بقلم/ فاطمة عبدالحميد
ما أكثر مرور القصص والحكايات التي ترويها الزوجات حول خيانة أزواجهن، وما أكثر التساؤلات التي يضعنها النساء حول تلك العلاقات التي تنشأ بين الأزواج والعشيقات، فـ دائماً ما تجد المرأة تتحامل على زوجها دون النظر للأسباب الحقيقية وراء تلك السقطة التي يسقطها الزوج في بئر الخيانة،و غالباً سنجد الإجابة موجودة لدى الزوجة التي تعاند بدورها وتزيد من كبريائها وترفض الاقتناع بأنها قد تكون السبب الأول في انصراف الزوج عنها، بل والبحث عن أنثى تملأ مكانها وتستحوذ عليه، وهي ما تسمى في مجتمعنا بـ”العشيقة”.
موضوع غاية في الأهمية أصبح كالداء الذي يصعب على الزوجة في كثير من الأحيان أن تجد له الدواء، لذا وجب علينا أن نتطرق للحديث عنه مع التنوية عن الصفات التي توجد في العشيقة، ويتلمسها الزوج فينصرف عن زوجته ويفضل الاندثار بين أضلع عشيقته رغم أحقية الأولي في تلك اللحظات مع زوجها.
■الأسباب التي تجعل الزوج ينجذب للعشيقة على حساب الزوجة
الرجل يحب المرأة الملكة، المدللة، التي تعتني بنفسها وتعتز بكرامتها وتعلو برقيها وأناقتها وعذوبتها، وتمتلك ثقة عالية في امكانياتها وقدراتها، فالرجل يزداد ولعا بالأنثى صاحبة الكبرياء وهذا ما تفعله العشيقة على عكس الزوجة التي بخضوعها وانصياعها وتنازلاها عن حقوقها وإلقاء اللوم على نفسها في بعض الأحيان يجعل الزوج ينصرف عنها، كوني صاحبة كبرياء عالي وشخصية قوية مع مظهر قاتل وفتاك وثقة عالية بالنفس، ﻷن الكثير من الرجال يولعون بتلك التركيبة من النساء.
الرجل يعشق المرأة المنفصلة بذاتها التي لا تلتصق به كثيراً، القادرة على إسعاد نفسها في وجوده وفي غيابه، ﻷن ذلك يرفع حمل ثقيل من عاتقه فهي لا تسبب له أي إزعاج ولا أعباء، فهي مستقلة سعيدة معه أو بدونه، فلا تولد عليه الضغط والرغبة بالاهتمام والعناية وتحيطه بالاهتمام الكبير كما تفعل، فهي لا تطالبه بالاهتمام الكبير لهذا هو سعيد لانه لن يتحمل عبئ كبير وفائض في اسعادها، فالمراة السعيدة والمرحة مثيرة جنسياً اكثر من المراة الحبوبة الملحة والنكدية.
الرجل يعشق الأنثى التي لا تستسلم ولا تقبل الهزيمة، فالعشيقة دائماً تمتلك شخصية قوية لديها الجرأة الكافية لتواجه عقبات الحياة وتتغلب عليها، لا تهول من المشكلات وتضخم من حجمها، لا تعيش حياتها من أجل رجل حتى وإن تزوجت فلا يعني لها بقائه أو رحيله، فهي ذات شخصية استقلالية بشكل كافي يجعلها تكتفي بذاتها فقط، على عكس الزوجة التي تعتبر قوتها سلاح بوجه الرجل، فهذا أمر خاطئ لأن القوة المقصود بها القوة في التحكم بالمشاعر والقوة في العقل، والتحكم وفي ادارة المواقف والمشكلات، لا العناد والتصلب في الرأي.
الرجل لا ينجذب للمرأة التي تسعى للكمال، بل التي تسعى للمتعة والاستمتاع كما تفعل العشيقة دائماً، لا تعطيه كل شئ دفعة واحدة، فلا تسعين للكمال معه حتى لا يصاب بالملل بعد ما ينفد لديك كل شئ وتكوني قد استنفزتي كل طاقتك معه، بل افعلي كما تفعل العشيقة دائماًً، دعيه يحتاجك في كل الأوقات ولا تعطيه كل شيئ وإلا العلاقة أصابها الفتور ولن يشعر بحاجته لك وفي النهاية لن تجدي شيئاً تعطيه له، وهو بدوره سيتركك ليبحث عن عشيقة ممتعة غامضة لا تعطيه كل شئ فيعيش مستمتعا معها لأن علاقته بها متجددة.
إقرأ أيضاً
احترام المرأة لذاتها من أكثر ما يحبه الرجال في المراة، الثقة بالنفس وعدم القلق والخوف من الفقدان يصنع منك شخصية قوية تجعله هو من يصبح خائفاً من فقدك، بل والتفاني في امتاعك واسعادك وارضائك دائماً.
“الشك والنكد”، عاملين أساسيين في هدم أي علاقة، فالرجل يزداد عزوفا ونفورا من المرأة الشكاكة النكدية كما هو حال معظم الزوجات، عكس العشيقة التي دائماً ما تحتضن الرجل وكل ما يشغلها هو كيف تخرجه من الحالة السلبية التي تصدرها له الزوجة النكدية، لذا تظل العشيقة هي الأفضل والأكثر متعة ورغبة لدى الرجال.
الرجل يميل دائماً للعشيقة لأنها تجعله يشعر بأنها تثق به وهذه الثقة تقوده إلى الإحساس بالقوة وأنه له قيمة كبيرة وتجعل منه راغبا في عمل الشئ الصحيح، فالرجل كالمرأة، فإذا كانت هي بحاجة إلى الأمان كما هو بحاجة إلى الثقة، فلا تتوقعي ايتها الزوجة أن تلقي الأمان وأنتي لا تعطي زوجك الثقة التي يرغب بها،فالرجل يشعر بالارتياح عند حصوله على تلك الثقة من العشيقة، ويحاول جاهداً ارضائها بكل الطرق محافظا على تلك الثقة حتى لا يكسرها أبداً.
كما أن أكثر ما يثير الرجل بالعشيقة هي أنها امرأة حياتها مليئة بأشياء كثيرة أي امرأة مشغولة، ملتهية عنه والرجل يحب هذا النوع من النساء فهو لا يحبها أن تنشغل عنه بشكل كلي ولا أن تجري وراءه طوال الوقت وتسبب له الازعاج بشكل مستمر.
وهناك عامل مهم جداً ويكاد يكون قاعدة أيضًا “أعطي القليل ثم انسحبي”، فعندما تعطي العشيقة الرجل الشئ القليل ثم تنسحب وتلتهي بحياتها ومشاغلها هذا ما يجعله يطاردها، من أجل أن يتحكم بها، لكن الزوجة تفعل العكس تعطيه الكثير وتبقى مكانها لتعطيه المزيد، فلماذا يطاردها؟ ، لكن هذا لا يعني أنها تمتنع؛ هي فقط تكون ذكية في عطائها فلا تعطي ما لديها دفعة واحدة ولا تجد ما تعطيه لاحقاً، ولا تحجب عطائها في الوقت ذاته.
وأخيراً هناك نقطة هامة جداً جداً وهو خطأ فادح تقع فيه بعض النساء، فإذا إختلفت مع زوجها في أمر ما وأرادت معاقبته تعاقبه بحجب نفسها عنه وهجرها فراشه وتمتنع تماماً عن ﻷي اتصال جنسي، فالرجل يرفض تلك الطريقة وتجعله يزيد من عناده وغضبه، فهو هنا يعتبرها علاقة بلا حب وبلا اتصال عاطفي، فالعلاقة الحميمة ليست سلاحاً يتخذ ضد الرجل لمعاقبته.
