أدم وحواءعاممقالات

العفو والتسامح وما الفرق بينهما

العفو والتسامح وما الفرق بينهما
كتبت إيناس رمضان 

“العفو والتسامح ” ليست كلمات ذات مغزى جميل على المسامع وإنما هي من شيم الكرام الذين أدركوا قيمتها وتأثيرها على النفس البشرية. 

سوف نتناول في هذا المقال مفهوم تلك المعاني السامية والفرق بينهما ومدى تأثيرها على صحة الفرد وسلامة المجتمع. 

العفو 


إن العفو لذة لا يشعر بها إلا من جاهد نفسه ودرب قلبه لتصفو روحه ويشعر بحلاوة القرب إلى الله . 
فالعفو صفة من صفات الرحمن واسم من أسماء الله الحسنى فهو القادر على محو ذنوب البشر أجمعين فلا تذكر أبدا وكأنها لم تكن حتى أنه يمحوها من قلب المؤمن فلم يعد يتذكرها وتسكن الحسنات محل السيئات لذا فلتكثروا من هذا الدعاء “اللهم إنك أنت العفو الكريم فاعف عني” حتى تنالوا عفو الله وتعود صحائفكم بيضاء كبياض قلوبكم. 

تمسك أيها الإنسان بالعفو فهو الصفح الجميل ومحو الأخطاء كلها  وما أسمى العفو عند المقدرة مرحلة لا يصبو لها إلا ذو الهمم العالية فلا يتم معاقبة المذنب رغم القدرة على ذلك. 
ولتكن عفوا أي كثير العفو فإن تمكنت من الوصول لتلك المرحلة فقد وصلت لمرحلة سامية من الإرتقاء بالذات لأنها صفة تتطلب أن يتمالك الإنسان نفسه عند الغضب وألا تغره المناصب والسلطة عندما يكون في مكانة تمنحه القدرة على عقاب من أساء إليه ولكنه فضل أن يعفو ويصفح بقلب سليم فمن عفا عن الناس عفا الله عنه 
وقد وجد أن العفو مرحلة أبلغ وأشمل من المغفرة لأن العفو يشمل إسقاط الذنب ومحو أثره أي إبطال وجوده من الأساس وإنما المغفرة فهي ستر الذنوب وإسقاطها من العقاب ولكنه يظل في صحيفة المؤمن دون عقاب. 


العفو والتسامح وما الفرق بينهما

إقرأ المزيد مفهوم التسامح وأهميته

التسامح 


“اكتب الإساءة على الرمال عسى ريح التسامح تمحوها، وانحت المعروف على الصخر حيث لا يمكن لأشد ريح أن تمحوه”. 
هكذا أمضي في هذه الحياة فالتسامح خلق من الأخلاق الجميلة التي عندما يتحلى بها الإنسان تزيده جمالا ورقيا وثقة بالنفس مخطئ من يظن أن التسامح ضعف أو استسلام فالضعيف لا يملك التسامح لأنه من صفات الأقوياء ويمنحك القدرة للسير في الطريق إلى الجنة حيث ترى نور الله من حولك فلا تعي اهتماما للقلوب المظلمة. 
التسامح يا عزيزي من أنبل صور الحب تسمو به الروح وتتعافى النفس من البغضاء والكراهية وتحل محلهما الرحمة والتعاطف اللذان يقدران على صنع المعجزات فتصبح قادرا على نسيان الماضي المؤلم بكل ما يحمله من آلام وتفتح قلبك لرؤية مزايا من حولك حتى لو كانوا سبب الوجع يوما ما. 
امنح نفسك الفرصة لتعفو وتسامح فالحياة أقصر من أن نقضيها في الأحزان والبغضاء بين البشر وتفكك الروابط بين الأسر مما يؤثر على المجتمع بالسلب ويصير ضعيفا هشا. 
كن كالشجرة التي يستظل بها الخلق عندما تشتد حرارة الزمن. 


العفو والتسامح وما الفرق بينهما

أدعوك أيها القارئ أن تعفو وتسامح لتنجو بنفسك من شرور و خبائث البشر فالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock