عاممقالات

سبع بولاق العظيم



كتب/خطاب معوض خطاب
الحاج مصطفى البشتيلي الزيات

البشتيلي واحد من قادة ثورة القاهرة الثانية ضد الفرنسيين سنة 1800م، اسمه مصطفى، لم يحفظ لنا التاريخ غير اسمه هذا، لم أعثر على اسم أبيه أو جده، فقط هو اسمه مصطفى وينسب لبلدة بشتيل الواقعة بمحافظة الجيزة، ويلقب بالزيات لأنه كان يمتلك أكبر وكالة لتجارة الزيوت بالقاهرة، وتحديدا بمنطقة بولاق أبو العلا، وذكره الجبرتي في تاريخه، كما كتب عنه د. عماد أبو غازي، ووصف في عدد من المصادر بأنه”سبع بولاق العظيم”.


الحاج مصطفى البشتيلي الزيات ثار ضد الإحتلال الفرنسي لمصر أو ما يطلق عليه الحملة الفرنسية على مصر، وتم اعتقاله سنة 1799م بسبب وشاية من بعض الخونة الذين أخبروا الفرنسيين أن البشتيلي يخبئ في وكالته بارودا ليستخدمه ضد الفرنسيبن، حدث هذا يوم كان نابليون بونابرت هو قائد الحملة الفرنسية على مصر، وقضى البشتيلي شهورا في سجن القلعة قبل ان يخرج، لم تذكر المصادر شيئا عن كيفية خروج البشتيلي من سجنه ولا عن حياته بعد ذلك حتى اشتعلت ثورة القاهرة الثانية في 20 مارس سنة 1800م عندها سطع نجم الحاج مصطفى البشتيلي كواحد من زعمائها المشهورين.

قاد البشتيلي ثورة أهالي القاهرة ضد الفرنسيين ولم يكن طامعا في منصب أو جاه أو أموال، فقد كان ثريا واسع الثراء، وكان يخزن البارود في”قدور الزيت” بالوكالة، وكان يضع البارود في حزام يلف به وسطه ليستخدمه، وكان يجمع البنادق والعصي ويعطيها للثوار، واقتحم البشتيلي وأعوانه من الثوار مخازن الغلال ومخا الأسلحة الخاصة بالفرنسيين واستولوا عليها واستخدموها في قتالهم وكبدوا الفرنسيين خسائر فادحة في الأموال والأرواح.

حاول كليبر الذي تولى قيادة الحملة الفرنسية على مصر بعد نابليون أن يطلب الصلح من البشتيلي لكنه ظل يرفض مصرا على تكملة مشوار الجهاد ضد الفرنسيين، ونجح كليبر في القضاء على ثورة القاهرة الثانية التي استمرت شهرا وأياما معدودات، وذلك بعد أن دك القاهرة وضربها بالمدفعية الثقيلة فخربها ودمرها، ورغم نجاحه يذلك إلا أنه ظل حزينا لعدم الإيقاع بالبشتيلي الذي سرعان ما وقع في أيدي الفرنسيين بعد خيانة ووشاية من بعض المقربين إليه.

أودع الفرنسيين الحاج مصطفى البشتيلي سجن القلعة وعذبوه 3 أيام ثم قرر كليبر أن يتخلص منه، لم يفعل كليبر مثل نابليون الذي أعدم الزعيم السكندري محمد كريم فجعله بطلا شعبيا، لكن كليبر حرض بعضا من أتباع الحاج مصطفى البشتيلي ضعاف النفوس على أن يتخلصوا منه، ووعدهم بالعفو عنهم إن فعلوا ذلك، زاعما لهم أنه هو سبب ما حل بالقاهرة من خراب ودمار، وبالفعل قام بعض أتباع الحاج البشتيلي بتجريسه(بأن وضعوه فوق حمار بالمقلوب) وطافوا به شوارع القاهرة وهو على هذه الحالة، وفي النهاية أسقطوه أرضا وانهالوا عليه ضربا بالعصي والنبابيت حتى قتلوه.

وهكذا كانت نهايته على يد من ثار من أجلهم، والغريب أن يتم نسيان الحاج مصطفى البشتيلي الزيات، ويذكر فقط السيد عمر مكرم والسيد أحمد المحروقي والشيخ الجوهري كقادة لثورة القاهرة الثانية، بينما يمحى ذكر البشتيلي من كتب التاريخ، وكأنه يعاقب على قيادته للثورة ضد الغزاة، فقط وإحقاقا للحق نثبت أن مؤرخنا الكبير الجبرتي قد ذكره وأشاد بدوره في تلك الثورة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock