عاممقالات

علوم عسكرية | عَن السِهام وأنواعها

كتب . طارق المصرى
 
كان الجُندي يدخل سَاحات القتال حاملاً ستين سَهماً في جُعبة يَتم وضعها عَلى الظَهر وفتحتُها إلى الأمام، بحيث تُسهل مِن سُرعة إعداد السِهام وإطلاقِها، وذلك بمُعدل سَهم كُل نِصف ثانية فقط، وكانت رؤوس هَذه السِهام تُصنع من الحَديد المُقَسّى الذي يَتم تَسخينُه لدَرجة الإحمرار، ثُم يَتم إطفاؤها في الماء المَالح لتُصبح حَافتها أكثر حِدة – 

وبالنسبة لأنواع السِهام، فهي تَختلف على حَسب الغرض مِن استخدامها، فالسِهام ذات الرؤوس المُربعة أو المُستطيلة تُعد الأفضل عَلى الإطلاق لإختراق الدروع، أما السِهام التي تُستخدم للقَذف بَعيد المَدى، أو لإطلاق وابل كثيف فَوق رؤوس الأعداء وهو التكتيك المَعروف بـ إستمطار السِهام، 

كان يَتم تَجهيزها بثلاث ريشات، تُؤخذ مِن الجَانب الأيمن للطيور كالنسُور والعُقَاب، حتى يَكون مَداها أطول وأعلى، بَينما تُستخدم السِهام ذات الريِشات الأربع مِن أجل التَصويب الأكثر دِقة على هَدف مُحدد، وثمة نوع اّخر أثقل في الوزن مُخصص للقضاء على الخيُول .

أما عَن المَدى المؤثر لقذف السِهام، فهو مائتي مِتر تقرياً، في حَال كان الخِصم غَير مُدرع، ولكنه يُصبح قاتلاً عند مَسافة خمسة وسبعين متراً، حتى مَع إرتداء الدروع، وللحصُول على أقوى النتائج، يقوم الجُندي بشَد وتر القوس إلى الأُذن بَدلاً مِن العَين، ونَظراً لأن الوَزن البالغ ثلاثين كجم يُعد أكبر بكَثير مِن أن يَتم جَذبه بالإصبع، كان مِن الضَروري إستخدام حَلقات مَصنوعة مِن العِظام أو الأحجار الكَريمة حَتى لا تَتسب قُوة السَحب في تَمزُق إصبع الإبهام .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock