كتبت
علا السنجري
تعتبر حياة مديحة كامل ، في ذكرى وفاتها ، من أكثر القصص الدرامية التي تداولتها الصحافة ، حيث كانت فنانة جريئة تحب فنها وتقدم ما يطلبه المخرج مهما كان.
بدأت مديحة كامل ، حياتها الفنية غير عابئة بشيء ، ولا تهتم لأمر الناس ، وما يمكن أن يكون نقدهم حول طبيعة أدوارها ، بل استغرقت في تجسيد أدوار الإغراء .
مديحة كامل جاء مشهد النهاية مختلفا تماما عن بدايتها ، حيث اعتزلت في أوج تألقها وارتدت الحجاب ، توفت في شهر رمضان، كما كانت تطلب من الله ، توبتها توبة نصوح لم يخالطها ريب أو نفاق.
للمزيد
مديحة كامل صالح أحمد ولدت في 13 يناير العام 1946 في الإسكندرية ، والدها كان يملك مضارب أرز النيل على ترعة المحمودية ، ترتيبها الثانية بين إخوتها الستة ، 3 بنات و3 أولاد ، وفي المرحلة الابتدائية كانت الطفلة مديحة تهوى كرة السلة وكرة الطاولة، وظهرت عليها موهبة التمثيل في مرحلة مبكرة من عمرها.
مديحة كامل لم تكن من الطالبات المتفوقات في الدراسة ، فقد تعلمت في مدرسة الشاطبي النموذجية وكانت درجاتها في المواد الدراسية ضعيفة ، على الرغم من حصولها على اعلى درجات في الألعاب الرياضية والتمثيل ، وفي المرحلة الإعدادية تم اختيارها في إحدى الحفلات المدرسية للقيام بدور رابعة العدوية في المسرحية المدرسية ، أجادت تجسيد ذلك الدور حتى إنها حصلت على «كأس الجمهورية» لأحسن ممثلة مدرسية.
مديحة كامل في الخامسة عشر من عمرها ، وقفت في استوديوهات الإذاعة في الإسكندرية ، ثم انتقلت إلى القاهرة لتلتحق بمدرسة السنية الثانوية ثم المدرسة القومية ، وأثناء دراستها بالمرحلة الثانوية أتيحت لها فرصة ذهبية عندما شاركت في مسابقة لاختيار عارضات الأزياء، حيث نجحت في هذه المسابقة وبدأت مشوارها الفني في ذلك المجال.
مديحة كامل كانت ترافقها والدتها دائما في جميع خطواتها الأولى، حيث كانت لا تزال صغيرة على القيام بخطواتها الأولى بمفردها ، كذلك تساعدها على مواصلة مشوارها الدراسي.
للمزيد
مديحة كامل في 1962 انتقلت إلى القاهرة ، التحقت بكلية الآداب جامعة عين شمس في 1965، وبدأت مشوارها الفني في 1964 بأدوار صغيرة بين السينما والمسرح، عملت في عروض الأزياء، وتدرجت في الأدوار الثانوية حتى حصلت على دور البطولة أمام الفنان فريد شوقي في فيلم «30 يوم في السجن» في أواخر ستينيات القرن العشرين، ثم اختفت بعد ذلك نحو عامين أو أكثر، ثم عادت من جديد لتمثل في مصر ولبنان في أدوار لم تحقق لها الشهرة ولكنها حققت انتشارا.
مديحة كامل أدت أدوار البطولة الثانية في كثير من الأفلام كثيرة ، حصلت على البطولة المطلقة مع المخرج كمال الشيخ في فيلمه «الصعود إلى الهاوية» مع الفنان محمود ياسين ، لتنطلق بعد هذا الفيلم في عالم النجومية.
تزوجت 3 مرات، الأولى من رجل الأعمال محمود الريس، وأنجبا ابنتهما الوحيدة ميرهان، ثم تزوجت المخرج السينمائي شريف حمودة، أما زواجها الأخير فكان من محام، ثم ارتدت الحجاب، واعتزلت الفن في إبريل 1992.
كان آخر أفلامها «بوابة إبليس» الذي أتلفت بعض مشاهده ، وتمت إعادة تمثيل المشاهد التالفة بواسطة دوبليرة لأنها كانت قد اعتزلت الفن وقتها، ورفضت رفضًا قاطعًا العودة للتمثيل.
مديحة كامل عانت من مرض القلب وأصيبت المرة الأولى بجلطة عام 1975 أثناء تصويرها مسلسل «الأفعى» ، إلا أن متاعبها الصحية الكبيرة بدأت قبل وفاتها بعام حيث ظلت طريحة الفراش في مستشفى مصطفى محمود لمدة 10 أشهر بسبب ضعف عضلة القلب وتراكم المياه على الرئة بشكل مستمر؛ مما استدعى بقاءها في المستشفى لفترة طويلة، إلى أن توفيت في منزلها في 13 يناير 1997 عن 48 عاما.
لم ترحب «كامل» بأي ظهور إعلامي بعد اعتزالها الفن إلا في مقابلة في برنامج «حوار صريح جدا» في 1995، وتم منع عرض الحلقة لهجومها على الوسط الفني، ومن أشهر أفلامها «هو والنساء، والعيب، مطاردة غرامية، وأبواب الليل، و الكدابين الثلاثة، وشقة مفروشة، والاختيار، أغنية على الممر، وحب وكبرياء، والشيطان امرأة، والبنات والمرسيدس، والسكرية، وزمان يا حب، وفي الصيف لازم نحب، وأبناء الصمت، وزائر الفجر، ونساء في المدينة».
كما شاركت في أفلام «الصعود إلى الهاوية، ولا يا أمي، و أذكياء لكن أغبياء، و أشياء ضد القانون، والسلخانة، ودرب الهوى، و نعيمة فاكهة محرمة، ومشوار عمر، وملف في الأدب»، ومن مسرحياتها «هاللو شلبي»، و«لعبة اسمها الفلوس»، و«الجيل الضائع»، غير عدد كبير من المسلسلات.
للمزيد