شعر وحكاياتعام

نَهْجُ سَيِّدِ الْوَرَى فِي دَكِّ نُخْبَةٍ تَرَى أَنَّا عَبِيدٌ لِلسُّرَا حَتَّى يُوَارِينَا الثَّرَى


نَهْجُ سَيِّدِ الْوَرَى فِي دَكِّ نُخْبَةٍ تَرَى أَنَّا عَبِيدٌ لِلسُّرَا حَتَّى يُوَارِينَا الثَّرَى

لا شك ان النبي صلى الله عليه و سلم كان يحب الشعر و الشعراء٠ و من ذلك الشعر حبه لشعر حسان بن ثابت و امية ابن ابي الصلت و ابو طاب عمه و غيرهم كثير و كان يحب ان يسمعه من غيرة مثل ابي بكر و عائشة رضي الله عنهما، وكذا المطولات من الشعر في اسفاره وغزواته، و لعله اطلع على المعلقات وهو مقيم في مكة فاحبها لسحرها عن كل شعر وجد عند العرب٠ و هو لم يكن حالة خاصة، اذ كلام العرب اليومي هو الشعر وديوانهم وهو (ص) منهم، الا ان الله حرم عليه قول الشعر،لحكمة نعرفها٠ و حب النبي للشعر و اهله عظيم و هو الذي قال (ان من الشعر حكمة) و كذالك (ان من البيان لسحرا) و قوله للصحابي الجليل شاعره الذي يذوذ عنه، كعب ابن مالك: (ان المومن ليجاهد بسيفه و لسانه). ففي زيارتي الاخيرة لقبر النبي، تنبهت ككثيرين قبلي لوجود ابيات كثيرة للشعر العربي، تحف قبره الشريف وكذلك في الروضة. و لقد حف قبره صلى الله عليه و سلم خلال العصور و تراكمت معلقة او منحوتة او منسوجة اشعار عديدة، منها ثلاث قصائد معروفة تحيط بقبره و بروضته الى اليوم، منها القصيدة اليتيمة العصماء في داخل الحجرة النبويه الدالية المعروفة التي مطلعها (يا سيدي يا رسول الله خذ بيدي ) التي كتبها السلطان العظيم العثماني عبد الحميد خان و نقشها في الغرفة الشريفة عام 1191 ثم بيتي اثنين بقيا من قصيدة الاعرابي (الميمية التي هي موضوع مجاراتي اليوم) الذي جاء متشفعا برسول الله (ص) و التي هي محفورة على العمودين امام الغرفة الشريفة الى اليوم و قصائد اخرى منقوشة حول و امام الغرفة لليوم و هي الوترية البغدادية مطلعها (بذلي و افلاسي بفقري بفاقتي) و القصيدة الحدادية في داخل الغرفة و مطلعها (ملاذ البرايا غوث كل مومل) و عبر العصور، و لحب العرب للشعر و قد كان ديوانهم و كلامهم و لعدم نهي النبي (ص) عن قول الشعر بل مدح صاحبه واثنى وهو الذي كان يحبه و يحث على الصالح منه، كحثه لشعراء الثلاثة في مدينته المنورة، عبر المسلمون عبر الزمن عن حبهم لرسول الله باشعار عديدة نقشوها منها ما بقي لليوم و منها ما اندثر وانمحى من الروضة الشريفة بعد الترميمات المتواترة من بلاد الحرمين للمسجد النبوي و للاسف ضاع الكثير منها الى الثلاث الباقية لليوم ـــــ مثل قصيدة مطلعها (يا غوث من في الخافقين و غيثهم) و اخرى مطلعها (و فيه عليه الله صلى ودائع) و اخريات عديدة، لا تحصى لكثرتها عبر السنين الطويلة و قد تخلل في العهد المملوكي خاصية الشعر التصوفي المفرط، التي يتوسل فيه بالنبي وَمبالغتهم في مدح النبي بما لا يليق به وبمقامه كعبد لله، و منها ما لا زال منقوشا حول الغرفة الشريفة رغم محاولة طمس معالمها دون حذفها من السعودية و قد اجزم بعد هذا الخلاف الدائر بين حكومتي البلدين الشقيقين، انها قد تحذف نهائيا في السنوات القادمة، الشيء الذي سيجعل العثمانيين الاتراك في غضب شديد و هم من كانوا اهل المدينة و رعاة المسجد النبوي و الغرفة الشريفة لعدة قرون. و صلت اخيرا الى مقصدي من كل ما ذكرت وهو قصيدتي الجديدة لهذا الاسبوع، اذ اخترت لكم مجاراة او تكملة لقول الأعرابي غير معروف الهوية لتلك الابيات في مدح النبي و قصته في التوسل من النبي (ص) معروفة في الادب ولعل الحب الصادق يدعو صاحبه الى المبالغة فالوقوع في المحظور احيانا٠
احتوت قصيدتي الميمية،التي بين يديك عزيزي القارئ من البيت 1 الى البيت 62 : مناقب النبي (ص) و اصحابه حتى ان مقصدي كان ادخال القارئ الكريم في الحوادث، والصراعات، كانه يرى النبي و الصحابة راي عين و يشاركهم ملاحمهم و مناقبهم اليومية، ثم انتقلت من البيت 63 الى البيت 123: رؤية مسلم عربي مثلي، لأحداث جرت و لا زال من وقعها العالم العربي في حيرة وتجاذب و نضال منذ الربيع العربي المزعوم٠ و كذا نظرتي الخاصة لحلول جذرية لا مناص منها ــــــ قد توافقها او تعارضها مع احترامي لرأي كل قارئ ـــــ خلال الثورات. ثم انتقلت في اخر مطافي و نهاية ما الهمنيه جني من تدفق شعر لم اكد ادفعه حتى انتهيت و جف القلم بعدئذ، من البيت 124 الى اخر القصيدة في البيت رقم 147: هي شوقي و حنيني للمهدي المنتظر( بغض النظر وجد ام لم يوجد حسب صحة الروايات او خطئها و لا اخوض في هذا الخلاف) و هو يعبر عن قائد عربي مجدد، محنك يخرجنا مما نحن فيه و يقاوم حتى تتاتى لنا العزة المنشودة٠
عزيزي القارئ، الموسم للشعر و اهله ، خذ نفسا طويلا فانك تحتاج اليم و غص معي في مجريات الاحداث منتقلا من مشهد الى اخر، فرحا حينا و تعسا اخر حتى وصولك لبرالامان المنشود والامال المعلقة في رقبة منقذ لنا في المستقبل٠ اتمنى لك قرائة ماتعة غدقة متدفقة و تقلبا في الشعور و الاحساس الى امل عميم يملئ يومك سعادة ، وكذا متنفسا لك عما انت فيه من الحزن على احوال رفيقك العربي في قاطرة الحياة ٠٠٠ بوركت٠
.
ـــــــــــــــ عنوان القصيدة الجديدة:
نَهْجُ سَيِّدِ الْوَرَى فِي دَكِّ نُخْبَةٍ تَرَى أَنَّا عَبِيدٌ لِلسُّرَا حَتَّى يُوَارِينَا الثَّرَى
.
ــــــــــــــ ابيات الاعرابي عند زيارة لقبر الرسول (ص) 
.
يَـا خَـيْـرَ مَنْ دُفِـنَتْ فِي التُّرْبِ أَعْظُمُــهُ @ فَـطَـابَ مِــنْ طِـيــبِهِـنَّ الْـقَـاعُ وَ الْأَكَـــمُ 
نَـفْــسـي الْـفِــدَاءُ لِـقَــبْـرٍ أَنْـتَ سَاكِـنُــــهُ @ فِــيِــهِ الْعَـفَـافُ وَ فِـيــهِ الْـجُـودُ وَ الْكَرَمُ
.
ــــــــــــــ د جمال الخالدي 
كـَيْـفَ الـثَّــنَـاءُ عَـلَـى عَـبْـدٍ مَـنَـاقـِبُـــــهُ @ تُـحْـكـَى مُـنَـجَّـمَـةً فَـالفَـــيْــضُ ذَا عَــرِمُ
رَيٌّ فَـضَـائِـلـُهُ نـَثْـرَى مُـشَـاكِـهَــــةَ الـْــ @ أَفْــلاَكِ فِـــي وَهَــــجٍ قَــبْـسٌ لَــهُ شَـمَــمُ 
يَـا مُـرْسِـيَ الْعَـدْلِ فِي صَحْـبٍ بِطِيبَتِـــهِ @ أَدْرِكْ ضَــلاَلَـــتَــنَـا فَـالْــقُــبْـحُ ذَا عَــمِـمُ 
وَ الْـخَـبْـطُ مُـنْـتَـشِـرٌ بَـيْـنَ الْأَنَـامِ وَ قَـــدْ @

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock