عاممقالات

وريقات أربعينية



بقلم د. غادة فتحي الدجوي

و إليكم الوريقة الثامنة بعنوان ” أنا من شبرا” التي تعبر عن أصولنا و محبتنا لجذورنا، من أكثر من ٢٥ سنة و أنا باشتغل و كل ما ابدأ في شغل يسألوني انتي منين أقول بكل فخر أنا فلاحة و بيت أبويا في القاهرة في شبرا و مع الوقت كان زملائي المقربين يقولون لي بلاش تقولي فلاحة و من شبرا و طبعا كانت الموضة زمان إن الناس كلها من المهندسين و الزمالك و مدينة نصر و كأن هي دي نافذة النجاح عكس الموضة الآن كل الناس من مناطق شعبية و أصبحوا عصاميين ، و كلامي مش معناه تقليل من أي مكان و لا إعلاء مكان عن مكان ، لكن ليه بنخبي و ليه بنغير ده يعتبر تنازلا.. أيوه تنازل عن نفسنا و عن مكانتنا و عن أصولنا ، كل مكان في الدنيا له أصالته و مشاهيره و فضلت طول عمري و حتي الأن بأقول أنا فلاحة و من شبرا … أنا ليه بحكي لكم الحكاية دي علشان اروح لمثل شعبي أختي الصغيرة دايما بتقوله ” المليانة مبتلقش” عارفين يعني إيه يعني مش مالين مكاننا و مركزنا … يعني لما نكون عارفين إننا ولاد أصول و ولاد بلد جدعان و شبعانين مش بنتفاخر و نتعالي علي الناس بنبقي مليانين بثقتنا بنفسنا ، و إننا بنصنع حياتنا و قادرين نعدي الصعاب لو الدنيا مالت شوية و مليانين بحب الناس و حبنا للناس و ان مش مهم لابسين ماركة إيه لكن المهم إنه مناسب لينا و لايق علينا و طبعنا و أصلنا باين علينا من احترامنا و رضانا و محبتنا …

 و علي فكرة حلو أوي اننا نفتخر ببعض لأننا بنكمل بعض و مش نتفاخر علي بعض لأننا كده هنقلل من بعض… و كل واحد فينا المكان اللي أتولد و عاش فيه بيكًون أحلي مكان ليرتاح فيه و أنا شخصيا حتي الأن بحب اشتري حاجاتي من شبرا و باكون مبسوطة جدااااا لما أصحابي يقولوا علي حاجة معايا جميلة و أقولهم جبتها من شبرا… و بأكون في منتهي السعادة لما يتقال اسمي في مكان و يتقال “بنت بلد جدعة” صدقوني أحسن من مليون لقب عندي.

و حتي الآن بعد الأربعين لم أندم أبدا علي محبتي و فخري بمسقط رأسي و بأني فلاحة..
بلدنا حلوة و كل مكان فيها بيعبر عن الأصالة علموا ولادكم يشوفوا شوارعنا بالحب و أنهم محفورين في كل شارع عشنا فيه زي ما كل شارع عشنا فيه هيكون محفورا جوانا و كل ما نكبر هنلاقي ذكرياتنا ببراءتها هي أروع ما في حياتنا… خليكوا ماليين حياتكم و حياة كل اللي حواليكم بالايجابيات و بالصدق و بالمعرفة و الإيمان علشان تبقوا ثابتين و لكم مكان و بصمة في الحياة و يمكن نتقابل و نتمشي سوا في شبرا…
عرفتوا بقي إن ” المليانة مبتلقش”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock