أدم وحواءعاممقالات

وريقات أربعينية



وريقتي الثانية و الثلاثون
بقلم د. غادة فتحي الدجوي

الأمل و الألم…هذه الوريقة جاءت في مطلع عام جديد و دائما في العام الجديد تأتي الذكريات و كيف أن السنوات تمر بحلوها و مرها و ضحكاتها و عبراتها… و بأمنيات تحققت و أحلام تاهت في بحر الحياة… أما بالنسبة لأربعينياتي فأخذتني إلي الوراء إلي أكثر من خمسة و عشربن عاما حينما كنت في بداية العشرينيات و ضمن أحلامي أن أكون أما ككل الزوجات، و لهثت خلف حلمي و حسب التقدم العلمي المتاح وقتها حاولت و لكن لم يتحقق حلمي، فمشيت في دروب الحياة و أصبحت ألهث وراء العلم و العمل … أتعلم و أعلم أطفالا صغار و كنت أتعامل معهم كأم و لكن تجري السنون و يتخرج طلابي و تأخذهم الحياة و أشعر بالحزن فقد فقدت أولادي … فألهث وراء حلم أكبر لأردد الناس و مشيت في درب التنمية فيمر في حياتي الكثير و أعبر حياة العديد من الناس من جنسيات مختلفة و لكن قلب الأم ما يزال ينبض، و ظل ينبض في كل علاقاتي بمن حولي … ربما أسعد بهذا بعض الشيء و أنساب في هذا الشعور إلي أن يأتي موقف سلبي أو إيجابي ليستوقفني،. ثم أرجع لأفكر أن العلم تقدم و يمكنني أن أبدا التجربة مرة أخري ربما أحقق حلمي… لكن أصبح بداخلي الموافقة و الرفض و انا الآن في نهاية الأربعينيات …
لقد دارات في نفسي كل هذه الأحاديث علي مدار الخمس سنوات الماضية… و جاء العام الجديد ليجدد الأحاديث المنتهية مثل هذا الحديث و لكني توقفت لأكتب هذا كله في وريقتي لماذا؟
لأجيب عن السؤال الذي يمكن لكل واحد منكم أن يكون لديه سؤال مباشر… ألا و هو … في الماضي كانت الإمكانيات ضعيفة و الحياة لم تكن سهلة أما الآن فلدينا الإمكانيات فلماذا لا نحقق أحلامنا القديمة؟
لتأتي الإجابة مهما اختلف الألم الذي يمكن ان نكون قد عانينا منه فهناك أمل في الحياة و لبس بالضرورة تحقيق نفس الحلم و لكن يمكن أن نعيش الحلم المتاح قدر الإمكان .. و علي سبيل المثال هو حلمي… ربما العلم تقدم و ربما أصبحت الإمكانيات متاحة الآن و لكن المعادلة ينقصها الكثير ، هل لدي نفس القدرة النفسية او التحمل المطلوب، هل القدرة الصحية كافية لتحمل هذه المسئولية، هل ساكون قادرة علي التنشئة المجتمعية السليمة…
فكانت إجاباتي لنفسي ربما لم يفت الأوان في أحلام كثيرة و لكن هناك أحلاما رغم إتاحتها لكنها لا تتوافق مع الظروف الحالية، فعلينا أن ندرك كيف نحول واقعنا في عامنا الجديد و نراجع أحلامنا و نتحدث إليها و نكون صادقين في حديثنا مع أنفسنا و نتمسك بما يمكن تحقيقه و لا نضع قدراتنا فيما لا يمكن تحقيقه ثم نرمي اللوم علي الظروف فالحياة مليئة بالممكن و المتاح و الأروع أن نتعلم من التجارب سواء كانت تجاربنا او تجارب الغير…
و الآن و أنا في أواخر الأربعينات ما زلت أشعر بقلب العشرينيات أتوق إلي الحب و الجمال و المشاعر الرقيقة و الاهتمام و أضحك كثيرا عندما أقف في مكان و من حولي ينادونني” طنط” او ” يا حاجة” فأنظر إلي المرأة و أضحك و أسال نفسي أحقا جري العمر؟ لماذا لا أري هذا العمر في نفسي ؟ و سريعا ما تأتي الإجابة لأني راضية بما قسمه الله سبحانه و تعالى … و رسالتي اليوم أن الألم أحيانا يجعل قلوبنا رقيقة تنبت فيها زرعة أمل ليس لحياتنا فقط بل أمل لحياة من حولنا و ان الحلم له مليون وجه فعلى كل واحد فينا ان يبحث عن الوجه الذي يمكن تحقيقةً فيذوب الألم ليصبح أملا.
سنة جديدة بأحلام راقية ان شاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock