الله و سيد الشهداء و خير عم حمزة بن عبد المطلب ، قتلة الوحشي بن حرب و يروي قصة شجاعة و بسالة حمزة فى القتال و كمان قصة قتلة على لسانة و يقول ” …أما إني سأحدثكما كما حدثت رسول الله حين سألني عن ذلك، كنت غلاماً لجبير بن مطعم، وكان عمه طعيمة بن عدي قد أصيب يوم بدر، فلما سارت قريش إلى أحد، قال لي جبير: «إن قتلت حمزة عم محمد بعمي فأنت عتيق»، فخرجت مع الناس، وكنت رجلاً حبشياً أقذف بالحربة قذف الحبشة، قلَّما أخطئ بها شيئاً، فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة وأتبصره، حتى رأيته في عرض الناس مثل الجمل الأورق، يهدُّ الناس بسيفه هدَّاً، ما يقوم له شيء، فوالله إني لأتهيأ له، أريده وأستتر منه بشجرة أو حجر ليدنو مني إذ تقدمني إليه سباع بن عبد العزى، فلما رآه حمزة قال له: «هلم إلي يا ابن مقطعة البظور»، فضربه ضربة كأن ما أخطأ رأسه، وهززت حربتي، حتى إذا رضيت منها، دفعتها عليه، فوقعت في ثنته، حتى خرجت من بين رجليه، وذهب لينوء نحوي، فغُلب، وتركته وإياها حتى مات، ثم أتيته فأخذت حربتي، ثم رجعت إلى العسكر، فقعدت فيه، ولم يكن لي بغيره حاجة، وإنما قتلته لأعتق ” 



تخيل المشهد العظيم أسد الله و سيد الشهداء عم الرسول و أخوه فى الرضاعة ، يقتل و يمثل به و يصل الخبر إلى الرسول و المسلمين ، فيضعف موقف المسلمين اكثر و أكثر و يتكاثر الكفار على الرسول حتى أصبح وحيداً و نال منه و جاء عتبة القرشي و ضربه بالسيف على رأسه كسر خوذته و سال منه الدم و جاء من بعده عبد الله بن شهاب و أصاب الرسول بجرح فى وجهه ، و تمكن عبد الله بن قمئة الليثي الكناني من كسر أنف الرسول صلى الله عليه و سلم ، و نادى الرسول هلم لي هلم لي أنصروا رسول الله فكانت قصة بطولة لإحدى نساء الأنصار أم عمارة كانت من النساء التى خرجت مع الجيش تقوم برعاية الجرحي و تسقى الجنود الماء ، و فجأه رأت أم عمارة الرسول وحيداً و تتكالب عليه الأعداء فتركت الساقية و ذهبت لتدافع عنه و يقول الرسول صلى الله عليه و سلم و هو يحكي الموقف كا التالى ” “مَا نَظَرْتُ يَمِينِي وَلاَ يَسَارِي وَلاَ أَمَامِي وَلاَ خَلْفِي إِلاَّ وَجَدْتُ أُمَّ عِمَارَةَ تُقَاتِلُ عَنِّي بِسَيْفِهَا” ، وقال لها النبي في أرض المعركة “من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة ..سليني يا أم عمارة” قالت: «”أسألك رفقتك في الجنة يا رسول الله” قال: «”أنتم رفقائي في الجنة” ، كم أنتى جميلة يا أم عمارة و كم أتمنى رفقتكم مع حبيبي رسول الله فى الجنة ، ثم فجأه ظهر صوت ينادي مات محمد مات مات محمد ، و هناك العديد من الروايات تقول انه كان الشيطان فى هيئة إبن العوام و لأسباب كثيرة ظن الكثير أنه كان الشيطان ، فكانت هذة الصرخة السبب الأكبر فى الهزيمة ، نزل الخبر على المسلمين كا الصاعقة أصابتهم خيبة الأمل و منهم من ترك سيفة و لم يدافع عن نفسة و سقط الكثير قتلى شهداء أبرار , و تجمع من جديد المسلمين و شباب الأنصار و المهاجرين حاوطوا الرسول صلى الله عليه و سلم و صعدوا إلى مكان عالي فى جبل أحد الذي قال عنه رسول الله جبل يحبنا و نحبه ، و تحصن المسلمين من جديد و أستطاعوا أن يحموا الرسول و يردوا هجمات الكفار ، ثم جاء أبو سفيان ينادي أفيكم محمد فقال الرسول لا تجيبوه فعاد يسأل أفيكم محمد فقال لا تجيبوه ، فسأل أفيكم أبو بكر أفيكم عمر أفيكم أبو قحافة و يقول لا تجيبوه ، حتى قال للمشركين أعل هبل أعل هبل ، يمدح و يمجد ألهته و أصنامه و هنا غضب عمر إبن الخطاب الفاروق و قال علينا ان نرد يا رسول الله ، فقال الرسول أجيبوه الله أعلى و أجل ، فنطق الجبل الله أعلى و أجل ، فرد أبو سفيان العزة لنا و لا عزة لكم ، فيقول الرسول ردوا عليه الله مولانا و لا مولى لكم ، 
فيشعر أبو سفيان بوجود رسول الله و عمر و أبو بكر فيقسم و يقول فيكم رسول الله فيكم أبو بكر فيكم عمر ، و يعود ليقول يوم كا يوم بدر ، فيرد الرسول أجيبوه قتلانا فى الجنه و قتلاكم فى النار ، لتنتهى المعركة بصمود المسلمين و دفاعهم عن رسول الله و عن رسالتهم التى يؤمنون بها ، لينزل رسول الله من على الجبل و يبحث عن حمزة فوجده ببطن الوادي قد بُقر بطنه عن كبده، ومُثِّل به، فجُدع أنفه وأذناه، فقال حين رأى ما رأى: ” لولا أن تحزن صفية ، ويكون سنة من بعدي لتركته، حتى يكون في بطون السباع، وحواصل الطير، ولئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين رجلاً منهم ” ، فلما رأى المسلمون حزنَ الرسولِ محمد وغيظَه على من فُعل بعمه ما فُعل، قالوا: «والله لئن أظفرنا الله بهم يوماً من الدهر لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب» ، لينزل القرآن الكريم و يقول المولى عز و جل …





بسم الله الرحمن الرحيم

” وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ – وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ “
صدق الله العظيم
و لأنه الخلوق خير الخلق أجمعين عفا رسول الله صلى الله عليه و سلم وصبر ونهى عن التمثيل بالجثث ، ليعود المسلمين إلى المدينة و يسود الحزن الشديد و البكاء و خرجت السيدات لدفن موتاهم شهداء الله ، و وقف سيدنا و سيد الخلق أجمعين يبكى عند دفن حمزة و يقول ” رحمك الله ، أي عم، فلقد كنت وصولاً للرحم فعولاً للخيرات ” أسد الله و رسوله و يبكى بشدة رسول الله غير مبالي بجراحه و ألامه ، و يبكى الصحابة وتبكى النساء ، حتى أنا عندما أقرأ قصة أحد أو أتذكرها أو أقصها على أحدهم أبكي ، و أشعر كثيراً بالحزن و الضيق و أشعر و كأنى أرى ححبيبي و رسولي و هو يبكي و يحزن بشده ، و تبكي أم عمارة و هى تدفن أبن أختها و يشعر الجميع بالحزن و خيبة الأمل، و يبدأ المشككون فى التشكيك و يبدأ المنافقون فى النفاق ، و يبدأ الجبناء فى إظهار ولائهم لقريش و الشيطان ، و ينفعل رسول الله على السيدات و ينهى عن النواح و العويل ، لتبات المدينة بأكملها فى حزن و قلق شديد ..
لتحدث المعجزة الربانية و ينزل القرآن ليحكي و يوصف لنا اليوم لنتعلم منه الدروس و العبر فيذكر الله فى سورة آل عمران القصة و يقول عز و جل ..
بسم الله الرحمن الرحيم 
” إنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ۖ وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَٰلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156) وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (157)

و من رحمة الله بهم و هو الرحمن الرحيم تنزل عليهم السكينة و الرحمة ، يناموا نوم شديد يغشى عليهم ، المؤمنون و الطيبون منهم فجأه كأن شيئاً لم يكن 
يوصف الله عز و جل ما حدث فى سورة آل عمران و يقول ..

بسم الله الرحمن الرحيم

” ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154)

صدق الله العظيم

و نسأل الله عز و جل رحمة و سكينة منه تتنزل على مصر و أهلها ، آللهم ألف بين قلوبنا و أعفوا عنا و أرفع مقتك و غضبك عنا و أنصرنا على القوم الظالمين

قولوا معي … أميـــــــــــــــن

كتب 
محمد علي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock