مقالات

الأيدي الناعمة اخشوشنت ولم تعد ناعمة

الأيدي الناعمة

كتب/خطاب مغوض خطاب

أيدي الهوانم الناعمة اخشوشنت ولم تعد ناعمة، بل منهن من لم تعرف يداها للنعومة طريقا، حيث تحمل الكثيرات منهن على أكتافهن مسئوليات تنوء من حملها الجبال.

والسيدة المصرية سواء كانت زوجة أو أم، دخلت معترك الحياة وأصبحت تعمل بيديها مثلها مثل الرجال، بل وأصبحت تمتهن أحيانا أصعب وأشق المهن والأعمال التي قد يعجز عن القيام بها الكثير من الرجال.

وأصبحنا نرى سيدات شابات تعمل وكذلك نرى سيدات كبيرات في السن، ولا أقصد هنا العاملات في بعض المصانع والشركات والمحلات، بل أقصد السيدات اللاتي تقوم بأعمال شاقة، مثل السيدة التي رأيناها تعمل في بيع أنابيب الغاز، حيث تحمل الأنابيب على كتفيها وتصعد سلالم البيوت لتوصل أنبوبو الغاز لإحدى الشقق، والسيدة التي رأيناها تعمل في ورشة الطوب، حيث تقوم بحمل الطوب الأحمر على رأسها ولا تهتم بشمس تلفحها أو مطر يغرقها، وكذلك مثل سيدات كثيرات في الريف المصري يذهبن للحقول كل يوم ويعملون بأيديهن مثلهن مثل الرجال، وكذلك السيدات اللاتي يحترفن مهنة الصيد.

الأيدي الناعمة اخشوشنت ولم تعد ناعمة
الأيدي الناعمة اخشوشنت ولم تعد ناعمة

ولن نسمع أن سيدة منهن قد اشتكت من التعب وتركت عملها، بل إنهن ورغم ما يكابدنه من مشاق وتعب لم تشتك إحداهن أو تكل، بل يفعلن ذلك من أجل أسرهن بنفس راضية، فمنهن من تعمل لترعى بيتها وتربي أبناءها لأنها العائل الوحيد لهم، ومنهن من تعمل لتساعد زوجها في المعيشة.

والأمر المثير للدهشة والأسى معا، أنني يوما كنت في المواصلات، وكانت تجلس أمامي سيدة من إحدى البلاد المجاورة لبلدتنا وتعمل ببيع الخضراوات بأحد الأسواق، وإذا بها تخاطب من تجاورها وتقول لها: “إنني أعمل وأدخر الأموال لأعين زوجي حتى يتزوج زوجة أخرى تعييني وتساعدني في عملي الذي أرهقني للغاية ولم أعد أطيق القيام به وحدي”.

الأيدي الناعمة اخشوشنت ولم تعد ناعمة
الأيدي الناعمة اخشوشنت ولم تعد ناعمة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock