بقلم : عماد وديع
يحتفل العالم فى 16 من شهر نوفمبر، من كل عام بيوم التسامح العالمى ، وهذه
مناسبة للتأمل والتضامن بين الدول والحكومات، والمنظمات الدولية
والإقليمية، وكل قادة الرأى والفكر والإعلام، بهدف القضاء على الجهل
والتطرف والتعصب والتميز والكراهية، بكل اشكالها .
وفى المقابل إرساء مبادىء التسامح وقيم السلام فى الشباب والمجتمعات والأوطان .
والتسامح يعنى الإحترام والتقدير للتنوع الثرى للثقافات فى عالمنا، ولمسايرة جميع الأشكال والألوان
للأنسانية المتغيرة وهذا القول مقتبس من إعلان المبادىء بشأن التسامح
الذى اعتمدتة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلم ” اليونسكو” فى
عام 1995.
وتتسم اهمية هذه الرؤية فى وقتنا الراهن، حيث نستهل قرناً او عصرا جديدا بأهمية كبيرة.
وفى هذا لابد من ترسيخ ثقافة التسامح بين المصريين لمواجهة الطائفية
والتعصب، حيث نجد ان المجتمع الدولى خصص يوم للإحتفال بألتسامح 16 من
نوفمبر من كل عام لكى نعرف قيمة التسامح ، وكيفية تحويل العدو الى صديق ،
وكبح جماح ثقافة الكراهية ، وتعزيز قيم التعايش بين افراد المجتمع .
ولابد ان نعرف ايضاً ان التسامح ليس تسامح الغلبة او تسامح الأغلبية،
وإنما تسامح المواطنة ، اى وطن يحتوى على جميع الناس على إختلافها ، ويقف
على مسافة واحدة من الجميع .
كما ان التسامح ليس مقصوراً على رجال الدين فقط ، وإنما يشمل على رجال الفكر والثقافة ايضاً.
ونجد أن هناك ثلاث انواع من التسامح :
اولاً التسامح الدينى : وفيه حرية المعتقد ، وإقامة الشعائر.
ثانياً التسامح الثقافى : وفيه عدم التعصب للأفكار والأراء. ثالثاً
التسامح العرقى : وفيه نقبل الأخرين مهما اختلفوا عنا فى الدين واللون
والجنس .
ولا يصح ان يكون لنا التسامح الإنتقائى الذى هو نواة
للعنصرية ، وفيه إنتقاء لفئة معينة دون الأخرى، وهو نواة وبذرة للأرهاب ،
ويصبح هذا تسامح ولكن بنكهة عنصرية .
ولكى نرسخ التسامح بشكله الصحيح
، لابد من ترسيخ مبدأ التعددية وقبول الأخر ، وضرورة تعاون المجتمع
المدنى مع أجهزة الدولة ، وتقديم العون والمساعدة لها فى محاربة ومعالجة
الأرهاب.
و ضرورة ان تعمل الدولة بتجديد الفكر الدينى و تغير ثقافة
العنف بالقوة الناعمة لمواجهة التطرف والتعصب، وليس بألحلول الأمنية كما
يحدث فى كل مرة .
لابد من الإستفادة من الدول التى بها تعددية ، ولا
يوجد بها تعصب او تطرف الى حد كبير مثل الهند، ونتعلم منها كيفية مواجهة
التطرف والتعصب.