شعر وحكاياتعام

خاطرة مديرى ليس سيئا

خاطرة مديرى ليس سيئا

بقلم/ سارة السادات


مديري ليس سيئا،صحيح أنه يلقي إلي بسم الصباحات،ويخص الجميل منها لباقي الزميلات إلا إنه ليس سيئا، ربما كان متكدرا فمن منا لايمسه الكدر! مديري ليس سيئا، فهو يعتني بالزميلات المتزوجات،يخفف من اعباء عملهن بينما يشيد أمامي تلال العمل المتأخرة،معتذرا لي في كل مرة قائلا:مازلت آنسة يا عالية! أرأيتم مديرا مهذبا يعتذر هكذا! مديري ليس سيئا،فهو عطوف سخي اليد، يمنح الزميلات المتزوجات مكافآت مالية تعينهن على اعباء الحياة؛ بينما يعتذر لي كل شهر معللا:متى ستتزوجي يا عالية؟ مديري ليس سيئا؛ فهو يصطحب السيدة اسماء لمكتبه يوم الاربعاء لسماع شكواها الاسبوعية،ويعد السيدة نانيس بأن موعدها معه يوم الخميس،فلكل واحدة منهن يوما لا يخلفه،لكنه لا ينساني،فعندما يمر امامي بصحبتهن يبتسم لي بخجل مرددا:كم أتمنى أن أراك يوما متزوجة.

-مديري ليس سيئا، بالنسبة إليه سلامة المنظر والهندام عنوان اداراته،لذا وضع بمكتبه مرآة فخمة؛كي تعين الزميلات على ترتيب هندامهن واعادة طلاء وجوههن حينما يتبخر او تنطفيء لمعته! أما بالنسبة لي فأنا لست متزوجة لأهتم بطلاء وجهي مثلهن، كم هو رجل شهم حريص على العادات القديمة! 

-اليوم أتت السيدة نجوى وكلها غيظ وشكوى،تدعي أن المدير ما عاد يكترث لها وكرس كل اهتمامه للسيدة نانيس! أنهت كلماتها ومن ثم أطلقت ضحكة هازئة ملتوية وألقت في وجه نانيس بمثل قديم:ما أخذته الصلعاء ستأخذه صاحبة الشعر الضاف والحياة يوم لك ويوم عليك ،فقط مسألة وقت قبل أن تجلسي معنا بنفس الصف،بعد أن ينتهي مديرنا منك! حقا لا أفهمها وما علاقة كل هذا بمديرنا طيب القلب مرهف الحس، فما كان مني إلا أن قاطعتها ناصحة:عيب عليك سيدة نجوى أن تزجي مديرنا بمشاكلك مع السيدة نانيس،فهو عطوف مراع للجميع لم يخطيء تجاهكن،ولن اسمح لأي منكن ان تجعله محرقة متاعبها،فمديري ليس سيئا.

-تكحل الصدمة وجوههن لبرهة ثم من بعدها أخذت كل واحدة منهن في الانفجار ضحكا كقنابل تم تفجيرها تباعا،حقا لا أفهم تصرفهن هذا، سوى أنهن ناقصات عقل لا يميزن الشخص الجيد من السيء،فأنا واثقة أن مديري ليس سيئا.

ساره_السادات 

مهندسة وكاتبة .. 

صاحبه رواية الطيور لا تغرد منفردة 

مع دار البشير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock