أدم وحواءعام

ما خلق الله …وما ابتدع الخلق

ما خلق الله …وما ابتدع الخلق
بقلم: لميا مصطفى 

خلق الله التسامح ليسود بين البشر التآخي والتفاهم وكثير من الرحمه بين بعضهم، فحين
أكون متسامحاً أستطيع أن أقبل أساليب الآخرين المختلفه ونمط فكرهم المتباين، و ليس
التسامح لا مبالاة من الإنسان بقدر تفهمه لطبيعة وظروف وفكر الآخرين، وقد وضع الله 
التسامح للصفح فيما بيننا وظهر هذا فى سورة النور قال تعالى”وليعرفوا وليصفحوا،ألا 
تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم” 

لم يحدد الله لنا التسامح ولَم يضع له حدوداً قاطعة حتى ينتشر أكثر وأكثر ولكنه وضع لنا 
حدوداً للأخذ بالثأر وكفله لنا ولكن أوصانا ألا نكون البادئين بالعداء وفى هذة الحاله أوصانا بالقصاص لأنه التشريع الذى يخاطب أصحاب العقول،ولَم يلزمنا بالقصاص لتفشي الجريمه والعداء بين البشر ولكن شرعه ليمنع حدوثه وليكون عقوبة رادعة لمن تُسّول له نفسه تكرار الجريمه قال تعالى”ولكم فى القصاص حياه يا أُولي الألباب لعلكم تتقون” 

إن أصحاب العقول المستنيرة هم من يجعلون التسامح استراتيچية أخرى للتحكم فى العنف يتم على أثرها التحاور بالمنطق والعقل والحكمة وصولا لحل يرضي الطرفين دون إجحاف، وغير ذلك سنجد عند غضب الإنسان لا يكون مسيطراً على توازنه وأفعاله وحتى مواقفه المشهودة ليصبح كلامه درباً من الجنون واللامعقول ويتحول الحديث إلى مهاترات لا تُجدي ولا تُقنع وفى الغالب تتحول القضيه إلى إتهامات متبادلة بين الطرفين، مع أن الله وضع حدوداً للحياة فى الإسلام ويقتضى هذا فهمناً لديننا الإسلامي،وعدم إصباغ ما حلله الله صبغة المُحرمات ومن استخدم هذه  الحدود اُعتُبر إنساناً مذموماً ومنبوذا من المجتمع ليس لأنه استخدم حقه الذى شرعه الله ولكن لأنه لم يرضخ لآراء الآخرين 


ما خلق الله …وما ابتدع الخلق



مع أننا إذا تعمقنا فى حكمة الله وجدنا هدفها عدم الكره ودحر الإنتقام، أى التسامح وسيادة المحبه بين البشر، أما وأن تستمر العلاقات بين البشر فقط للحفاظ على الشكل الإجتماعي وعلى الصورة العامة فهذا بالضبط ما ابتدعه الخلق والذى يحوى فى باطنه عدم الإرتياح والمرض النفسي وعدم الرغبه فى الإقبال على الحياة 
وانتظار كل طرف للإيقاع بالطرف الآخر ألا وهو العنف المستتر الذى يُحول المشاعر الجميلة والمحبةبين الناس إلى بُغض. ونُفور مع أن هؤلاء القوم يعترفون بين أنفسهم أن ما حلله الخالق هو طريق السِلم وما ابتدعه الخلق هو طريق الكراهيه.

وبعدها يدخل الإنسان فى حرب ذاتية وصراع بين هذا وذاك فأيهما يُرجح؟ لاحظنا الكثير والكثير يؤثرون المجتمع، نعم ومبررهم فى هذا أنه لا يمكنهم أن يعيشوا بمعزل عن البشر والاحتكاك والتعامل معهم، و يطلبوا من الله السماح الذى لم نستطع تحقيقه على الأرض على ما اقترفوه فى حق أنفسهم ومنتظرين أن تتبدل الحياة بحياة يُحيونها بتسامح وغفران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock