عاممقالات

اللحظات الأخيرة اسلوب حياة وثقافة

بقلم المستشارة فاطمة الدربي اللحظات الأخيرة اسلوب حياة وثقافة


بقلم المستشارة فاطمة الدربي 
الهام غانم عيسى

اللحظات الأخيرة اُسلوب حياة وثقافة؟ 

الأمر لا علاقة له بلعنة ولا بالحظ، بل ويتعدى إشكالية اللياقة البدنية ،إنه مرتبط بطبيعة لياقتنا الذهنية وفهمنا للامور ،أسلوب حياة وثقافة!! 
شاهدت في الرياضة خسائر عديدة في اللحظات الأخيرة،لأننا لا نتعلم احترام الوقت كاملا،الدقائق الأخيرة من العمل عندنا تعتبر دقائق انتظار للنهاية،تململ وملل ونظر في الساعة ،راقب كيف نتعامل مع الدقائق العشرة الأخيرة من العمل في أي جهة وستدرك ما أقول ،تذكر كيف كنا نتعامل مع الحصة الأخيرة في المدرسة والدقائق الأخيرة من تلك الحصة تحديدا،إنها لحظات ترقب للمغادرة، حاول أن تنهي أي مصلحة في الوقت الأخير من يوم العمل وسترى رفضا ومقاومة ودهشة لأن “اليوم خلص” رغم أن موعد العمل لم ينته ،هل تذكر كيف كان المدرسون في المدارس يمرون مرار الكرام على الصفحات الأخيرة من الكتاب لأن العام أوشك على الانتهاء،هل رأيت عندما تهبط الطائرة على الأرض فيبدأ الكثيرون في مغادرة مقاعدهم والوقوف والمضيفة تصرخ لأن الرحلة لم تنته ،نحن لا نحترم خواتيم أي شيء منذ الطفولة ،ويستمر الأمر معنا في جميع مراحل العمر،بينما أطفالهم وشبابهم ورجالهم يتعلمون أن وقت العمل هو وقت العمل ،والاستعداد للمغادرة لا يبدأ إلا بعد انتهاء الدقيقة الأخيرة من الوقت ،لذلك يفوزون في الدقائق الأخيرة ،بينما نتحسر نحن على هذا الفوز ونعتبر حدوثه لعنة وسوء حظ ،بينما هم يرونها مجرد دقائق عادية مثلها مثل ما سبقها من دقائق،كلها تعتبر وقتا مناسبا للفوز.
أعده المستشارة / فاطمة الدربي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock