عاممقالات

“الفنانة عائشة الكيلاني” الجميلة التي أحببتها

"الفنانة عائشة الكيلاني" الجميلة التي أحببتها
كتب/خطاب معوض خطاب
“الفنانة عائشة الكيلاني” كانت جميلة، نعم كانت كذلك، وكنت أحبها بل أعشقها، لم يكن حبا لملامحها أو أنوثتها بل كان حبا لطيبتها وخفة ظلها وروحها الجميلة التي تبدو من خلف الماكياج الذي يظهرها امرأة تفتقر إلى الجمال، فلم يكن مظهرها حاجزا أو مانعا يمنعها من التمثيل والوصول إلى قلوب محبيها من المشاهدين الذين تعلقوا بها.

“الفنانة عائشة الكيلاني” لم تكن مجرد ممثلة تؤدي أدوارا كوميدية بل كانت متفردة في لونها لم تقلد أحدا ولم تستطع ممثلة أخرى أن تقلدها، كان لها خط كوميدي خاص بها وحدها لم يسلكه غيرها، أبدعت فيه وتفوقت على نفسها، فملكت قلوب الرجال قبل النساء رغم مظهرها الذي كان يبدو مفتقدا للجمال.

” الفنانة عائشة الكيلاني” من يستطيع أن ينسى أدوارها التي حجزت لها موقعا متميزا في قلوب محبيها، هل يستطيع أحد أن ينسى دورها القصير جدا في فيلم “الإرهاب والكباب”؟ هل يستطيع أحد أن ينسى أم محروس الطفل الصغير الذي استعان به وزير الداخلية لتوصيل جهاز الاتصال إلى داخل مجمع التحرير واشتراطها أن يأخذ ابنها مبلغ 150 جنيها وأن يعفى من مصروفات المدرسة وأن يلتحق بكلية الشرطة بعدما ينجح في الثانوية العامة؟ من من ممثلات جيلها تستطيع أن تؤدي هذا الدور بامكانيات وإبداع عائشة الكيلاني؟ ومن ينسى أدوارها في أفلام: الشيطانة التي أحبتني وسيداتي آنساتي وسمك لبن تمر هندي والحب فوق هضبة الهرم وغيرها؟ ومن ينسى أدوارها في مسلسلات: عصفور النار والراية البيضاء والبحث عن عروسة وأرابيسك وأبو ضحكة جنان وغيرها
"الفنانة عائشة الكيلاني" الجميلة التي أحببتها

إقرأ أيضا  سلوى محمد علي الفنانة الموهوبة المبدعة

ليس ذنب عائشة الكيلاني أن حصرها المخرجون في أدوار المرأة غير الجميلة، وليس ذنبها أنها تم تسجيل دور المرأة غير الجميلة باسمها في السينما المصرية، وليس ذنبها أنها لم تجد المخرج الجريء الذي يستطيع أن يخرجها من دائرة المرأة القبيحة ويفجر طاقاتها الإبداعية الكوميدية بعيدا عن هذه الدائرة.

أحببت عائشة الكيلاني بوجهها الخالي من ملامح الجمال والأنوثة، أحببتها بأسنانها البارزة، أحببتها بماكياجها المنفر، أحببت شخصيتها وروحها الجميلة في وقت كانت رمزا وعنوانا ومثلا للأنثى التي ينفر منها الرجال، وحزنت حينما اختفت عائشة الكيلاني وابتعدت عن الأضواء وافتقدتها بشدة، وجعلت أتساءل أين هي؟ أين ذهبت عائشة الكيلاني؟ أين اختفت؟ وطال اختفاؤها ولم تنقطع تساؤلاتي الكثيرة عن عائشة الكيلاني التي أحببتها. 

ثم فوجئت بل أصبت بالصدمة حينما رأيتها،نعم ظهرت عائشة الكيلاني، لكنها ليست عائشة التي أعرفها، ليست عائشة التي أحببتها، لقد أصبحت امرأة جميلة، بل وأصبحت امرأة جذابة، لكنها امرأة غريبة لا أعرفها، لم تجذبني ولم أر جمالها، وقد قيل إنها أجرت 30 عملية تجميل لتغير ملامحها غير الجميلة وتغيير أسنانها البارزة، وقابلت هي هذه الأقاويل بالسخرية منها وقالت بل أجريت 43 عملية ويبقى 22 عملية أخرى، وقالت إنها كانت مريضة وزاد وزنها كثيرا وتغيرت ملامحها لهذا السبب، ثم إن من حقها كامرأة أن تجمل نفسها مثل غيرها، وقالت: “اشمعنى أنا؟”.


"الفنانة عائشة الكيلاني" الجميلة التي أحببتها

طبعا هي حرة أن تفعل كما تشاء وترغب!، لكن ليس من حقها أن تخفي عائشة الكيلاني التي أحببتها، من حقها أن تبحث عن ملامح جميلة كغيرها من النساء لكن ليس من حقها أن تخفي ملامح عائشة الكيلاني التي أعرفها، هي تقول إن المخرجين حصروها في نوعية واحدة من الأدوار وهي غيرت ملامحها لتؤدي جميع الأدوار، لكن العجيب أن المخرجين ابتعدوا عن عائشة الكيلاني الجديدة ولم يعودوا يطلبوها في أعمالهم الفنية، ربما لأنها وجدوها جميلة مثل العشرات بل والمئات غيرها لكنها لم تعد _كما أراها أنا أيضا_ عائشة الكيلاني التي أحببناها وعشقناها بملامحها الخالية من الجمال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock