شعر وحكاياتعام

الوفاء

الوفاء






بقلم أمل الكومي

قصة مستوحاه من قصة حقيقيه
لم تنسي الاستاذةساميه التي تخطت الستون من عمرها اول مرة وقعت عيناها علي هدي تلك الفتاة التي احضرها لها بواب العمارة لرعايتها فلقد رمقتها بنظرة فاحصة شعرت بعدها بارتياح لم تعهدة من قبل ورحبت بها حتي من قبل ان يرسل لها ابن اختها الضابط موافقته بعد التحري عنها 
اما هدي فهي فتاة ريفيه من اصل طيب نشاة في متدين فلقد كان هم الاب الاكبر ان يعلم ابناءه الصلاة والعادات والتقاليد المصريه الاصيله 
ورغم ما تعانيه الاسرة من قلة دخل الاانها كانت تعيش في سعادة غامرة وكانت هدي تنهل كل يوم من رحيقها 
ولكنها الحياة التي لاتدوم لاحد..فلقد مرضي الاب واصبح لا يقوي علي العمل ولهذا السبب قررت هدي ان تبحث عن عمل 
واختارت لها الاقدار ساميه او الاستاذة ساميه كما اعتاد الجميع ان يناديها 
وبطريقة تفكير عمليه قبلت هدي مرافقة الاستاذة ساميه فهي افضل بكثير من العمل في المحلات …..
وبدأت حياة هدي الجديدة التي سرعان ما اكتسبت ثقة وحب الاستاذة …فكانت تمشط لها شعرهابعد الاستحمام وتحضرلها قهوتها عصرآ بالبلكونه قبل ان تطلبها وتصنع لها اجمل وافخم انواع الطعام ولا تسمح لاستاذة بتفويت معياد الدواء تحت اي حجه…
وبمرور الوقت يزداد اعجاب الاستاذة ساميه بذكاء وامانة هدي واصبحت تعشق استماع هدي لها حينما يجلسان في سكن الليل وعتمته بأهتمام وسعادة فكانت تحكي لها ذكريات بعيدة عن عملها بالتدريس وكيف احبت زميلها وتزوجته وعن ابنها الوحيد والم فراقه حين سافر للاقامه في امريكا…
وبعد مرور عامين بلغت علاقة هدي والاستاذة ساميه علاقة الابنه بأمها فاصبحت هدي تستضيف اقارب الاستاذة كصاحبة منزل متجاهله بعض التعليقات الناقدة لاستاذة ..مش قوي كدة يا ساميه انتي سايبه كل حاجه كدة للشغاله..تعليقات لم تمنع الاستاذة من اخبار هدي عن مخبأ الحلي الذهبيه بالدولاب ..فهي رغم تقدمها بالسن تثق بخبرتها الحياتيه فعملها كمربية اجيال اضاف لها الحكمة وصدق الرؤية لتتأكد ببساطه من قراءة روح هدي النقيه

اما بالنسبه لهدي فلقد ازداد تعلقها بالأستاذة واصبحت امها البديله حتي انها كثيرا ما ضحت بالاجازة الشهريه لزيارة اسرتها لتظل بجوار امها الجديدة…..

الوفاء


وفجأة تسلل في اهتمام جديد في حياة هدي طارق لم تدري كيف ومتي ففي البدايه لم تكن تستلطفه وكثيرا ما اشتكت منه لاستاذه ساميه الي الي جاء يوم والتقت العيون شعرت برعشه غريبه تسري في جسدها صعدت الي الشقه وقلبها يخفق بشدة احساس جديد يدق باب قلبها البرئ شعور جميل لم تعهده من قبل لم تحكي مشاعره الجديدة لاحد كانت سعيدة بالحاله التي تعيشها تترقب رؤيته تستعيد ببطء كلامه الحلو الذي كان يهمس به في اذنها تتسارع دقات قلبها عند رؤيته تتصنع الكثير من الموافق للذهاب اليه فتقوم بتعطيل الموبيل لتذهب اليه بحجة اصلاحه الي جاء اليوم الذي اعترف كل منهما بحبه لاخر …وبدات العلاقه تتوطد بينهما ليشتكي اليها انه يمر بضائقه ماليه فعرضت عليه تحويشة عمرهامبلغ كبير ادخرته بمهارة اثناء عملها في بيت الاستاذه التي تغدق عليها بالهداية والاموال في كل مناسبه اوعيد اما طارق فلقد رفض العرض المغري بأصرار ثم تحت الحاح واصرار من هدي اخذه لحين ميسرة٠٠ 
الي جاء اليوم وذهبت هدي كعادتها لشراء مستلزمات البيت ثم عادت مسرعه للبيت لاهثة تفتح باب الشقه لتجد امامها طارق حاملا سكين تلك المفاجأة التي اصابتها بالذهول وبدات تهمهم بصوت مبحوح انت بتعمل ايه وما كان من طارق الا ان جذبها بعيدآ ووضع يدة فوق فمها غصب عني والله محتاج فلوس ..كان شخص لم تعرفه من قبل وجهه مرهق عيون زائغه يتصبب عرق سألته بغضب انت دخلت هنا ازاي لم يرد سألها عن الذهب اجابته وهي تبتعد مفيش رد عليه دخلت هنا ازاي ثم هرولة مزعورة لغرفة الاستاذة لكي تطمئن عليها تسبقها لمحه اما عقلها يتذكر عندما فقدت مفتاح الشقةوهي تتحدث مع طارق وانه وجده واعاده لها في نفس اليوم تلوم نفسها وبشدةالتي لم تشك لحظة في طارق ليستوقفها طارق تعالي ناخد الذهب ونهرب هدي انا عمري ما اعمل كدة …اما الاستاذة ساميه فقد كانت تستمع الي حاديث هدي والسعادة تغمرها غير مهتمه بالخطر الذي اصبح يحيط بها ودخلت هدي الي غرفة الاستاذة مسرعا خلفها طارق يضربها وببعدها عن الاستاذة مهدآ بقتل العجوز اذا لم تخبرة بمكان الذهب اشارة الاستاذة ساميه لتخبرة بمكان الذهب بالدولاب مرددة بس تسيب البنت في حالها
الوفاء
استدارت رباب تضربه بجنون وتبعدة عن امها بشراشه ثم تعود وتحضن امها الاستاذة وتسكتها لتمنعها من اخباره بمكان الذهب طارق يغرز السكين بظهر هدي بهستريه ليستقر بقلبها الصغير هدي سقطت علي الارض الدماء تلطخ السجاد بصعوبه وزغلله تنظر هدي لسقف الغرفة القديم ثم ترمق امها بجزع وتودعها بنظرة واهنة 
طارق اتقبض عليه بعد اسبوع فقط وهو بيشتري مخدرات معترفا بندمه بقتل هدي والاستاذة ساميه خوفا من كشفه …اما ابن ساميه فلم يرجع من امريكا ليدفن امه …..في مكان شديد البياض والنقاء يملأه نور وراحه يعبق برائحة زهورنادرة وطيور خضراء تحلق وهي تصدح …. جلست هدي بوجه مضئ مرتديه رداء فضي حريري
تستند لوسادة من المخمل الناعم تستمع بنشوة لشابه جميلة تتزين بأفخم الحلي اسمها ساميه وهي تحكي لها عن اسمي معاني الانسانيه الوفاء


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock