أدم وحواءعاممقالات

المرأه بين المساواة والعُبوديه


المرأه بين المساواة والعُبوديه

بقلم : لميا مصطفى 
شهدت قضية المرأه وحقها في نيل حُريتها كاملةً صراعات عديده، حتى تشعر أنها كيان مُستقل وغير تابع للرجل، يتحكم في قراراتها كيفها يشاء إما أن يوافق وإما أن يعترض في النهايه القرار يرجع للرجل وليس المرأه. 
ولكن مع كل التطورات التي شهدها العالم من ثقافة وتكنولوچيا وتطور في العلوم والفكر هل تحققت الحريه للمرإه أم فرض المجتمع والشارع أعراف وقيود كي يُكبل بها المرأه مهما نالت من علم وثقافه؟ فأين المرأه من معنى الحريه وهل لازالت حريتها مشروطه بموافقة الزوج أم لازالت مرهونه بحالته المزاجية، أسئله عديده سوف نتطرق لها في هذا الموضوع.

تعريف الحريه: 

الحريه بمعناها المطلق هى إمكانية الفرد في إتخاذ قراراته وخياراته دون أي ضغط خارجي أو شرط بحيث ألا يضُر بالآخرين.

وحين ننظر للرجل من خلال هذا التعريف نجده يُطبق قلباً وقالباً فجميع القرارات مُخَوَّله للرجل وكل الرغبات مُباحه للرجل، وإن لجأ لبعض المحذورات تُبتدَع له الأعذار، هذا المنطق وجدناه متفق عليه من قديم الأذل مع إختلاف أشكاله بإختلاف الزمن مع أن قال الله تعالى في سورة النساء:( يا أيها الناس إتقوا ربَكم الذي خلقَكم من نفسٍ واحدهٍ وخلق منها زوجها وبث منهُما رِجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تسَاءَلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباَ ) 

إلا أن المرأه من أقدم العصور وهى تعاني تبعية الرجل إن كان الأب أو الأخ أو الزوج،وفي العديد من الدول مثل:


اليونان: قديماً مرت المرأه بعصور قهر فكان أفضل عصر مر عليها حين كانت تُعَامل ككم مهمل في ركن من المنزل وكل وظيفتها تكمُن في إنجاب الذكور أما الإناث فهناك قَولٌ أخر فكانوا يقتلون سبع بنات من كل عشر مولودات هذا في حالة الزوجه الولود،أما الزوجه العاقر فعليها أن تعود إلى بيت ابيها،وبخصوص العمل فلم يُعترف به نهائياً.

الرومَان: فكانت تحت سيطرة ابيها ولكي تتزوج يدفع الرجُل للأب ثمناً لقاء الحصول على زوجه مثلها مثل أي سلعه تُباع وتُشترىَ،ولَم تُعاني المرأه الرومانية ما عانتهُ اليونانيات فكان السائد لها القليل من الحريه ولكن تحت سيطرة أبيها وبسبب فتوحات الدوله الرومانية وتوسعاتها وتدفُق الثروات عليها كان يُحب أن يُظهِر المُوسروُن ثرائهم على نسائهم فيتزينَّ بالذهب والمُجوهرات فمنحها الثراء قدر من الإستقلال عن الرجُل.

الهند: فالمرأة كائن يُحذر مِنه لأنهم يعتَبرونها مصدر للغواية فلها القُدره على إختراق قلوب الرِجال وإغوائَهم إما بالإبتسام أو بالتنهيدات، وإستناداً لقانون مانووهو الإبن الأُسطوري للإله براهَما أن على الزوجه الوفيه أن تخدم زوجها حتى وإن كان ذو تَدَنٍ في الأخلاق فلا تعترض ولا تُظهِر تذمُراً،فهو سيدها على مَر الزمن وعند وفاته وجَبَ أن تحترق معه على موقِد واحِد وأتُبعَ هذا حتى القرن السابع عشر.



المرأه بين المساواة والعُبوديه

الصين:كانت العادات والتقاليد فيها قَدر من الرُقي فتنال الزوجه الإحترام من زوجها ولا تنال أي قِسط من التعليم إلا بعض الأعمال المنزليه مثل غزل الصوف والحياكه بجانب مهَامِها المنزليه،لكن التعليم يكون للذكُور فقط،أما الزوجه العاقر فعليها أن تبحث لزوجها عن عروس تصلح لزوجها،فالزوج هو محور حياتها حتى وإن كانت له علاقات مُحرَّمه

المرأه قبل الإسلام: فهى حِكر للرجُل يستطيع أن يتصرف بها كيفما يشاء فيرثَها 
كما يرِث المنقولات،يتزوجها أو يُجبرها على ممارسة البغاء فهى في قبضة الرجُل.

المرأه في الإسلام: أتىَ الإسلام ليمنع الكثير للمرأه مثل زنا المحارم،وأد البنات، 
أحقيتها في الميراث،حريتها في قُبول مَن يتقدم لخِطبتها أو رفضه إن كانت بِكراً أو 
ثَيِّب، حقها في مُعامله حَسَنه من الزوج فيها وِد ورَحمه وعدم إهانتها،وألزم الإسلام
الزوج بالإنفاق على زوجته حتى وإن كانت مُوسره،أيضاً كَفَلَ الإسلام للمرأه زِمه 
ماليه مُستقله عن الزوج تتصرف فيها كما تشاء، حقها في مُفارَقة الزوج سَواء 
نتيجة تقصير منه أو لعدم ميلها العاطفي له.

هذا هو تكريم الإسلام للمرأه وهذه هى مُعاملة المرأه مِن قِبَل الرجُل على مَر العُصور
وفي العديد من الدول فرأينا المرأه بين قُيود مُفَعَله وحُريات غير مُفَعَله فتمَثَلت لنا 
مخلوق لإمتاع الرجُل والدوران في مداره تَلِد الأبناء ويُفضل الذكور والإهتمام بالمنزل
هذة هى المرأه حتى الأن ونحن على مشارف القرن الحادي والعشرين،وفي العديد من
الدول العربيه مثل:

اليمن: لازالت المرأه لا يحق لها الشهاده فشِهادتِها مجروحه ولا يُعتد بها حتى وإن 
أكدها الرجُل

السَعوديه والڤاتيكان: فالنساء ممنوعات من الإدلاء بأصواتهن على الإطلاق، 
نُزيد على ذلك في السعوديه منع المرأه من قيادة السيارات حتى تم إلغاء هذا 
القانون مُؤخراً.

مصر وبعض الدول: مع إرتفاع نسبة الطلاق مُؤخراً ومع تكريم الإسلام للمرأه إلاَّ 
أن المجتمع يُحاسبها أنها المُتسببه والمتهمة الأُولى والأخيرة في الطلاق، فهى دائماً
الطرف المُخطئ الذي يجب أن يتحمل ويصبر ويتغاضىَ وكأنها ماكينه من حديد، 
وعلى طول الخط هى تدافع عن نفسها جرّاء فعل لم تفعله وإنما موقفها الذي تُحاسَب
عليه هو رد فعل لقرارات ومواقف تراها بوضوح مُخالفه للدين ويراها أيضاً 
المجتمع ولكن خِلسه.

وقد أجرينا بعض إستطلاعات الرأي من تجارب واقعيه فحالة(ن.ع) ٤٨سنه تطلب 
التطليق من زوجها لأنه مُقصر في الإنفاق عليها بالتالي تلجأ لوالدها ومن ناحيه 
أُخرى تراه إنسان غير مُتحمل لمسئوليتها فمن أين يأتي التقدير والإحترام المُطالبه 
به! فالمشكلة ليست المال بقدر إحساس المسئوليه الذي يُترجم إلى أفعال. 
وتقول مجتمعها لا يرى ما يُسيئ إليها ولكنها تصرخ فهى التي تعيش معه وتعرفه 
عن ظهر قلب ولكن مُضطرة ان تصبر لأجل الأولاد فهم أيضاً يُحاسبونها على طلاقها
فيؤثر على مدى إحترامهم وحبهم لها،فأين ما شرَّعه الإسلام وما يُشرعه المجتمع. 
الحاله( س.س ) ٤٢سنه وتطلب الطلاق لخيانة زوجها لها بعد محاولات للإصلاح 
فلديها بنتان وبالفعل نالت حُريتها ولكن يرى المجتمع أنها لابد وأن تُحاسب على 
هذة الحريه فلم يفي الأب بإلتزاماته تجاه بناته فلجأت هى إلى الخروج للعمل.


المرأه بين المساواة والعُبوديه

وبعد جولات بين دول العالم قديماً وحديثاً نُكرر نفس السؤال هل نالت المرأه حريتها 
التي كفلها الدين لها؟ فالمرأة حين تولد تحت رعاية الأب ثم الزوج وإن توفى تكون 
تحت رعاية الأخ وكأنها ستعيثُ في الأرض فساداً إن لم تكُن تحت وصاية الرجُل، 
المرأه مُخطئه أولاً وأخيراً مهما حاولت الشرح ومهما كان المجتمع مُقراً بحقها 
ومن هو المجتمع إذن ؟ إنه الرجًل، السيد الذي تُختلق له الأعذار وما عليها إلا 
الرُضوخ حتى تسير الحياه. 
قال رسول الله(ص): خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ما أكرم النساء إلا كريم 
ولا أهانَهُن إلا لَئيم ) صدق رسول الله.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock