أدم وحواءعام

طفلك هو مشروعك المستقبلي

طفلك هو مشروعك المستقبلي


كتبت/ كنوز أحمد

أساليب التنشئة للطفل


الأطفال هم فرص البشرية المتجددة للنجاة من إثم قد يلحق بهم، أو انحدار في مستوى فكرى وعقائدى ، أو دنيوى يغير من وجه الحياة المعتاد..
هم نتيجة منطقية لأبويه ؛
فيهم تظهر قيمهم ومبادئهم الراسخة ، حتى وإن ظلوا يغرسون فيه أفكاراً مغايرة لقناعاتهم على أمل أن يكون مختلفا عنهم..

توجد دراسة نشرت بمجلة علم النفس الطفل غير العادي Journal of Abnormal Child Psychology اتضح وجود علاقات ارتباطية جوهرية دالة بين الوالدية السلبية والانحراف السلوكي delinquency،

فبعد تحليل نتائج (181) دراسة في المجال، وجد أن الانحراف السلوكي أو السلوك المختل والمضطرب لدى الأطفال ينشأ من المساندة الانفعالية والاجتماعية السلبية أو بالأحرى الافتقاد إلى المساندة الانفعالية والاجتماعية من قبل الآباء على وجه الخصوص، فضلاً عن تعرض هؤلاء الأطفال للإهمال والعنف والنبذ.

وخلصت نتائج دراسات أخرى كثيرة عن أن أساليب المعاملة الوالدية السلبية قد تدفع الأطفال باتجاه ما يعرف بالاعتلال أو الانحراف الاجتماعي sociopathogies، أو النرجسية narcissism، كما كشفت نتائجها عن أن سوء السلوك لدى الأطفال يعزى في جزء كبير منه إلى إخفاق الآباء في تشييد حدود وضوابط للعلاقات الإيجابية.

طفلك هو مشروعك المستقبلي

• أساليب المعاملة الوالدية السلبية Negative parenting styles: 

يوجد على الأقل خمسة أساليب معاملة والدية غير سوية تؤدي إلى كثيرٍ من مظاهر الاعتلال والخلل النفسي والسلوكي لدى الأطفال خاصة السلوكيات الاجتماعية السيئة والسلوكيات النرجسية:

1- الإهمال الوالدي Neglectful Parenting: 

ربما يعد الإهمال الوالدي أو الوالدية المُهْمِلة أخطر أساليب المعاملة الوالدية غير السوية، وتتميز بعدم اندماج الآباء في حياة أطفالهم إذ يعيشون على هامش حياة أطفالهم، الأمر الذي يعوق النمو النفسي العام للأطفال؛ وذلك لابتعادهم عن أبنائهم والاكتفاء بما يعرف الإيواء الجسدي، مع إهمال الحاجات الانفعالية والاجتماعية لأبنائهم الأمر الذي يجعل هؤلاء الأبناء في حالة دائمة من الجوع الانفعالي العام، فضلاً عن الحرمان الأمومي والأبوي كمؤشر لاختلال ما يعرف بروابط التعلق بمظاهره التي تعرف بالتعلق غير الآمن.

2- الوالدية العدائية ـ العنيفة Hostile-Aggressive Parenting: 

ويميز الآباء الذي يتخذون قرارات فوقية صارمة ويضعون أمام أبنائهم صعوبات حقيقية وتكليفات فوق الطاقة والتزامات غير مناسبة، بما يعكس ما يعرف بالعدائية والعنف، بتأثيراته السلبية على سعادتهم وتنعمهم الذاتي نتيجة حالة التنافر والصراع المستعر بين الأطفال والآباء، ويجسد هذا الأسلوب أعلى مظاهر سوء معاملة الأطفال أو الصيغة الأكثر سوءًا من صيغ سوء معاملة الأطفال، بما يترتب عليه من أذى انفعالي ونفسي ومعرفي.

3- الوالدية الموجهة نحو الحماية الزائدة Overprotective Parenting: 

ينتاب الأطفال استياء شديد عندما يبالغ آباؤهم في اتخاذ كل القرارات لأطفالهم، ورفضهم السماح لأطفالهم بأي مستوى من مستويات الحرية في المبادرة بأي أنشطة، ويعرف مثل هذه النوعية من الآباء بالآباء الهليكوبتر فهم أشبه بالطائرة التي لا تتوقف عن التحليق حول أبنائهم والتشرنق حولهم، يحرم مثل هذه النوعية من الآباء الأطفال من اللعب بأمل وقايتهم من الحوادث أو من أي صيغة من صيغ التوتر قصيرة الأمد. ونتيجة لذلك لا يتعلم هؤلاء الأطفال الاستجابات الصحيحة، وينمو لديهم الخوف والاعتماد التام على الآخرين. 

4- المثالية والتصوير المثالي Idealizing:


يميل الآباء وفقًا لهذا الأسلوب من المعاملة الوالدية إلى وضع محكات ومعايير مثالية أمام أطفالهم ينبغي عليهم الالتزام بها تمامًا ووزن سلوكياتهم بها بغض النظر عن إمكانياتهم وقدراتهم، ولا شك في أن التصوير المثالي لحياة الأطفال ووضع معايير مثالية مبالغ فيها لوزن سلوكياتهم وتنظيمها أمر غير سوي لكونه يحثهم على النرجسية، فقد يدفع ذلك الأبناء إلى الاعتقاد بأنهم أعلى من الآخرين وهم في الحقيقة غير ذلك؛ وعليه يضعون مصالحهم وحاجاتهم فوق كل اعتبار مع الميل إلى الإقلال من حقوق الآخرين.

طفلك هو مشروعك المستقبلي

5- أسلوب المعاملة الوالدية الترسلي (الفوضوي) أو الوالدية المهادنة Permissive parenting: 

حيث يتركون الحبل على الغارب لأطفالهم فلا ضوابط ولا حدود، حيث يسمح لهم بفعل أي شيء يسعدون به أنفسهم، ويعطون لهم ما يريدون، ونادرًا ما يضعون قواعد، فضلاً عن عدم الاتساق والتذبذب في المعاملة، وعلى ذلك يفتقد هؤلاء الأطفال لأي قدرة على ضبط الذات، وقد يشعر الأطفال الذين يخبرون هذا الأسلوب من المعاملة الوالدية عدم الأمن بسبب افتقادهم للحدود والنظام، وعليه قد يندمجون في سلوكيات جناح الأحداث.


– التقدير والاحترام Recognition:


ويرتبط هذا العنصر بما يعرف عملية تعزيز سلوك الطفل وتصرفاته، بما يستلزمه من الثناء على الطفل وامتداحه وتشجيعه في الوقت المناسب وبالقدر المناسب، تنمية لتقديره لذاته ورزعًا لثقته في ذاته واحترامه لها وتعزيزًا لشعوره بالجدارة والأهلية الشخصية.

– التمكين Empowerment:


يعد توجه الآباء نحو تفعيل مضامين فلسفة التمكين في البنية النفسية لأبنائهم المعيار الحقيقي للوالدية الإيجابية، ويقصد بالتمكين زراعة كل ما يجعل الطفل قادرًا على التفاعل في الحياة بمجالاته المختلفة بجدارة واقتدار، الأمر الذي يستلزم اكتشاف الآباء لقدرات وإمكانيات أبنائهم والعمل على تعزيزها وتقويتها بكل الطرق الممكنة، وتمارس فعاليات فعل التمكين النفسي على مجالات النمو النفسي المختلفة للطفل بصورة تكاملية أي على مستوى النمو المعرفي والاجتماعي والانفعالي والحركي وإن كانت تركز بصورة عامة على تمكينه من إتقان مهارات الحياة Life Skills.

أساليب التنشئة للأطفال تختلف في المضمون وإن كانت ذات هدف واحد.. لكنها تعتمد على مستوي ثقافة وإدراك الوالدين..
ونسبة صحة وسلامة أطفالهم البدنية والنفسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock