بقلم :لميا مصطفى
يكمُن معنى الوفاء في استمرار العلاقات الاجتماعية واستقرارها فهو أساس أيعلاقه،فالوفاء يكون نابعا من الالتزام بحُسن التعامل مع الغير حتى تدوم المحبة الناتجة عن الإخلاص والوضوح ونُصح كل منهم الآخر وتقدير الظروف النفسية والاجتماعية لكل منهما، إنه الوفاء للعِشرة والأيام الجميلة التي كانت يوماً ما بينهما
يتضح هذا النوع من الوفاء في العلاقة الزوجية،حيث يمُر الزوجان بالكثير والعديد من الخلافات والشجار مما يُنذر بهدم البيت لكن يساعد التسامح بينهما على تخطِي هذه العقبات،فجميع العلاقات يحدث فيها اختلافات لكن كيفية التعامل معها هو الحد الفاصل وحُسن إدارتها هو مفتاح الوصول إلى لغة تفاهم مدعوماً بالتسامح والغُفران بينهما،لكن دوام مشاعر الضغينة والغضب تجاه الشريك يُفسد مشاعر تسامح الشريك الآخر فيُؤدي إلى المزيد من المشاكل ومن خلال تخطي الخلافات يأتي الوفاء للعِشرة والسنين التي قضَياها سوياً.
وهناك
صور أُخرى للوفاء أزواج توفيت زوجاتهن وظلوا حافظين لعهودهم وأوفياء لسنين كان فيها حفظ أسرار البيت فيما بينهما ومُساندة الزوجه لزوجها في أزماته الماليه إما بدعمه نفسياً أو ببيع مصاغها إن كانت تملُك وكثير من التضحيات هى الأُسس القوية التي أثمرت عن وفاء لا نراه كثيراً هذه الأيام
غير أن صورة وفاء الصديق لصديقه تُشعر بالأمان و كأنه أخٍ ظهر في الحياة(رُبَ أَخٍ لم تَلِدهُ أُمك)فتجد منه رَد الغيبه والمؤازرة في الأحزان والأفراح مما يؤدي إلى الشعور بالالتزام بالوفاء والإخلاص بين الأصدقاء.
ومن صور الوفاء أيضا مانراها في الحيوان خاصةً حين يُصاب حيوان فتلتف حوله عشيرته مُحاولين إنقاذه أما إذا مات حيوان في الطريق تُشاهد رفاقه ينظرون إليه في ذعر ودهشة ويحاول بعضهم إفاقته ظناً منهم أنه سيفيق،إنه وفاء الطيور والحيوانات دون حديث
حين يعيش مجموعة أفراد فترة من الوقت دون سابق معرفة إن كان في الجامعة أو المدرسة أو رحلة لأداء مهمة ما بفعل تراكم الأيام وحُسن المعامله ينشأ نوع من الإخلاص والوفاء لبعضهم ومردود ذلك أنهم تقاسموا أياما صعبة مع أوقات مرح.
فالوفاء لا يتحقق إلا إذا تضافرت وتوافرت له ثلاثة عناصر: الحب والإنسانيه والإيمان
فالحب مُحرِّك الوفاء، وبالإنسانية يعلو قدر الوفاء،أما الإيمان فهو الضابط لكل هذا
وبه يكتمل ويربو الوفاء.
